أَنِرِ الحَرْفَ والمَعاني شُمُوعا
عندَ مِحرابهِ إماماً خَشُوعا
جاءَهُ الغَدْرُ والمُرُوقُ اختلاسَاً
وهو في سَجْدةٍ تَضُوعُ ربيعا
كعبةَ اللهِ أبِّنيهِ احتساباً
فهو مَنْ طابَ في فِنَاكِ رَضيعا
وحَّدَ اللهُ لم يخَفْ قطُّ حربَاً
أو جُيُوشاً بَغتْ عليه جُمُوعا
لكنِ الخائنونَ طُرّاً ذِلالٌ
اُشرِبُوا خِسَّةً وساؤُوا صنيعا
آهُ يا قلبُ يا لِصبرِكَ لمّا
تَذكُرُ الخَطْبَ يستفِزُّ الضُلُوعا
أوَ مَن مِثلُهُ وصيّاً لِطه
وأميراً للمُؤمنينَ جميعا
يَرِدُ المَوتَ باغتيالٍ أثيمٍ
وبِطَيِّ السُّجُودِ يُدْمى صريعا؟
آهُ يا عَينُ فَاْندُبيهِ بوَجْدٍ
قائداً أَصْيَداً وسَدّاً منيعا
واْذرِفي غايةَ البُكاءِ عليه
واذكري نكبَةً أفاضَتْ دُمُوعا
زادَ حزنُ الأنامِ والخَلْقِ طُرَّاً
يومَ صَومٍ تضمَّنَ التَوديعا
مَن سوى حيدر أغاثَ البرايا
واليتامى ومَنْ تضَوَّرَ جُوعا
مَنْ سِوى المرتضَى أقامَ لواءً
في رُبى خيبرٍ وهَدَّ المَنيعا
مَن سوى حيدرٍ أخُو الخيرِ طه
لم يكُنْ غَيرُهُ أخاهُ الشَّجيعا
وا عليّاهُ فَلنُنادِ بيومٍ
صارَ فيه الأمينُ يَنعى الوَديعا
وا عليّاهُ يا زعيمَ هُدانا
يا عظيماً سَمَا وحَقَّاً اُضِيعا
وُدِّعَ المَرتضى إلى دارِ حَقٍّ
يُكرِمُ القائدَ الشهيدَ الصَّريعا
بعدما ضامَهُ الخَؤُونُ جَفاءً
خابَ واللهِ من جَفَاهُ مَنُوعا
إنَّهُ صاحبُ اللِّواءِ بيومٍ
يرتقي فيهِ مَنْ أطاعَ النَّزيعا
ومَضى صابِراً بِحُبِّ عليٍّ
صاحِبِ الحَوضِ والوجيهِ شفيعا
*الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي