وأضاف السيد نصر الله في كلمة له امس الثلاثاء حول أخر التطورات: “في الايام القليلة المقبلة لدينا ذكرى اخرى وهي مواجهة الارهاب التكفيري في البقاع ويتذكر اللبنانيون انه تم تحرير هذه الجبهة على مرحلتين، مرحلة جبهة النصرة وارهابيي تنظيم داعش.
وتابع: “المناسبة الثالثة من الحديث هي الذكرى العاشرة لرحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله والذي كان لنا ابا رحيما ومرشدا رحيما وسندا قويا في كل المراحل كما كان لنا ولكل هذا الجيل المجاهد والمقاوم، وبعد 10 أعوام نشعر ان روحه الزكية وكلمته الطيبة ومواقفه الصبلة بقيت فينا وستبقى هاديا للعمل الدؤوب”.
وقال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، إن “الوضع الاقتصادي لا يهدد منطقة واحدة بل يعني الجميع، المقاربة يجب ان تكون وطنية وهذا الامر لا يمكن تفكيكه أو تبسيطه بل نحن بحاجة إلى جهد وطني متواصل.” وأضاف أن “الوضع الاقتصادي هو الهم اليومي الذي يعيشه المواطنون، لا بد من تصويب الامور فالوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون يحتاج إلى عقول الجميع وجهود الجميع.”
وأضاف السيد نصرالله أنه “عندما تحصل انهيارات معينة او مخاطر معينة تداعياتها سوف تلحق الجميع ومنطلق هذا الامر أخلاقي، ديني، ووطني وبناء على هذه المقدمة نحن نحتاج إلى تصويب بعض الامور”، وتابع “عندما طرحنا موضوع التوجه شرقاً كنت واضحا ان التوجه شرقا لا يعني ان ندير ظهرنا للغرب وكنت واضحا عندما قلت نه يجب ان نكون منفتحين على العالم باستثناء "اسرائيل.”
وأوضح قائلاً: “لسنا عقبة ان تأتي أميركا لتساعد لبنان والحديث عن التوجه شرقا لا يعني الانقطاع عن بقية العالم. أي بلد في هذا العالم باستثناء "اسرائيل" لديها استعداد أن يأتي إلى لبنان ويستثمر في لبنان أو يعمل في لبنان أمر نرحب به ومنفتحون عليه”، مشيراً إلى أن “البعض حاول أن يأخذ الموضوع إلى مكان آخر البعض قال انه بالنسبة لنا الغرب هو أوكسجين ونحن لم نطلب منكم التخلي عن هذا الاكسجين لكن إذا هم قطعوا عنا هذا الاوكسجين ماذا نفعل؟”.
وقال أنه ” إذا قلنا ان الصين تاتي إلى لبنان بهدف الاستثمار لا يعني اننا نريد تحويل نظام لبنان إلى شيوعي”، وتابع “قبول الجانب الإيراني ببيع لبنان مشتقات نفطية بالليرة اللبنانية تضحية كبيرة لأن إيران بحاجة للعملات الصعبة”.
واوضح السيد نصرالله أنه “لم نقل بضرورة تطبيق نموذج ايران في لبنان بل نطلب من الايرانيين مساعدتنا في توفير الوقود”، وقال إن “إيران لديها شبه اكتفاء ذاتي بالمواد الزراعية وصناعاتها متقدمة ومتطورة والنموذج الإيراني أرسل قمرا صناعيا إلى السماء”، وتابع “اطمئنوا فإن لبنان لا يملك عناصر النموذج الإيراني الذي جعل إيران تصمد وتعيش في ظل العقوبات الشاملة”، مؤكداً أن “النموذج الاقتصادي الايراني جعل ايران تصمد وتعيش 40 سنة في وجه الحروب. النموذج الايراني لديه الاكتفاء الذاتي بالبنزين والمازوت والفيول والكهرباء ويبيع ويصنع الدواء فوق 90% من حاجاته ويوزع لدول الجوار”.
وقال السيد نصر الله إن “لبنان لا يملك لا مؤهلات ولا ظروف النموذج الايراني، فإيران صمدت 40 سنة أمام العقوبات وما زالت، لديهم مشكلة بالعملة الصعبة وهي مشكلة العالم وهي اخر ما تبقى لامريكا بعد قوتها العسكرية، عندهم صعوبات وصمدوا 40 سنة”، وتابع: “لا احد يريد ان يفعل نموذجا ايرانيا في لبنان بالموضوع الاقتصادي ولا نريد تغيير وجه لبنان الحضاري ولا نريد تحويل النظام الاقتصادي الى شيوعي او اشتراكي”.
وأكد السيد نصرالله أن “أي دولة في العالم لديها استعداد لمساعدة لبنان يجب الانفتاح عليها وطرق بابها والبحث عن فرص لديها”، وأضاف أن “إخراج لبنان من أزمته المالية بحاجة لتكاتف الحكومة والمجتمع اللبناني إضافة إلى مساعدة خارجية ايضا”، وأعلن أن “عنوان المرحلة الاقتصادية الحالية في لبنان هو منع الانهيار المالي والجوع”.
وشدد السيد نصرالله أن “ما يعيشه لبنان اليوم من تهديد بالجوع والانهيار هو أخطر تهديد يمكن أن تواجهه أي دولة”، وقال إن “على كل اللبنانيين ان يكونوا فعالين ونشطين للوصول الى النتيجة المطلوبة”، داعياً إلى “فتح كل المسارات الممكنة الذي يوصل إلى الهدف في كيفية منع الانهيار والسقوط والجوع”، وخاطب الشعب اللبناني قائلاً “قادرون على تحويل التهديد إلى فرصة”.
وقال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، أنه “يجب ان نفتح كل المسارات الممكنة التي توصل إلى منع الانهيار والسقوط والجوع وعلى هذا الاساس تكلمنا عن عدة أفكار بينها التوجه شرقا”، وتابع “عندما نريد مقاربة الأزمة المعيشية والنقدية، هناك مستويان، المستوى الاول عندما نريد اخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والوصول إلى مرحلة التعافي والاستقرار هذا موضوع كبير بحاجة إلى دولة بكل مؤسساتها ومساعدة خارجية وهذا له مساره.”
وأضاف السيد نصرالله أن “المستوى الثاني هو منع الانهيار والجوع بما للانهيار المالي والجوع من تداعيات على الشعب اللبناني. هذا ما سنتكلم عنه اي منع الجوع والتدهور وهو ما يجب وضعه هدفا لنا”، وتابع “اليوم أول ما ندعو إليه هو انه لا يجب ان نختار طريقا واحدا ونقف عليه. قالوا نريد صندوق النقد الدولي وافقنا وقلنا ان لا مانع لكن هذا لا يعني عدم التفتيش عن خيارات أخرى، يجب ان نفتح كل المسارات الممكنة التي توصل إلى منع الانهيار والسقوط والجوع وعلى هذا الاساس تكلمنا عن عدة أفكار بينها التوجه شرقا”.
وشدد السيد نصرالله أنه “لا يجوز ان يحكم الاداء العام الانتظار السلبي هذا خطأ بل يجب على كل اللبنانيين الدولة والشعب ان نكون كلنا فعالين ونتحرك، يجب ان نفتح اي مسار يمكن ان نفتح وأن نطرق كافة الابواب للوصول إلى النتيجة المرجوة.” وأوضح ان “التوجه شرقا يعني اللجوء الى أي دولة مستعدة الى تقديم المساعدات وعلى لبنان التواصل معها والسعي اليها وان يدق بابها ويبحث عن فرص من أجل تصويب الامور”.
وأكد السيد نصرالله أن “هذا التهديد يمكن أن يكون مناسبة للقيام بخطوات مهمة جدًا لوضع لبنان على الطريق الصحيح باتجاه الاستقرار الاقتصادي”، واعتبر أن “دليل أهمية الطرح الصيني للاستثمار في لبنان هو رد الفعل الكبير من الأمريكيين على المقترح”، موضحاً أن الأميركيين “شنوا حملة شعواء على الخيار الصيني لتخويف اللبنانيين ومنعهم من الانفتاح على الصين”، وأضاف السيد نصرالله اننا وجدنا رد الفعل الاميركي الغاضب بعد التكلم عن الصين من وزير الخارجية إلى السفيرة في لبنان وهذا دليل على ان هذا خيار مفيد وجدي، والا لماذا ستشن أميركا حملة شعواء على الخيار الصيني؟ هذا دليل على ان هذا الباب يخرج لبنان من الحصار الاميركي.
ولفت السيد نصرالله إلى ان “العراق فرصة عظيمة جدا للبنان والعلاقة بين البلدين ممتازة جدا”، وقال إن “المطلوب هو إرسال وفد للعراق كما فعلت بغداد لا الاستسلام للحديث عن الضغط الأميركي على الحكومة العراقية”، ولفت إلى ان الأميركيين “ومن خلال التهديد والوعيد يقفون سدا امام اي حل لأزمة لبنان”، داعياً إلى “بذل كل المساعي من اجل حل الازمة الاقتصادية في لبنان”، وقال إن “فائدة التوجه للدول المفتوحة أبوابها أنها تبعث برسالة للأميركي وغيره أن للبنان خيارات أخرى ولا يمكن إسقاطه”.
وأكد الامين العام لحزب الله ان ما نعيشه اليوم أخطر تهديد يمكن أن يواجه شعب ودولة، ونحن قادرون كلبنانيين دولة وشعبا أن نحول التهديد إلى فرصة ومناسبة للقيام بخطوات مهمة جدا قادرة على وضعه بالطريق الصحيح باتجاه الاستقرار الاقتصادي. وقال السيد نصرالله اننا عندما نتكلم عن بعض الخيارات العنوان العريض هو تحريك عجلة الاقتصاد، قيل لنا ان الشركات الصينية حاضرة للاستثمار بلبنان ومن الطبيعي ان يبادر لبنان ويتكلم مع الصيني ليرى امكانياته وشروطه، مشيرا الى ان الدولة هي من واجباتها التكلم مع الصين وليس حزب الله.
وأكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان العراق فرصة عظيمة جدا للبنان، فالعراق بلد صديق وبلد محب ومفتوح، العلاقة بين العراق ولبنان كبلدين وشعبين ممنازة، فهي بلد كبير جدا على المستوى الاقتصادي، فهناك عدة ابواب ممكن ان تفتح”. وأضاف “المصرف المركزي عليه ان يدفع مليارات الدولارات لتغطية حاجة لبنان من المشتقات النفطية، واذا قلنا لايران ان تبيعنا النفط بالليرة اللبنانية، فكم سنوفر على البنك المركزي؟”.
وتابع: “التعامل مع ايران بشأن النفط له بركات كبيرة جدا على موجودات المصرف المركزي والبنوك والمودعين والصناعة والتجارة، وهو ما نسير عليه في النقاشات”. وأردف: “علينا ان نسعى وان نبذل الجهد والذهاب الى الابواب المفتوحة”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن “السياسات التي كانت متبعة في لبنان على مدى عقود من الزمن ادت الى انهيار القطاعين الزراعي والصناعي”، داعياً إلى “تحويل التهديد الى فرصة عبر تحويل لبنان إلى بلد منتج بعد أن ظل لسنوات طويلة بلداً مستهلكاً”، موضحاً أن “من شروط الحياة الكريمة لأي شعب أن يكون منتجا زراعيًا وصناعيًا وهذا من البديهيات”، ودعا الشعب اللبناني إلى “التوجه نحو الزراعة وكل العوامل الطبيعية مساعدة على النهوض بهذا القطاع بدعم حكومي”.
ودعا السيد نصرالله اللبنانيين إلى خوض “معركة إحياء قطاعي الزراعة والصناعة لمواجهة الجوع والبقاء على قيد الحياة بكرامة”، وأعلن ان “حزب الله اتخذ قرارا بخوض معركة التقدم زراعيًا وصناعيًا في مواجهة الانهيار والجوع”، وقال “حيث يجب أن نكون سنكون وحيث كنا أنجزنا وانتصرنا وحققنا وكنا الأعلى”.
وأكد السيد نصرالله “انتصرنا في معركة التحرير وفي وجه التكفيريين انتصرنا وفي وجه المؤامرات انتصرنا واليوم سنخوض معركة الزراعة والصناعة وهذا الميدان الجديد يجب أن نحضر فيه”، وقال “يجب أن نعود جميعًا لنكون مزارعين حتى ننقذ لبنان كله”، وقال “أي أرض صالحة للزراعة في أي مكان سواء في القرى أو حتى المدن سنزرعها”، وأضاف “عندما نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع سنصبح شعباً ذا سيادة”، وأعلن “فليكن تاريخ 7-7-2020 تاريخ إعلان الجهاد والمقاومة والنهضة على الصعيدين الزراعي والصناعي”.
وتساءل السيد نصرالله “ما علاقة السفيرة الأميركية في لبنان بالتعيينات المالية وصولاً إلى تهديدها المسؤولين الذين التقتهم”، وقال “السفيرة الأمريكية في لبنان تتدخل في التعيينات الرسمية في المناصب المرتبطة بالبنك المركزي وهذا عمل استعماري”، وشدد على أن “الحكومة اللبنانية يحدد مصيرها الشعب اللبناني وليس السفيرة أو الخارجية الأميركية”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن “الدولة اللبنانية صامتة في وقت تهاجم السفيرة الأميركية حزباً لبنانياً وتتهمه بأبشع الأوصاف عبر الاعلام”، واضعاً تصرفات السفيرة الأميركية برسم الشعب اللبناني والقوى السياسية بما فيها تلك التي تقول إنها سيادية”، وأوضح أن أخطر ما تفعله السفيرة الأمريكية في لبنان هو التحريض بين اللبنانيين والدفع نحو الحرب الأهلية”.
وأكد السيد نصرالله أن “قرار القاضي اللبناني الشريف محمد مازح بمنع السفيرة الأمريكية من الحديث إعلاميًا يعبر أن في لبنان قضاة وطنيون وشجعان”، وقال إن “المدافعين عن حرية الإعلام فيما يتعلق بقرار منع السفيرة الأمريكية من التصريح أين هم من التعدي الأمريكي على السيادة اللبنانية؟ “، وعبر السيد نصرالله عن اعتزازه وفخره “بالقاضي محمد مازح وكل قاضٍ شريف وشجاع يقف في هذا الزمن الصعب أمام السياسة الأمريكية”.
وتمنى السيد نصرالله “من القضاء اللبناني أن يعيد النظر بردة فعله تجاه القاضي مازح وأن يتصرف معه بنفس مستوى الوطنية الذي عبر عنه”، وأعلن أن “كتلة الوفاء للمقاومة ستتقدم بعريضة لوزارة الخارجية اللبنانية للمطالبة باستدعاء السفيرة الأمريكية ومطالبتها بالالتزام بالاتفاقيات الدولية”.
ودعا السيد نصرالله السفيرة الأميركية في بيروت إلى ان “لا تنظّر علينا بالسيادة وحقوق الانسان لأنها تمثل دولة قتلت الملايين”، مشيراً إلى ان “الادارة الاميركية هي اكثر الادارات ظلما وجورا في العالم وكل الاعتداءات الصهيونية على لبنان حدثت بدعم اميركي”.
وشدد السيد نصرالله على أن “الأمريكيين يستغلون تراكم السياسات الاقتصادية الفاشلة لتأليب الشعب اللبناني على حزب الله”، وأكد أن “الخيار الأمريكي بحصار حزب الله لن يؤدي إلى نتيجة ونحن لن نستسلم”. وقال السيد نصرالله للإدارة الأميركية: سياستكم بخنق لبنان ستقوي حزب الله وتضعف حلفاءكم ونفوذكم، وأنه “بسياساتكم المتبعة في لبنان لن تجد الناس أمامها ملاذا إلا المقاومة وحلفاءها المحليين والإقليميين”، و”سياستكم ستقوي حلفاء حزب الله وتدفع لبنان إلى أن يكون ضمن هذا المحور”.
وأكد السيد نصر الله ان “انشغالنا بوضعنا الاقتصادي يجب ألا ينسينا الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة خطة الضم”، وقال “نحن إلى جانب إخواننا الفلسطينيين دولة وشعبًا ونحن حاضرون لفعل أي شيء في مواجهة مؤامرة الضم”.