أعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، ان الحكومة العراقية تمكنت في مرحلة مبكرة من تعبئة الموارد ونفذت تدابير قوية للحد من انتشار جائحة كورونا مما ساهم في تأخير سرعة تفشي الوباء، مشيرة إلى ان دولا في المنطقة اقتدت بإنجاز جامعة البصرة الهام في إنتاج مستلزمات لتسريع اختبار الحالات المشتبه بها.
وقالت المنظمة الدولية في بيان يوم امس، (28 ايار 2020)، انه "منذ بداية جائحة كوفيد-19 ركزت منظمة الصحة العالمية على مكافحة الجائحة بكل الوسائل المتاحة لها لإنقاذ الأرواح ودعم العديد من دول العالم ذات القدرات المحدودة في الاستجابة للجائحة، بما فيها العراق.
وبشكل استباقي، نسقت المنظمة والسلطات الصحية العراقية استجابة شاملة للجائحة منذ كانون الثاني 2020، ورفعت مستوى استعداد البلاد وآلية الاستجابة فيها، كما عززت خطة عمل الاستعداد للجائحة.
واتخذت وزارة الصحة المركزية ووزارة الصحة في كردستان العراق العديد من الإجراءات المهمة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية قبل الإبلاغ عن الحالة الأولى في البلاد في 24 شباط. وشملت هذه الإجراءات تعزيز التنسيق والتخطيط بين جميع أصحاب المصلحة والشركاء على المستويين الوطني والدولي؛ والتواصل مع المجتمعات حول المخاطر وطريقة حماية أنفسها؛ وإيجاد كل مخالط وعزله واختباره وتتبعه وعلاج كل حالة.
في 9 آذار، وصل فريق فني مشترك من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمي ومن المقر الرئيسي للمنظمة إلى العراق لتقييم قدرة وزارة الصحة العراقية والمرافق الصحية على كشف المرض وتحديده وإدارة الحالات. وقدم الفريق إرشادات لسد الفجوات في سلم الأولويات وساعد في تحسين الإجراءات الصحية التي اتخذتها الحكومة. وبالاستناد إلى ذلك، تم تجهيز مستشفيات معينة للاستجابة لارتفاع محتمل في الحالات مع التركيز على حماية وتدريب العاملين الصحيين على مجموعة متنوعة من المواضيع ذات الصلة مثل الوقاية من العدوى وإدارة الحالات.
وبهذا الشأن قال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، الدكتور أدهم إسماعيل: "تمكنت حكومة العراق، مع الدعم الكامل من منظمة الصحة العالمية، من تعبئة الموارد في مرحلة مبكرة من الجائحة للحد من انتشارها. ونفذت السلطات الوطنية والإقليمية والمحلية تدابير قوية للحد من عدد الحالات وكبح سرعة انتشار الفيروس. وساهمت هذه الإجراءات الوقائية المبكرة في تأخير سرعة انتشار الوباء. ونتج عن ذلك أن عدد الحالات الموثقة كان أقل نسبيا مقارنة بالدول المجاورة".
وقد وسعت منظمة الصحة العالمية دعمها للسلطات الصحية الوطنية ليشمل المراقبة النشطة وتقييم الحالة وتحليلها وجلسات نشر التوعية التي تستهدف موظفي الخطوط الأمامية في النقاط الحدودية ومطارات البلاد.
كما تم جمع فرق الاستجابة السريعة لتنفيذ أنشطة التوعية وتتبع المخالطين وإجراء الفحوصات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نشر مئات الآلاف من الرسائل والمبادئ التوجيهية للوقاية من العدوى ومكافحتها.
ومن ناحية أخرى، كانت إدارة الحالات واستمرارية الخدمات الأساسية بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية والمشتريات وإدارة التوريد من بين المجالات ذات الأولوية التي تم تنسيقها بشكل وثيق في مرحلة مبكرة من الاستجابة وعلى المستويين المركزي والإقليمي من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة.
وبالإضافة إلى ذلك، تقود المنظمة سلسلة من الأنشطة التي تشجع على الالتزام بالإغلاق العام وتجنب أي تجمعات كبيرة قد تؤدي إلى زيادة عدد الحالات وبالتالي ارتفاع المنحنى الوبائي.
ولهذه الغاية، قامت منظمة الصحة العالمية في العراق بزيارة الحوزة العلمية في النجف وأوصت بتأجيل المجالس والتجمعات الدينية. وقال اسماعيل: "تشيد منظمة الصحة العالمية بموقف الحوزة العلمية الداعم لتوصيات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وتشكر استجابتها الإيجابية لتشجيع الشعب العراقي على اتباع الإجراءات والتوصيات الصحية الوقائية".
وقامت المنظمة بتعزيز مستوى توفر خدمات المختبرات. ونجح التعاون المباشر بين منظمة الصحة العالمية وخلية التصدي لأزمة كوفيد-19 في جامعة البصرة في نيسان 2020 في إنتاج مستلزمات مخبرية مطلوبة بشكل عاجل لتسريع اختبار الحالات المشتبه بها. وفي وقت لاحق، اقتدت دول أخرى في المنطقة بهذا الإنجاز الهام.
في 20 أيار من هذا العام، شارك رؤساء الحكومات من جميع أنحاء العالم في اجتماع جمعية الصحة العالمية لمناقشة الدروس والتحديات والخطوات الجماعية التالية للتصدي للجائحة. وتبنت الجمعية بشكل مثمر قرارا تاريخيا يؤكد على دور منظمة الصحة العالمية الرئيسي في تعزيز الوصول إلى التقنيات الصحية الآمنة والفعالة لمكافحة الجائحة.
وفي اختتام أعمال الجمعية قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إن هذا القرار يرسم خارطة طريق واضحة للأنشطة والإجراءات البالغة الأهمية التي ينبغي اتخاذها لاستدامة الاستجابة وتسريع وتيرتها على الصعيدين الوطني والدولي. ويحدد القرار مسؤوليات كل من منظمة الصحة العالمية ودولها الأعضاء، كما يجسد النهج الشامل للحكومات ككل والمجتمع ككل، وهو النهج الذي كنا ندعو إليه منذ اندلاع الفاشية. ومن شأن ذلك، إذا ما نفذ، أن يكفل استجابة أكثر اتساقا وتنسيقا وإنصافا تنقذ الأرواح وسبل العيش على حد سواء".