بُهِجَ الهزارُ وغرَّدَ الشّحرُورُ
فلقَدْ تشَعْشَعَ كوكبٌٌ وسُرُورُ
بزغَ الذي يرثُ الإمامةَ ثورةً
من بعدِ عاشوراءَ وهو أسيرُ
حِرزٌ يصونُ بَني النبوَّةِ كوثراً
ميلادُ زينِ العابدينَ بشيرُ
سِبطٌ هو العلمُ الغزيرُ هدايةً
برِحابِ طيبةَ وهو بعدُ صغيرُ
يُفتي بعلم الأطهرينَ إمامةً
في المسجد النبويِّ ثَمَّ يُنِيرُ
عَشِقَتْهُ أفئِدةُ التُّقاةِ بيثربٍ
وَجْهاً تلألأَ دُرُّهُ المنثُورُ
في يومِ مَولِدهِ استدامَ محمدٌ
ذرِّيةً هُمْ للأنامِ بُدُورُ
طلبَ النبيُّ من العبادِ مَودَّةً
لهُمُ فهمْ أجرٌ يُرادُ يسيرُ
وضياءُ زينِ العابدينَ مفازةٌ
للمؤمنينَ وهم بِلاهُ خَسِيرُ
وَجْهٌ تَعظَّمَ بالعِبادَةِ ساجِداً
فهو ابنُ مَن وفَّى وكان يُجيرُ
وهو الهُمَامُ ولو أُغيثَ بصِحّةٍ
لمضى الى الهيجاءِ وهو هَصُورُ
ووَقى الحسينَ المستغيثَ بنفسِهِ
في يومِ عاشُورٍ فِداهُ يصيرُ
إقدامُ زينِ العابدينَ مسلَّمٌ
سِبطاً تخلّدَ صبرُهُ الموفُورُ
فأبُو التصابُرِ كانَ ثَمَّ ذخيرةً
في كربلاء فلم يَصِلْهُ مُبيرُ
قد ذاقَ ألوانَ البلايا مِحنةً
ومظالِماً مِنها الجبالُ تَمورُ
لكنّه قَهَرَ الطغاةَ بخُطبةٍ
خَلُدَتْ بها الذكرى وذَلَّ نكِيرُ
ما أعظمَ السجّادَ صوتاً صارِخاً
بالجاهلينَ : ألا فنحنُ النُّورُ
إنّا وأيمُ اللهِ آلُ محمدٍ
ولتشهدِ الأكوانُ أنّا السُّورُ
سُورُ العَقِيدةِ ليس يَطلُبُ هَدْمَنا
إلا ظلومٌ مارقٌ وكفُورُ
هاتِيكَ صرختُهُ استطالتْ نهضةً
في كلِّ أرضٍ سادَها مغرورُ
وصحيفةٍ بالأدعياتِ مَليئةٌ
بتراثِ أحمدَ ليس فيها زُورُ
فازَ الذينَ تشرّبُوا برَحِيقِهِ
خلُقَاً كريماً فالإمامةُ نورُ
هذا عطاءُ محمدٍ لأَمانِنا
وعطاءُ آلِ البيتِ وهو كثيرُ
سعُدتْ بزينِ العابدينَ قلُوبُنا
ولَيَومُ مولدهِ هدىً وحُبُورُ
أرواحُنا تسمو بآلِ محمدٍ
أبداً وذِكْرُ عُلاهُمُ تطهيرُ
------
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي