أفاد مكتب الاعلام والعلاقات لحركة النجباء في الجمهورية الاسلامية الايرانية أن قوات مكافحة الارهاب العراقية هاجمت مساء الخميس 25/ يونيو 2020 مقر لواء 45 التابع للحشد العشبي (تنضوي تحت قيادته قوات كتائب حزب الله) بالتنسيق مع سفارة الولايات المتحدة الامريكية في بغداد واعتقلت عدد من قوات المقاومة، ولكن بعد تصاعد حدة الغضب الشعبي في العراق و الردود المستنكرة لهذا الاعتداء في المحافل السياسية والامنية العراقية، تم الافراج عن المعتقلين في يوم الاثنين وبعد اربعة ايام من اعتقالهم.
وعلى هذا الصعيد اجرى المتحدث الرسمي باسم المقاومة الاسلامية حركة النجباء حوارا خاصا مع وكالة مهر، واصفا اعتداء يوم الخميس بانه يفتقد لاي من المواصفات العسكرية، قائلا: أن هذه العمليه تم تنفيذها على مقر للدعم اللوجستي تابع للحشد لايحتوي الا على مجموعة من الحرس يبلغ عددهم 13 مقاتل.
وبين المهندس نصر الشمري أن "هذا الاعتداء تم تنفيذه بقوة كبيرة تتكون من 20 الية مصفحة"، مصرحا، تقييمنا ان مثل هذا العمل في هذه المرحلة انما هو خطأ كبير وكان ممكن ان يؤدي الى تصادم بين اصناف المنظومة الامنية العراقية، وتكرار مثل هذه الاخطاء قد يؤدي بالبلاد الى المجهول.
وفي جانب اخر من الحوار أشار الشمري الى الحوار الامريكي العراقي الاستراتيجي، موضحا أن هذا الحوار هو عبارة عن مسرحية لشرعنة وجود القوات الامريكية المحتلة ومحاولة للالتفاف على قرار مجلس النواب العراقي القاضي باخراج جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وانهاء تخويل التحالف الدولي المزعوم لمواجهة داعش.
وبين معاون الامين العام لحركة النجباء أن " هذا الترويج الاعلامي الرخيص والاصوات المدفوعة الثمن من قبل امريكا لن تشكل ابدا رأي الشارع العراقي"، واكد أن خروج القوات الاجنبية من ارض العراق امر حتمي، مضيفا: من المفارقات الكبرى حيث يتحجج البعض بحاجة العراق لحماية القوات الامريكية المحتلة في نفس الوقت الذي تطالب هذه القوات المحتلة بان تقوم القوات العراقية بحمايتها من ضربات المقاومة، فكيف لمن يعجز عن حماية نفسه ان يحمي غيره؟!
ولكم فيما يلي نص المقابلة:
- كما تعلمون، هاجمت قوات مكافحة الإرهاب العراقية مؤخراً مقر الحشد الشعبي في بغداد. وتم تنفيذ الهجوم بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ما هو تقييمكم لهذا الهجوم ولماذا اتخذ مثل هذا القرار؟
بداية من الناحية العسكرية لايمكن اعتبار ماحصل هجوما بهذا المعنى وانما هي عملية على مقر للدعم اللوجستي لايحتوي الا على مجموعة من الحرس يبلغ عددهم 13 مقاتل تم اعتقالهم واقتيادهم جميعا وكان الهجوم بقوة كبيرة تتكون من اكثر من 20 اليه مصفحة.
واما تقييمنا هو ان مثل هذا العمل في هذه المرحلة انما هو خطأ كبير وكان من الممكن ان يؤدي الى تصادم بين اصناف المنظومة الامنية العراقية في وقت دقيق وحرج جدا بسبب انتشار جائحة كورونا من جهة، وانتهاك السيادة العراقية واحتلال اراضي ومدن من قبل القوات التركية من جهة اخرى، وانهيار الوضع الاقتصادي من جهة ثالثة، وكل هذا كان فقط لمصلحة القوات الامريكية المحتلة غير الشرعية حسب القانون العراقي الصادر من مجلس النواب.
من المفارقات الكبرى حيث يتحجج البعض بحاجة العراق لحماية القوات الامريكية المحتلة في نفس الوقت الذي تطالب هذه القوات المحتلة بان تقوم القوات العراقية بحمايتها من ضربات المقاومة، فكيف لمن يعجز عن حماية نفسه ان يحمي غيره؟!
وهنا يجب التأكيد على أن هذه الخطوة لقد كانت خطأ كبيرا تجاه الحشد الشعبي المضحي الذي اعاد للبلاد سيادتها وهيبتها بقوافل من الشهداء وانهار من الدماء وتكرار مثل هذه الاخطاء غير المدروسة قد يؤدي بالبلاد الى المجهول.
- تعرضت مواقع كتائب حزب الله للهجمات المتكررة من قبل القوات الامريكية. ما هو سبب قلق الولايات المتحدة بشأن انتشار هذه الفصائل على الحدود العراقية السورية في محافظة الأنبار؟
بنظر الامريكان ان قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة هي جزء من محور المقاومة والممانعة الذي اصبح يمتد ويتوسع يوما بعد اخر، ولذلك هم يركزون على تكثيف وجودهم وقواعدهم في المنطقة الحدودية الفاصلة بين العراق وسوريا، وطبعا هذا جهل من الامريكان لان النظام الصدامي المقبور بكل قبضته الحديدية لم يستطع السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية السورية وبالتالي هم لن يستطيعوا ذلك اكيدا.
واما السبب في استهداف كتائب حزب الله اكثر من غيرها، هو كونها تمسك قاطع عمليات واسع وكبير في هذه المنطقة الحدودية وهو الامر الذي يضايق قوات الاحتلال الامريكي، ولكون كتائب حزب الله تمثل احد اهم الفصائل التي واجهت وتواجه الاحتلال الامريكي سواء قبل جلاء قواته عام 2011 او بعد عودتهم من شباك داعش عام 2014 وهي من الجهات صاحبة الموقف الثابت والقاطع في رفض الاحتلال الامريكي والرافضة للاشتراك بالعملية السياسية مادام الامريكي يتدخل بها لصالح هذه الجهة او تلك.
نحن اليوم امام هذا الاستهداف لكتائب حزب الله نشعر اننا جميعا جنود في هذا الفصيل المقاوم المجاهد المضحي وسنكون معهم في كل موقع حتى يتحقق الجلاء الكامل لقوات الاحتلال الامريكي.
- يبدو أن الولايات المتحدة تحاول الحصول على النتائج المرجوة من المحادثات عبر إضعاف الحشد الشعبي من أجل تسجيل نقاط في الحوار الاستراتيجي مع بغداد. وقد يؤدي ذلك إلى فتنة كبيرة في العراق وقد يكون الخاسر الاول هو قوات مكافحة الارهاب وسيكون اضعاف الامن في العراق من نتائجه، برأيكم ما هي الاهداف التي تسعى وراءها أمريكا؟
الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق هو عبارة عن مسرحية لشرعنة وجود القوات الامريكية المحتلة ومحاولة للالتفاف على قرار مجلس النواب العراقي القاضي باخراج جميع القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وانهاء تخويل التحالف الدولي المزعوم لمواجهة داعش، ولكن طبعا لن يكون لاي من هذه المحاولات قوة لمواجهة القانون الذي اصدره مجلس النواب العراقي وكذلك ان المصادقة على الاتفاقات هو من اختصاص مجلس النواب حسب المادة (61-رابعا) من دستور العراق.
الاحداث المفتعلة ربما هي تحصل بطلب من الجانب الامريكي لاظهار وجود ازمة داخليه بالعراق تحتاج الى تدخل الولايات المتحدة الامريكية وتسويق بقائها غير المشروع في العراق.
ان التصادم مع الحشد الشعبي لاي جهة كانت سوف يؤدي بتلك الجهة، لما للحشد من مكانة في نفوس الناس ولما له من امتدادات عقائدية وشعبية ولما يحمل في تاريخه من ارث كبير من الشهداء والتضحيات.
وبالتالي أن المقاومة ضد الامريكان ستستمر مهما كانت الظروف وستخرج امريكا من العراق مرغمة وهذا مانراه رأي العين وليس مجرد امنيات.
- تحاول الولايات المتحدة وعملائها المحليون في العراق تهميش قضية انسحاب القوات الأمريكية من العراق التي صادق عليها البرلمان، وذلك عبر تجاهل دور الحشد الشعبي في مكافحة الإرهاب. ما هو تقييمكم لهذا المحاولات؟
لن تهمش ولن تنتهي قضية الوجود الامريكي في العراق الا بنتيجة واحدة وهي الانسحاب الامريكي الكامل والشامل من جميع الاراضي العراقية وهذا الترويج الاعلامي الرخيص والاصوات المدفوعة الثمن لن تشكل ابدا رأي الشارع العراقي.
أن الشعب العراقي هو شعب مسلم وذو تاريخ وعزة وكرامة ولن يقبل باي محتل تحت اي ذريعة كانت وليست تجربة 2003 - 2011 بعيدة عن الاحتلال الامريكي الذي ارغمته المقاومة على الانسحاب رغم عديد قواته الذي يفوق العديد الحالي بعشرات المرات.
- قال الشيخ أكرم الكعبي الأمين العام للنجباء في تصريح بشأن اعتقال قوات الحشد الشعبي من قبل قوات مكافحة الإرهاب العراقية، مخاطبا من تسبب بهذا الحادث: "لقد كشفتم عن توجهاتكم، لذا من الأفضل ألا تكون لديكم أوهام". برأيكم ما هي الدول والمجاميع او الاشخاص الذين وجه الشيخ الكعبي خطابه لهم؟
في الحقيقة أن المعني بهذا الكلام هي سفارة الاحتلال الامريكي والفريق المحيط برئيس الحكومة والذي هو فريق اعلامي ولايحسن سوى التسويق الاعلامي ولايلتفت الى الازمات الصحية والامنية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.