كريمة الامام الخميني(رض): العطف لأفراد العائلة كان موجوداً في جميع جوانب حياة الامام(رض)

السبت 6 يونيو 2020 - 09:47 بتوقيت مكة
كريمة الامام الخميني(رض): العطف لأفراد العائلة كان موجوداً في جميع جوانب حياة الامام(رض)

ايران-الكوثر: صرّحت الأمينة العامة لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، كريمة الإمام الخميني (رض) "السيدة زهراء مصطفوي" أن النظم في الأمور، والإنتظام، والعطف لأفراد العائلة كانت موجودة و نافذة في جميع جوانب حياة الامام(ره) الشخصية.

وقالت ذلك، كريمة الإمام الخميني (رض) "السيدة زهراء مصطفوي"  في رسالة وجهتها الى ندوة "الأسرة في فكر الإمام الخميني‏ (رض)"  الافتراضية التي أقيمت عصر أمس الجمعة 5 يونيو / حزيران الجاري بتنظيم المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان .

وفيما يلي النص الكامل لهذه الرسالة:

"بسم الله الرحمن الرحیم

السلام علیکم أيها الأعزاء ، يسعدني أنه يمكنني على الأقل التحدث إليكم بهذه الطريقة ومشاركة آرائي معكم حول موضوع الإمام الخميني وعائلته.

أیّها الإخوة والأخوات

كانت مکانة الأسرة في نظر الإمام الخميني(رض) بالرغم من کل انشغالاته وکفاحاته، قبل الثورة عندما كان في المنفى وبعد الثورة، عندما كان مسؤولاً عن الشؤون، هو من أولويات عمله. من وجهة نظري، كان الإمام، كقائد لحركة ثورية وإيديولوجية یعتبر إنسانًا استثنائيًا في المحاور الثلاثة، النظم في الأمور، والإنتظام والعطف لأفراد العائلة، وكانت هذه الخصائص الثلاثة موجودة و نافذة في جميع جوانب حياته الشخصية تقريبًا.

كانت رسائله الشهيرة لأمنا الراحلة أثناء نفيه وألعابه الطفولية مع أبناء وبنات الأسرة أمثلة على هذا الاهتمام وأهمية الأسرة لدی الإمام.

قد يكون من الصعب قليلاً بأن تتصور زعيم دولة و مفجر ثورة في العالم أن یلعب مع أطفال أو يكون من الصعب قليلاً التفكير أو بعیداً عن الذهن في أنّ أيّ طفلٍ و في أيّ عمر یناسب له أيّ ألعاب يلعب بها . لكن الأفكار الثورية والحكومية العظيمة لم تمنعه ​​من الابتعاد عن مساحة الاهتمام بالعائلة، وخاصة الأطفال وحتى أحفاده.

من کیفیة علاقته مع أمنا الراحلة ومعنا كأولاده، يمكننا أن ندرك شدة اهتمام الإمام الخميني بقيمة الأسرة والعلاقة الزوجیة. المحبة والمودة في ظل الحالة ثوریة في الإمام. إذا انتبهنا إلى أساليبه التربوية والسلوكية تجاه أسرته و دقّقنا فیها، فسنجد بالتأكيد أنّ الشخص الذي يمكنه أن يتولى قيادة الثورة الإسلامية ، یجب أن یکون في بادئ الأمر شخص عطوف وحنوناً وفعالاً في أرکان عائلته.

من حيث النظم السلوكي، کان یمشي الإمام ثلاث مرات في اليوم و لمدة عشرين دقيقة في كل مرة في باحة بیته. كان جميع الأولاد يعرفون متى تکون هذه المرات الثلاثة، لذلك کنا نقترب للقاء الإمام وطرح الأسئلة.

أتذكر أن الإمام كان يمشي في أحد الأيام عندما جئت إلى مكتب الإمام لطرح سؤال. و هو کان يقترب من باب غرفته و یظهر من ذلك أن المشي لمدة عشرین دقیقة کان قد انتهی. رأيت أن الإمام قد عاد وأنه مشی مرتین أخريين عرض باحة البیت. سألت يا سيدي ، ألا تريد دخول غرفتك؟ فلماذا عدت؟ فقال: کان قد بقيَ بضع ثوان من وقت المشي. ویظهر من ذلك أهمية النظم في أعمال الإمام.

 بالإضافة إلى الدراسة ، کان یمضي الإمام دائمًا وقتًا أثناء النهار لّلعب مع أولاده. کانت تختلف هذه الألعاب اعتمادًا على عمر الأطفال. على سبيل المثال ، عندما كان الأطفال في سنین الطفولة (7 أو 8 سنوات) ،کان یلعب ألعابًا لمسيّة مثل اللعبة الشهیرة (الذئب و الهواء) أو«الفوق و الإرتفاع» وحتى قراءة العزاء، وفي مثل هذه الألعاب كانوا صبوراً للغاية وعادة ما کان یساعد الجانب الضعيف من اللعبة بلطف و حنان. و في فترة المراهقة، بسبب نموهم البدني والفكري ، کان یحاول الإمام تعلیم الأطفال من خلال الألعاب الفكرية،و المشاعرة وقراءة الكتب.

خلال حياته، خصص الإمام بعض الوقت لقضاء الوقت مع عائلته ، وخاصة مع والدتي. لم يعتقد الإمام بتقدیم المطالعة و الدراسة أولاً ثم الاهتمام بزوجته. بل كان الاهتمام بالزوجة دائماً من الأولويات في برامجه في البيت. كان من أبرز نقاط الإمام الخميني(رض) هو اهتمامه الخاص واحترام أمنا الراحلة. کان یأمر الإمام باستمرار أفراد الأسرة بضرورة الحفاظ على كرامة السيدة واحترامها والاستماع إليها بشکل کامل. حدث هذا في عائلتنا بطريقة أنه حتى بعد وفاته أیضاً،کان یحترم جميع الأحفاد والدتنا بنفس الطريقة. كان الإمام مقيداً للغاية بأن تكون والدتنا سیدة في المنزل لأنه کان یعتقد أن الزوجة يجب أن یتعامل معها بنفس الطريقة التي کانت تتعامل معها في منزل الأب و تحظی بالمکانة و الإحترام. اسمحوا لي أن أذکر من ذکریاتي في هذا الصدد.

لم تكن أمنا الراحلة تعتاد إغلاق الباب خلفها عندما تدخل الغرفة ، وكان الإمام على علم بهذه العادة، لذلك عندما کانت تدخل الغرفة، کان ینتظر الإمام أن تجلس أمنا بجانبه، ثم کان یقوم و یغلق الباب. . حتی لم يطلب من الأولاد أن یغلقوا الباب. و کان یتكرر هذا الأمر مراراً و تکراراً ، ولم يطلب الإمام من والدتي إغلاق الباب أبداً.

كان الإمام مثابراً للغاية في مراعاة النظافة الشخصية والجماعية وارتداء الملابس الأنيقة والمرتبة و النظیفة. بعد الثورة ، بسبب عدد الاجتماعات التي یعقدها مع المسؤولين والأشخاص في الحسينية ،کان یقوم بتغيير ملابسه بانتظام حتى لا یسبب للضيوف بعض الازعاج. بالإضافة إلى الاهتمام بزوجته وأطفاله ،کان یهتم الإمام أيضًا بالعاملين في المنزل لمساعدة أمنا ، وکان یزورهم شخصيًا و یسألُ عنْ  أحوالهم.

والإمام لم یمیّز بين أولاده. فساعدني الإمام کثیراً و بشكل خاص في التعلیم وإكماله. كنقطة أخيرة ، وبالنظر إلى أننا في أجواء الذكرى السنوية لرحیله، أود أن أذکر إحدی ذکریاتي في هذا الصدد. في الأيام الأخيرة من حياته وعندما اضطر الإمام لعلاج مرضه إلى جراحة القلب في المستشفى ، وكانت هذه آخر عملية له، كنت على أبواب الخضوع لامتحان الدكتوراه الشامل. أتذكر أن الإمام ذهب إلى المستشفى وعاد ، ولسبب ما لم تُجر العملیة الجراحیة في ذلك اليوم. ولأنه كان یدرك اهتمامي و محبتي له، أخبر والدتي أنه لیس بحاجة إلى إخباري أن العملية قد تم تأجيلها حتى الغد حتى لا أواجه أي مشاكل في الامتحان ولا أتأذى. في صباح اليوم التالي ، عندما وصلت إلى غرفته لتوديع الإمام، عانقني بحرارة و قال لا تقلقي أنا لم أعمل عملیة بعد. قال الإمام هذه الجملة لکي لا أحضر جلسة الامتحان الشامل للدکتوراة بقلق، بينما بعد الوداع مباشرة ذهب إلى المستشفى لجراحة القلب، وكان هذا آخر لقائی معه في المنزل.

اشكركم واستودعكم الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 6 يونيو 2020 - 09:38 بتوقيت مكة