بعد اغتيال جورج فلويد، مخنوقًا بطريقة وحشية من قبل رجل شرطة أمريكي، تضامن عدد كبير من الفلسطينيين معه، ونشروا صورًا تقارن ما حدث له مع ما حدث مع فلسطينيين وقعوا تحت بطش قوات الأمن الإسرائيلية. لم تكن تلك مجرد مقارنة عابرة، ولا مجرد أيقونة للظلم الإنساني يستلهمها آخرون لتبيان أنهم يتعرضون لنفس الدرجة من الظلم، أو أن قضيتهم تستحق الاهتمام أيضًا. لكنها مقارنة تشي بواقع وأسئلة مشتركة بين الضحايا، حيث تتشابك العنصرية مع الاستعمار الاستيطاني والاستبداد ، لتطل كلها على واقع من التهميش والإقصاء واللامساواة.
أما ما يقوض "الاستثناء"، فأن صورة قاتله تبدو مألوفة أيضًا بالنسبة للفلسطينيين، بملامح ثابتة وواضحة، كأنها وجه أو قناع يلبسه كل جندي إسرائيلي.
ليست صورة الفلسطيني المخنوق تحت قدم جندي إسرائيلي، جنبًا إلى جنب مع صورة فلويد، منافسة على المظلومية، ولكنها وقفة جادة وواضحة ضد مقولة الاستثناء، وإشارة صريحة إلى القاعدة. إنها بمثابة، بيان سياسي بأن ما يحدث لم يحدث صدفة، ولم يكن نابيًا، ولا مختلفًا عن السياسات العنصرية الاستبدادية والاستعمارية الاستيطانية، بقدر ما كان كشفًا فجًا لها.
ففي وقت سابق كشف نادي الاسير أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر نيسان 2020، قرابة 4700 أسير وأسيرة يقبعون في سجون الاحتلال بينهم 39 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون"، من بينهن 16 أمّا، بالاضافة الى قرابة 180 طفلاً وقاصراً، موزعين على سجون عوفر ومجدو والدامون.
وأشار الى أن الأسير نائل البرغوثي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، ما مجموعها 40 عاماً، قضى منها 34 عاماً بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 في صفقة وفاء الأحرار، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014.
وبيّن أن عدد أسرى المؤبدات 541 أسيراً، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته 67 مؤبداً.
أما المعتقلون الإداريون فعددهم قرابة 400 معتقل، والأسرى المرضى وعددهم قرابة 700، منهم قرابة 300 حالة مرضية مزمنة بحاجة لعلاج مستمر، وعلى الأقل هناك عشرة حالات مصابين بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي 81 عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّا.