وأكد العلماء، في بيان مشترك أنّ الاقتحام المتوقّع للأقصى -اليوم الجمعة- يرادُ منه ترسيخ ما يريده العدوّ الصّهيونيّ من أنَّ المسجد الأقصى المبارك أصبح حقًّا مشروعًا للصهاينة فهم أصحابه والمتحكّمون فيه، في وجهٍ من أبشع وجوه السّعي الصّهيوني في خراب الأقصى.
وقال البيان: إنَّ المسجد الأقصى المبارك هو حق حصريّ للمسلمين بكل أجزائه وأبنيته وجدرانه وأسواره، وإنَّ أيّ اعتداءٍ عليه أو على أي جزء منه هو اعتداء على ثالث أقدس المقدّسات عند المسلمين جميعًا بعد المسجد الحرام والمسجد النبويّ؛ ما يوجب على الأمّة كلّها النّفير والتّحرّك بالإمكانات المتاحة لوقف هذا العدوان الإجراميّ.
وحذّر العلماء "من هذا الصّمت المخجل في بلاد المسلمين والفتور غير المقبول في ردّات الفعل الرسمية والشّعبية الذي يعطي الضّوء الأخضر للكيان الصّهيوني، ويشجّعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحقّ مقدّساتنا وبلادنا وأمّتنا."
وأكدوا "أنَّ الأنظمة والشّخصيات الرّسمية المهرولة إلى التّطبيع مع الكيان الصّهيوني مشاركةٌ له في جرائمه بحق شعبنا وأمتنا ومقدّساتنا، وتتحمّل مع الكيان المجرم المسؤوليّة عن هذه العربدة والغطرسة والجرائم الممنهجة بحقّ المسجد الأقصى المبارك".
وطالب العلماء منظمة التّعاون الإسلاميّ ووزارات الأوقاف في العالم الإسلامي بالتحرّك العاجل على المستويات كافّة، والعمل مع الجهات الرّسميّة والدّوليّة لإيقاف هذا الإجرام الصّهيونيّ الممنهج ومنع الاقتحام الذي يخطّط له وتم تأجيله إلى أيام قادمة، كما دعوها إلى توجيه الخطباء والدّعاة والمتحدّثين إلى حضور القدس والأقصى في خطبهم المنبريّة ودروسهم المسجديّة وبرامجهم الإعلاميّة ولقاءاتِهم المباشرة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وأن يكون العدوان على الأقصى موضوع خطبة الجمعة.
وطالب العلماء جميع علماء ودعاة وخطباء الأمة الإسلاميّة بحشد طاقاتهم واستنفار جهودهم لبيان ما يجب على الأمّة لمواجهة هذا الكيان الغاصب، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ووجوب دعم المرابطين في القدس والأقصى، وخطورة التّطبيع على الأمة كلّها وعلى القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وجدّد علماء الأمّة "مطالبتهم للسلطة الفلسطينية بوقفٍ حقيقي وجادّ لجميع أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني، وقطع كل أنواع العلاقة معه، والانحياز إلى خيار المقاومة والجهاد في سبيل الله تعالى مع أبناء الشعب الفلسطينيّ المرابط والمجاهد، كما جددوا مطالبتهم سائر الدول بوقف جميع أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان الصهيوني الغاصب ـ غضبًا للقدس والأقصى ـ وإغلاق سفارات الكيان الصهيوني في بلاد العالم الإسلامي في وقفة عزّ يسجّلها لهم التاريخ وتحفظها الأجيال، وإلّا فإن التاريخ سيسجل عارهم وتضييعهم لمسرى رسول الله (ص) حسبما افاد المركز الفلسطيني للاعلام.
وحيّا العلماء أبطالَ القدس نساءً ورجالًا من المرابطات والمرابطين الذين يهبّون على الدوام بكلّ ما في قلوبهم من عزّة الإيمان وحبّ المسجد الأقصى المبارك، فداءً للأقصى المبارك ودفاعًا عنه؛ فهم عنوان البطولة والرّجولة.
ودعا العلماء جميع أبناء الشعب الفلسطينيّ المرابط والمجاهد في الأراضي المحتلّة عام 1948م وفي الضّفة الغربيّة، وحيث يمكنهم الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك؛ لشدّ الرّحال والنّفير العاجل إلى المسجد الأقصى المبارك؛ تحدّيًا وإفشالًا لمحاولات اقتحامه، وأن يستمرّوا في نفيرهم هذا رغم الغاء المحكمة الصّهيونيّة للاقتحام.
وقالوا: "إنَّ النّفير إلى المسجد الأقصى المبارك لفرض إرادة المسلمين بحقّهم فيه كاملًا غير منقوص، ومنعًا لاقتحامات اليهود الصّهاينة هو واجبٌ شرعيّ على كلّ قادرٍ عليه بالنّفسِ والمال".
ودعا العلماء الأمّة كلّها لمساندة أهل القدس وفلسطين الذين ينفرون إلى المسجد الأقصى المبارك ويرابطون حوله بكلّ أنواع الدّعم المعنويّ والماديّ، وطالبوا شعوبنا المسلمة بالنّفير إلى السّاحات والميادين العامّة حيث يسمح لهم بذلك في سياق جائحة كورونا، ورفع الصّوت؛ نصرة للمسجد الأقصى المبارك، وإساءةً لوجه الصّهاينة الغاصبين، وفضحًا لعدوانهم ومخططاتهم الإجراميّة.
ودعا العلماء أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مواقعه وفصائله إلى تفعيل العمل الجهادي بأساليبه المختلفة ووسائله المتاحة، وأن يرصّوا صفوفهم، ويوحّدوا كلمتهم، وأن يذيقوا هذا العدو وبال أمره وجزاء عدوانه بتهديده في حياته ووجوده التي هي أغلى ما يملك.