واندلعت أحداث الاحتجاج في أعقاب تسبب الشرطة في مقتل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الاثنين الماضي، حيث انتقلت الى قرابة مئة مدينة أمريكية بين كبرى وصغرى وعلى رأسها نيويورك وواشنطن وبوسطن في الساحل الشرقي وسان فرانسيسكو ولوس أنجلس وسياتل في الساحل الغربي، وشيكاغو في الوسط.
وعمليا، تفيد وسائل الاعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز وذي نايشن أن قرابة 40 مدينة منها شيكاغو ولوس أنجلوس وواشنطن تعيش حالة حظر ابتداء من الساعة التاسعة ليلا، علاوة على 12 ولاية في المجموع لجأت الى الحرس الوطني في محاولة للسيطرة على الأوضاع في البلاد خوفا من فوضى عارمة.
وهناك تخوف حقيقي من خروج الأوضاع عن السيطرة لاسيما وأن الاحتجاجات تتزامن مع أكبر ارتفاع للبطالة في البلاد منذ سنة 1929 بسبب فيروس كورونا. وعليه، هناك احتمال باللجوء الى الجيش، وتؤكد الصحافة الأمريكية أن البنتاغون عمد الى وضع وحدات عسكرية خاصة في حالة استنفار. ويتعلق الأمر بالفرقة 82 المحمولة جوا في قاعدة فورت براغ في كارولينا الشمالية لنقلها الى أي ولاية في حالة انهيار الأوضاع. ومن مهام هذه الفرقة التحرك إلى أي مكان في العالم في ظرف لا يتعدى 18 ساعة إذا دعت الضرورة. وكان آخر مرة تم نشر هذه الوحدة في الولايات المتحدة سنة 2005 لاحتواء أعمال النهب إبان كارثة كاترينا، ومن قبلها في لوس أنجلوس سنة 1929 للسيطرة على الأوضاع في أعقاب المواجهات بين الأمريكيين السود ضد اللاتينيين والآسيويين.
ونظرا لانتشار الاحتجاجات في معظم مدن البلاد وفي كل الولايات بدون استثناء تقريبا، بدأ المحللون والمؤرخون يقارنوها بالأحداث الكبرى التي شهدتها الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يرى المؤرخ دوغلاس برينكلي في وصفه لهذه الاحتجاجات بأنها "أكبر أحداث تعيشها الولايات المتحدة منذ اغتيال مارتن لوثر كينغ". وجرى اغتيال كينع سنة 1968، وشهدت الولايات المتحدة وقتها أكبر الاحتجاجات.
من جهتها، ترى المؤرخة باربارا رانسبي من جامعة إلينويز في شيكاغو أن مشاهد كورونا فيروس كانت قوية لأنها كشفت عن الشرخ العرقي في البلاد (أغلب الضحايا من السود) وبعدها جاءت مشاهد عنف الشرطة ضد جورج فلويد الذي ينتمي الى الأمريكيين السود.