وانتقد رايخ في مقال له بصحيفة غارديان البريطانية - تحت عنوان "نيران ووباء وبلد في حالة حرب مع نفسه.. رئاسة ترامب انتهت".
وحول تعاطي ترامب مع الاحتجاجات واسعة النطاق التي أعقبت مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في مينيابوليس على يد شرطي أبيض، قال رايخ إن ترامب وصف المتظاهرين بالبلطجية، وهدد بإطلاق النار عليهم، وغرد في حسابه بتويتر بالقول "عندما يبدأ النهب.. يبدأ إطلاق النار". مرددا بذلك مقولة عنصرية لقائد شرطة ميامي الراحل، والتي كانت أثارت أعمال شغب عرقية في أواخر الستينيات.
وقال رايخ - الذي يعمل أستاذا للسياسات العامة في جامعة كاليفورنيا - إن ترامب ليس منشغلا بإدارة شؤون البلاد، وإنما هو منشغل بلعب الغولف ومشاهدة التلفزيون والتغريد.
كما انتقد رايخ تعاطي ترامب مع الأزمة الصحية في الولايات المتحدة إثر تفشي فيروس كورونا، وقال إن استجابة ترامب للأشهر الثلاثة الأخيرة المروعة من تفشي الوباء والموت اتسمت بالاستهتار، فقد ادعى أن وباء كورونا ليس سوى "خدعة من قبل الديمقراطيين"، وقام بتكميم أفواه مسؤولي الصحة العامة، وترك مسؤولية إدارة أزمة تفشي الفيروس الفتاك للولايات.
ونتيجة لذلك، وجد حكام الولايات أنفسهم مضطرين للبحث عن أجهزة التنفس لإبقاء المرضى على قيد الحياة، وكذلك توفير معدات الوقاية للعاملين في المستشفيات وغيرهم من العمال الأساسيين الذين يفتقرون إليها، كما كان على حكام الولايات اتخاذ القرارات المتعلقة بإغلاق الاقتصاد وإعادة فتحه.
كما لم يتحمل ترامب أية مسؤولية في ما يتعلق باختبارات الكشف عن الإصابات بالفيروس وتتبع مخالطي المصابين، وهما إجراءان ضروريان للحد من تفشي الوباء، فقد ألقت خطته الجديدة لمحاربة الفيروس بتلك المهمة على عاتق حكام الولايات، وفقا للكاتب.
واتهم الوزير السابق ترامب بالكذب باستمرار، وإطلاق تهديدات وهمية عبر تويتر لا يملك السلطة لتنفيذها، كالتهديد بحجب التمويل عن الولايات التي تمدد التصويت الغيابي، والتهديد بنقض قرارات حكام الولايات الذين لا يسمحون بإعادة فتح أماكن العبادة على الفور، ومعاقبة تويتر على الإشارة إلى التحقق مما يرد في تغريداته.
وأشار إلى أن ترامب مهووس بنفسه، ولم يبد أي اهتمام بإدارة شؤون البلاد منذ وصوله البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2017، وكشفت الأزمات الحالية عن عمق أنانيته وازدرائه وظيفته.
وخلُص رايخ إلى أن إهمال ترامب مسؤولياته يتجاوز الافتقار لمواصفات القائد أو عدم الانتباه للمعايير والأدوار التقليدية، فقد تخلى عن الواجبات والمسؤوليات الأساسية للرئاسة في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة صدمة وطنية، لذلك لم يعد رئيسا، وكلما أسرعنا في التوقف عن معاملته كرئيس كان ذلك أفضل.