ومما يلي نص بيان الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام و المسلمين الدكتور "حميد شهرياري":
" بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب؛ شيخ الأزهر الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعزّيكم ونعزّي أنفسنا والعالم الإسلامي بأجمعه لوفاة المفكر الإسلامي الكبير والفيلسوف الدكتور محمود حمدي زقزوق.
لقد قضى الفقيد عمره الشريف في الدفاع عن الرسالة الإسلامية بخطاب عميق نفذ إلى قلوب شباب المسلمين بل غير المسلمين أيضاً. كان بحقّ يجمع بين الأصالة والمعاصرة في أعلى المستويات، وبذلك خاطب العالم الإسلامي بمختلف مذاهبه وقومياته، وخاطب العالم بجميع انتماءاته الفكرية والدينية.
إن وفاته( رضوان الله عليه) خسارة كبرى لا لمصر العزيزة فحسب بل لكل المهتمين بغد أفضل للبشرية وللعالم الإسلامي.
كلنا ثقة بأن الأزهر الشريف الذي أنجب الأفذاذ والفطاحل سيسدّ بقيادتكم الحكيمة هذه الثلمة وسيواصل طريق هذا الراحل الكبير.
وأغتنم هذه الفرصة لأعبّر عن شكري وتقديري وتثميني لمواقفكم المشرفة الداعية إلى وحدة الأمة الإسلامية ونبذ التفرقة الطائفية، وإلى كسر الحواجز النفسية والتاريخية التي تفصل بين المسلمين، وإلى التصدي لتيارات التفكير والتعصب والتباغض بين أبناء الأمة الواحدة.
وإن انتشار جائحة كورونا في العالم خلقت إحساساً بشرياً بحاجة إحلال روح التضامن الإنساني لمواجهة التحديات، والعالم الإسلامي أجدر أن يحيى فيه هذا الأحساس الذي دعا إليه الدين المبين في الكتاب والسنّة ونهج الصالحين على مرّ التاريخ.
ونسأل الله سبحانه أن يزيل هذه الغمة عن البشرية لنكون قادرين على أن ننعم بلقائكم وأن نتبادل التفكير لما بعد كورونا، فهي فرصة سانحة للمفكرين والعلماء لأن يرسموا صورة غد أفضل ويخططوا لبلوغ أهداف الإسلام الإنسانية القائمة على أساس العدل والمساواة وتحرير الإنسان من ربقة العبودية لغير الله سبحانه.
حفظكم الله ووقاكم من كل سوء وأدامكم بعينه ورعايته.
حميد شهرياري؛ الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية