العمق السعودي كان خلال أمس واليوم مسرحاً لصولات وجولات أبطال اليمن..
وزارة الدفاع السعودية وقاعدة سلمان ومواقع عسكرية في العاصمة الرياض وجيزان ونجران شكلت أهدافاً للصواريخ اليمنية في ظل تأكيد القوات المسلحة أنها ستنفذ المزيد من العمليات العسكرية حتى رفع الحصار وإنهاء العدوان على اليمن.
الهجوم النوعي يأتي في إطار توازن الردع الرابعة وتم بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة من نوع "قدس" "وذوالفقار" وطائرات سلاح الجو المسير.
السلطات السعودية التي اعترفت بالهجوم زعمت أنها اعترضت ثلاثة صواريخ باليستية صوب مدينتي نجران وجيزان السعوديتين، كما زعمت أيضاً أنه تم اعتراض ثماني طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات كانت قد أُطلقت صوب المملكة.
استهداف أبطال اليمن للعمق السعودي يأتي رداً على تمادي العدوان في وحشيته وإجرامه واستهدافه للمدن والمحافظات اليمنية والتي أسفرت مؤخراً عن استشهاد العشرات من النساء والأطفال، كما يأتي بالتزامن مع مرور ثلاث سنوات على إنتزاع محمد بن سلمان ولاية العهد السعودية من ابن عمه المعتقل حالياً محمد بن نايف بانقلاب ناعم كما سمي يومها.
إذن الهجوم اليماني النوعي ياتي بالتزامن مع مرور ثلاثة أعوام على تربع محمد بن سلمان على ولاية العهد في مملكة العدوان.. بن سلمان الذي وعد بالقضاء على حركة أنصار الله خلال أسبوع أو أسبوعين كحد أقصى وبالقضاء على الترسانة الصاروخية للجيش اليمني في فترة قياسية هو الآن يتلقى الصواريخ بمختلف أحجامها والطائرات المسيرة التي صنعتها أيادي أبطال اليمن لتدك عمق مملكته المتزلزل ولتؤكد فشله في تحقيق كل ما أراد تحقيقه من عدوانه على اليمن.
ثلاثة أعوام شهدت أيضاً الكثير من الأخطاء السياسية التي إرتكبها بن سلمان أولها أنه رهن مستقبله السياسي وجلوسه على كرسي الملك بالرئيس الامريكي دونالد ترامب ودخل في الحرب مع اليمن من اجل ان يشعر الاخرين بانه الرجل القوي والقادر على حسم القضية خلال اسابيع او اشهر.
ووجود بن سلمان على رأس السلطة في السعودية زعزع الاستقرار في داخل العائلة السعودية أيضاً وبدأ الجميع يشعر بالخوف من بطشه، بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها لقمع المعارضين بصفوف العائلة المالكة حتى أن المراقبين لفتوا إلى ان احدى اساسيات نكسة جذب الاستثمارات الاجنبية إلى المملكة هو ان السعودية لم تعد تعتبر بيئة حاضنة ومطمئنة للمستثمر الاجنبي، وان الشركات الاجنبية كانت تطالب ان تكون هناك حريات داخل المملكة وهو ما لم يتحقق أبداً.