72 عامًا ولا يزال الاحتلال يمارس أبشع جرائم القتل والإرهاب والتطهير ضد أبناء الشعب الفلسطيني؛ في القدس التي تتعرض للتهويد، في غزة التي تقتل بسهام الحصار والعدوان، في الضفة التي تسلب أراضيها ليل نهار بالاستيطان، وتهدد بالضم، في الشتات الذي يعاني الفلسطينيون فيه نار البعد والتغريبة.
وتأتي ذكرى النكبة هذا العام، في سياق هجمة إسرائيلية - أمريكية شرسة ضد حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، فبعد الإعلان عن القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وصفقة ترمب التي تجهز على ما تبقى من حقوق، ها هو الإسرائيلي الغريب، يهدد الضفة والأغوار بالضم خلال الأسابيع المقبلة.
كما تأتي ذكرى ضياع فلسطين الأليمة، في وقت علا فيه موج التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وأصبحت فيه فكرة التعايش مع العدو الإسرائيلي قابلة للنقاش على قنوات عربية، وأصبح الفلسطيني فيه عدوًّا يُهاجَم في البرامج التلفزيونية والمسلسلات الدرامية.
وشكلت نكبة فلسطين 1948 محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم.
ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة جميع أصناف المعاناة والويلات وتسببت في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين، وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانا منازلهم، وهم يحرمون منها.
ورغم تشريد أكثر من 800 ألف من أبناء الشعب الفلسطيني من وطنهم ومنعهم من العودة إليه، ورغم اقتراف جريمة التطهير العرقي التي ارتكبت خلالها العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة، ودمرت أكثر من 531 قرية ومدينة بالكامل، إلا أن الشعب مصمم على البقاء في أرضه حيث بلغ إجمالي تعداده في العالم مع نهاية 2019 حوالي 13.4 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.48 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.57 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).
وتأتي ذكرى النكبة هذا العام، والفلسطينيون أكثر تمسكًا بأرضهم ووطنهم، وثوابتهم، وعيونهم ترنو لعودة قريبة.
المركز الفلسطيني للاعلام