قصيدتان في ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام)

الثلاثاء 21 يوليو 2020 - 09:34 بتوقيت مكة
قصيدتان في ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام)

العالم الاسلامي-الكوثر: قصيدة رثاء (بَغدادُ تبكي والمدينةُ تنحَبُ) في ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) تاسع أئمة أهل بيت النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله .

بَغدادُ تبكي و(المدينةُ) تنحَبُ            فظُلامةُ السِـبطِ التقيِّ تَـغَـرُّبُ

نزلَ المُصابُ بآلِ بيتِ محمدٍ           فَجوادُ طـه ظامئٌ ومُـعذَّبُ

من غَيلَةِ السُـمِّ الزُّعافِ وجَمرِهِ         يغلي حميمـاً والحَشا يتلَّهبُ

فاضَتْ بــهِ رُوحُ الإمامِ وعُينُهُ         تَرنُو الى ربٍّ جلـيلٍ يرقُبُ

أنصارُ نهجِ الطاهرينَ تقاطرُوا        ولِـفَقـد قائدِ أُمّـةٍ همْ مَـنْـدَبُ

صلَّى على السبطِ الشهيدِ وَريثُـهُ       هادي الخَلِـيقةِ والامامُ الطـيِّبُ

ما كانَ ذنبُ حفيدِ أحمدَ جارِعاً         سُمَّ الضغينةِ من يَـدٍ تَسـترهِبُ؟

غَصَبتْ مَقاليدَ الخلافةِ عُنوَةً            شُلَّـتْ يدٌ للغاصبينَ تُـعَذِّبُ

جحَدَتْ بني خيرِ الأنامِ محمدٍ           وتفاخرَتْ بالإثمِ وهي تُكـذِّبُ

يومَ الشُّجونِ بجنبِ دجلةَ مأتمٌ          يَنعى الجـوادَ وعالِـماً يُستطلَبُ

هو حاملُ العِبْءِ الكبيرِ إمامةً          بابُ المُرادِ وفي المكارِمِ مَذْهَبُ

مُجليِ الغياهِبِ عنْ قلوبٍ أضمرَتْ    شرَّاً وكانتْ لا تمَلُّ تُصَعِّبُ

هو كاظمٌ للغيظِ شأنَ جُدُودهِ            من آلِ بيتٍ طاهرٍ لا يُحجَبُ

عزِفُـوا عنِ الـدّنيا الغَرُورِ مفاتناً       بل طلَّقـُوها والحقائقُ تُـعْرِبُ

تاريخُنا ضاوٍ وليسَ يُغيبُهُ              عِلْجٌ يُـناصِبُ أحمداً ومكذِّبُ

إنَّ الإمامةَ إمـرَةٌ جُعِلتُ لِـمنْ           رضِيَ العليمُ وبالإمامةِ أوجَبُ

وبُنـو محمدَ هم معادنُ حكمةٍ           ووعاءُ وَحْي اللهِ بل هُـمْ أنْـجُبُ

قدْ أرخصُوا الأرواحَ يومَ ضلالةٍ      وتنكَّبـوا الأهوالَ لـمْ يَتهرَّبُوا

تلكمْ مراقدِهُمُ علائمُ نهضةٍ             دامتْ تضيءُ برحمةٍ وتُهَـذِّبُ

يا ليت أدمعَ عَينِنـا تَطفي لظىً         للحاقدين وهم ضغائنُ تُلهِبُ

لا ليس ذا دينَ الذي عَشِـقَ الورى     ودَعَاهُـمُو للحَقِّ نوراً يُطلَبُ

هذا عليٌّ خيرُكم وإمـامُكم              وأخو نبيِّـكـُمُ ومَنْ لا يُذنِبُ

وبنُـوهُ هم بيتُ المـودّةِ عِترتي         طوبى لمـنْ سمعـوا لهم وتقرَّبُوا

هم سادةُ الدنيا وكلُّ مَرامِهِم            خيرُ العبادِ واُمّـةٌ تَتوثَّبُ

فَهُمُو كرامُ الأرضِ إنْ يُستكرَمُوا      والمُنجِحُونَ لكلِّ شأنٍ يُـطلَبُ

صَلَّى الكرِيمُ على النبيِّ وآلِهِ           فهُمُو مَلاذُ الخَلقِ بلْ نِعمَ الأبُ

يا أيّها السبطُ الجَوادُ تحيةً              لا تنتَهي وثراكَ خيرٌ أرحَبُ

في الكاظميةِ قُبَّتانِ هوَتَهُما             بالخافِقَينِ قوافِلٌ تتقرَّبُ

سمِعتْ وصيةَ أحمد بمَودَّةٍ            للاقربينَ وعِترةٍ هُمْ مَكسَبُ

فأتَتْ مَشاهِدَهمْ تشمُّ نسائماً           طفحتْ بكلِّ مُروءةٍ تُستعذَبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم حميد حلمي البغدادي

...................................................................

القصيدة الثانية (إنَّ ذكراكَ للأنامِ حياةٌ) في ذكرى استشهاد الامام محمد الجواد عليه السلام
_______________

حُزتَ فخرَ الآباءِ والأجدادِ يا حبيبَ الرضا وبابَ المرادِ

يا أبا جعفرٍ وحسبُكَ فخراً أنّ في راحتيكَ نبعَ الودادِ

يا ابنَ طه النبيّ غصناً كريماً هو فرعٌ من دوحةِ الأمجادِ

إنَّ ذكراكَ للأنامِ حياةٌ صُغْتَ منها هدايةُ العُبّادِ

إحتملتَ الأذى إماماً صبوراً ذابَ في اللهِ ناصحاً باجتهادِ

فسقاكَ المَنونَ عُشاقُ عرشٍ لم يصونوا كرامةَ الأجوادِ

لم يراعوا لأحمد الخيرِ إلّاً فاستباحوا طُهرَ الإمامِ الجوادِ

إن ذكراكَ للخلائقِ نورٌ دامَ يهدي بضوئهِ الوقّادِ

إنك اليوم للحشودِ ملاذٌ في قريبٍ أو من بعيدِ البلادِ

يطلبون القبرَ الشريفَ عطاشى مكرماتٍ من عابدٍ سجّادِ

وجدوا البِرَّ في ثراكَ جواداً يمنحُ الخيرَ غادقاً باضطرادِ

فعلى الكاظميةِ السلامُ تباعاً حبَّ أرضٌ فيها عبيرُ الجهادِ

بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي
٢٩ ذو الفعدة ١٤٤١
٢١ تموز ٢٠٢٠

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 21 يوليو 2020 - 09:06 بتوقيت مكة