فلسطينُ لن تنحني للطغاة
فلسطينُ يا ثورةَ الغاضبِ ويا أملَ الصابرِ الطالبِ
فلسطينُ مِعراجُكِ المُحتَفى بهِ مِن بعيدٍ ومِن ساقِبِ (١)
يحدِّثُنا عن رؤوفٍ سَما على الجرحِ والألَمِ اللاغِبِ
فعادَ مكيناً إلى قومِهِ وبيتِ اتّحادٍ على لاحِبِ
يسدِّدُ أحمدُ فيه الورى ويُرسِلُهم لِهُدىً صائبِ
فلسطينُ يا مَعقِلَ الثائرين على القاتلِ الكالِحِ الناهبِ
كأنّ ثراكِ عرينُ الحمى بهِ الاُسدُ كالكوكبِ الثاقبِ
بَنُوكِ الغيارى اُولُو همَّةٍ وحربٌ على الحاقدِ الصاخبِ
يَجُودون بالنفسِ دونَ الاُلى وقد اتقنوا ضربةَ الضارِبِ
لواءُ فلسطينَ مستنهِضٌ عزيمةَ مسترشِدِ غالبِ
يريدُ الحياةَ لأحبابهِ ويأبى التذلُّلَ للقاشِبِ (٢)
أيا قدسُ يا قبلةَ الأولين ومجتمَعَ الثائرِ الآيِبِ
أهيلي علينا مِن المكرُمات مباركةَ الأصلِ والجانبِ
لَصبرُكِ يا قدسُ مِن أحمدٍ وابناؤكِ صرخةُ الغاضِبِ
حُماةَ المساجدِ صُدُّوا الغزاة وذُبّوا عن المنهلِ العاربِ
ودُوسوا على البغيِ واسترجِعُوا مفاتيحَ بيتٍ من السالِبِ
فلسطينُ لا تقنطي فالشباب عصيٌّ على الوَهَنِ اللازِبِ(٣)
وتلكَ انتفاضتُهُ صفعةٌ على وجهِ مستكبِرٍ قاطِبِ
أباحَ فلسطينَ للسارقين وللقاتلينَ وللشاغِبِ
خسِئتَ ترمبُ وبُؤ بالردى وتبّاً لتوقيعِكَ القاصِبِ
وتعساً ليومٍ غدوتَ به رئيساً على الملَأِ الناكِبِ
أَإِسرالُ لن تهنَأي فالاُباة مَنيعونَ بالقادِرِ الغالِبِ
وهم صامدونَ بوجهِ العِدى صمُوداً يُشرِّدُ بالكاذِبِ
فلسطينُ لن تنحني للطغاة وترفُضُ اُكذوبةَ السائِبِ
ولن تمنحَ القدسَ للمعتدي ولن تمنحَ الأرضَ للخارِبِ (٤)
فلسطينُ لن تَخضَعي اُمّةً تذُبُّ عن الحَرَمِ الشاحبِ
عنِ القدسِ عن قبلةِ المسلمين أحاطَ بها زُمرةُ الغاصبِ
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي
.................................
(١)ساقب = قريب
(٢)القاشب = ذليل النفس
(٣) الوهَن اللازب = الضعف الدائمي
(٤)الخارِب = اللص