و لعله قصد الآيات 8 و9 و 10 التي تعدد بعض صفات المؤمنين، وعلى رأسها إيثار الأنصار للمهاجرين بأموالهم وانفسهم، وهي تستحق أن يقضي الإنسان عمره بالتفكر فيها ويأخذ منها زاداً لطريقه بعون الله، لا سيما الآيات الأخيرة في السورة، في قوله سبحانه وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
إن التدبر في الآيات المباركة الواردة في آخر سورة الحشر، ابتداء من الآية السابقة وحتى آخر السورة والتمعن فيها في أعقاب الصلوات وبالأخص في أواخر الليل حيث يفرغ القلب، له أثر كبير في إصلاح النفس .
وقال الامام الخميني (رض) في كتابه المترجم (الأربعون حديثاً) :
كان شيخنا العارف الجليل يقول: إن المثابرة على تلاوة آخر آيات سورة الحشر المباركة، من الآية 18 إلى آخر السورة، مع تدبر معانيها، في تعقيبات الصلوات، وخصوصاً في أواخر الليل حيث يكون القلب فارغ البال، مؤثرة جداً في إصلاح النفس، وفي الوقاية من شر النفس والشيطان (2).