وقال توم فريدن، المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، إن أكثر من 60% من البالغين في البلاد يعانون من حالة صحية كامنة واحدة على الأقل. وكل هذه المشاكل الصحية تزيد من خطر الإصابة بـ COVID-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا، والأسوأ من ذلك: الوفاة.
ومع وجود أكثر من 151 ألف حالة مؤكدة للإصابة بالفيروس في أمريكا، وأكثر من 2700 حالة وفاة، يخشى خبراء الصحة من أن هذين الرقمين سيرتفعان بشكل كبير لأن عددا قليلا حقا في خطر منخفض للإصابة بالمرض.
ويشير الخبراء إلى أن السمنة قد تعرض الولايات المتحدة لخطر جائحة، مشابه لما حدث في عام 1918 مع الإنفلونزا الإسبانية.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض، يعاني 42.4% من سكان الولايات المتحدة البالغين من السمنة، وكذلك 18.5% من الأطفال الأمريكيين.
وتُعرف السمنة بأنها عامل خطر للعديد من الحالات الصحية المزمنة، بما في ذلك مرض السكري النوع 2 والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وحتى أنواع معينة من السرطان.
وحذر الخبراء من أن نسبة البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة، لن تنمو إلا مع نمو الأجيال الشابة.
ولن يؤدي ارتفاع معدلات السمنة إلى رفع تكلفة الرعاية الصحية فحسب، بل قد يؤدي أيضا إلى تحفيز جائحة فيروس كورونا أو الأوبئة المستقبلية.
ووجدت دراسة لوباء إنفلونزا H1N1 عام 2009، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة مرتين للعلاج في المستشفيات، مقارنة مع غيرهم.
وهذا يعني أن الأشخاص البدناء الذين شُخّصت إصابتهم بـ COVID-19 يمكن أن يضعوا ضغطا إضافيا على المستشفيات المكتظة بالفعل.
وبالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة حديثة من كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان، أن البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة الذين يصابون بالإنفلونزا، ليسوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات شديدة فحسب، بل يظلون معديين لفترة أطول.
وهذا يعني أن السمنة مرتبطة بزيادة خطر انتقال الإنفلونزا. ومع توقع أن يعاني 75% من البالغين في الولايات المتحدة من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2030، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الآلاف من الأرواح بسبب الإنفلونزا، أو فيروس كورونا.
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح سبب كون البالغين الذين يعانون من السمنة أكثر استقطابا للعدوى، يعتقد العلماء أنه من الممكن أن تغير السمنة الاستجابة المناعية للجسم وتؤدي إلى التهاب مزمن.
ووجد الباحثون أن معدلات الوفيات كانت 10.5% لمن يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، و7.3% لمرض السكري، و6.3% لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، و 6% لارتفاع ضغط الدم، و5.6% للسرطان.