السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، أنا كنت فكرت أن يكون حديثي لهذه الليلة مقتصراً على قناة المنار ومحدداً في المجال الثقافي والوعظي والتربوي وإستقبال مناسبة دينية عظيمة جداً، هي شهر شعبان وما فيه وخصوصاً أنه مقدمة لشهر رمضان المبارك، لكن بإعتبار حصول بعض المستجدات خلال الأيام القليلة الماضية في البلد وفي المنطقة ايضاً وما جاءنا من مراجعات حول بعض القضايا التي عانى منها أهلنا وشعبنا في هذه الأيام في ظل هذه المحنة، إقتضى أن أحوّل هذه الكلمة الى التطرق للأوضاع المستجدة والقائمة في الحرب مع الكورونا والتداعيات في هذه المعركة التي قلنا من اليوم الأول أنها حرب، وحرب قد تكون طويلة لا نعلم إلى أي مدى زمني ستستمر، لكن إسمحوا لي في البداية فقط أن أشير الى هذه المناسبات الكريمة من باب الاشارة السريعة جدا، واترك العودة اليها في الأيام القليلة المقبلة إذا وفقنا الله سبحانه وتعالى، هذا حكما يعني أن نبارك للجميع قدوم شهر شعبان الكريم والمبارك، هذا الشهر الممهد لشهر الله لشهر رمضان وما في شهر رمضان من نعم ومن بركات ومن إستثناءات وخصوصيات ومن مميزات عظيمة جدا، البشرية اليوم أحوج ما تكون اليها، شهر شعبان سمّاه رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم أنه شهري، يعني أنه شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، التبريك بكل المناسبات الدينيّة الجليلة في هذا الشهر العظيم وفي مقدمتها وفي بدايتها في الثالث من شعبان كانت ولادة سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام حفيد رسول الله وأبنه وسبطه والذي كان يقول فيه صلى الله عليه وأله وسلم: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من احب حسينا، من الملفت أنه في شهر شعبان عندما نراجع بعض المناسبات الدينية نجد فيها مجموعة مناسبات ولادات للشخصيات المركزية والاساسية في حادثة كربلاء، وهذا أيضا ما نحتاج اليه في مثل هذه الايام، في مثل هذه المحنة، في الرابع من شعبان كانت ولادة العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام أبي الفضل، القائد الشجاع والوفي والذي وقف في تلك المعركة حتى أخر لحظة وحتى أخر قطرة دم وحتى أخر جزء وعضو من جسده الشريف، في الخامس من شعبان ولادة الامام علي بن الحسين عليه السلام زين العابدين القائد الاسير الذي حمل صوت وكلمة الشهداء الى العالم، في 11 شعبان كانت ولادة علي الأكبر بن الحسين عليه السلام الذي كان قدوة الشباب المجاهد والمخلص والمضحي والذي ما زال يلهم الكثير من شباب هذا العالم، لدينا أيضا ليلة النصف من شعبان التي يجمع المسلمون على بركتها وعظمتها وما فيها من تجليات للنعم الالهية والابواب التي تفتح فيها للدعاء وللمناجات، لدينا نحن على وجه الخصوص في 15 من شعبان ذكرى ولادة الامام المهدي صاحب الزمان عليه السلام، هذه المناسبات في قسمها الاول تعطينا قوة الصمود والصبر والثبات في المحنة القائمة، نستلهم من كل عبر ودروس كربلاء وشخصيات كربلاء ومواقف كربلاء وفي قسمها الأخير تعطينا الأمل والرجاء، وفي لياليها وأيامها، كل ليالي وأيام شهر شعبان خصوصا في ليلة النصف منه تفتح أمامنا أبواب الدعاء والمناجاة والتوسل والعودة إلى الله تعالى، والإستعانة به، ونحن أحوج ما نكون إلى أن ندخل هذه الابواب، إلى أن نطرق هذه الأبواب فأقوى سلاح وأمضى سلاح في مواجهة هذه المحنة، يجب أيضا في هذه الأيام أن أتوجه بالتبريك إلى كل الجرحى إلى كل الجريحات المضحين والمجاهدين في يومهم في يوم الجريح في عيد الجريح الذي هو يوم ولادة أبي الفضل العباس عليه السلام، ونحن دائما يجب أن نقدر تضحياتهم وجهادهم وصبرهم وثباتهم ونقبل جرحهم ونحترم كل ما قدموه الى جانب الشهداء والمجاهدين لهذه الأمة ولهذا البلد ولهذا الشعب.
نعود الى الكورونا، الى حرب على الكورونا، في هذا السياق لدي عدة عناوين، عدة مسائل، المسألة الاولى، قضية اللبنانيين في الخارج، يعني خارج لبنان والتي ممكن تصنيفهم المقيمون في الخارج، مغتربون منتشرون سموهم مثل ما تشاؤون، المقيمون الذين لديهم بيتهم وعائلاتهم وأشغالهم وأعمالهم أصلا موجودون في الخارج، ويشمل الطلاب الذين يدرسون في الخارج وتقطعت بهم السبل، نعود إليهم، ويشمل المسافرين من اللبنانيين الذين سافروا، لأي سبب من الأسباب، تجاري أو غير تجاري، سياحي أو ما شاكل، ولم يعودوا في المهلة الزمنية التي فتحتها الحكومة، هم أخطأوا أو لم يخطئوا، هذا الذي حصل وبقوا في الخارج، إذا كل اللبنانيين الموجودين في الخارج الان ويريدون العودة الى لبنان هذه مسألة مطروحة اليوم في البلد منذ عدة أيام وبقوة، وهي تضع الحكومة والدولة والشعب اللبناني لأن الكل مسؤول في هذه المعركة، دائما نقول الجميع مسؤول، وأي قرار تداعياته على الجميع، إذا كان صحيحاً فإيجابياته للجميع وإذا كان خطأ فسلبياته على الجميع، أساسا لا يجوز أن يكون هناك نقاش، لأنه أصلا هناك خطأ في نقاش معين وهو ليس موضوع نقاش، حق هؤلاء اللبنانيين جميعا بالعودة الى لبنان، مهما تكون الظروف والمخاطر والصعوبات والتحديات، هذا حقهم الطبيعي، حقهم على بلدهم وعلى دولتهم وعلى حكومتهم وأهلهم في لبنان وعلى شعبهم هنا، قبل أن نتكلم في أمور أخرى، هذا أمر طبيعي جدا جدا جدا وليس أصلا موضع نقاش، ولا يجوز النقاش في وجوب قيام الدولة كلها والحكومة جزء من الدولة بتأمين كل مستلزمات هذه العودة وأن عليها أن تساعدهم وأن عليها أن تعيدهم وأن تمكنهم من العودة، وأن تبذل كل جهد في هذا الصعيد، يضاف إلى هذا أيضا برأينا أنه لا يجوز النقاش حتى في وجوب الإسراع، نحن لا نتكلم بالتسرع، أنا قادم على بعض الملاحظات، في وجوب الاسراع بتأمين عودة للراغبين بالعودة والذين يريدون العودة الى لبنان، هذا كله أصلا ليس موضع للنقاش، الان في حقيقة الأمر خلال الايام القليلة الماضية في خلال النقاشات، لم يكن النقاش بالمبدأ أو بالحق، النقاش كان بالتوقيت، الان يمكننا أو الان لا يمكننا فلنتركها لوقت لاحق دعونا ننتظر بعد 12 نيسان أو قبل 12 نيسان، من الواضح أنه يوجد تهيب وأنا لا أتكلم نقاش في المبدأ، الأن لدي ملاحظة أقولها في أخر هذه النقطة، من الواضح أنه لدى بعض المسؤولين في الحكومة، كان هناك تهيب من هذه الخطوة، طبعا بعض الاصوات في البلد كانت تتهيب هذه الخطوة وتعترض عليها، أنه كيف تريدون أن تأتون بكل اللبنانيين من الخارج، هذا يعني أن المرض سيتفشى وسيخرج عن السيطرة ولن نستطيع ولن نتمكن، ولن ولن ولن الخ، حسنا واضح أنه يوجد تهيب، لم يستهن أحد بالموضوع، يعني اليوم كل الذين ينادون ويصرخون واليوم طبعا دولة الرئيس نبيه بري صرخته بانت واضحة أكثر من أي وقت مضى نحن كنا على الخط من أول ساعة وكنا نتواصل ونتكلم ونحاول أن نصل إلى نتيجة ونعالج الموضوع فلم يقل أي أحد أن الامر سهل وهين وأنتم تتهربون من أمر سهل، كلا الجميع يعرف ويقدر أننا نحن أمام ملف كبير وصعب وتحدي تاريخي أمام الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية وأمام الشعب اللبناني، لكن علينا أن نتحمل هذه المسؤولية، على الدولة وعلى الحكومة ان تتحملا هذه المسؤولية، وعلى الشعب اللبناني كل الشعب اللبناني أن يساندهم، لانه عندما نتكلم عن الموجودين المقيمين في الخارج أو المسافرين أو الطلاب أو أو أو، أيضا للأسف الشديد مضطرون أن نقول أنه هذا أمر لا يعني منطقة لبنانية دون منطقة وطائفة دون طائفة وتيار دون تيار، هؤلاء من كل العائلات ومن كل المناطق والطوائف ومن كل الاتجاهات وهم الأن في الخارج يصرخون ويستغيثون، كثير منهم، أمام هذه الإستغاثة نحن نقول أي يكن التحدي والمخاطر يجب أن نستجيب لهذه الإستغاثة، كيف وإذا كنا قادرين على إستعاب هذا الأمر، نحن لسنا ذاهبون إلى المجهول، إذا كنا قادرين على إستعاب هذا الأمر بتعاوننا جميعا، وأنا أعتقد أن إقدام الحكومة اللبنانية على تحمل المسؤولية ومساعدة بقية اللبنانيين ان كتب لها النجاح إن شاء الله في إنجاز هذه المهمة الإنسانية الكبرى والتاريخية، سيكون مفخرة للحكومة الحالية، مفخرة حقيقية سيكون للحكومة الحالية، في هذا الصدد والإيطار لم يطرح أحد العودة العشوائية، يعني حتى أيضا لكي لا يخاف أحد، لم يقل أحد ان أرسلوا طائرات وحملوا الناس فيها عن جنب وطرف وأتوا بهم إلى لبنان، هؤلاء اللبنانيون الموجودون في الخارج أيقبلون أن ياتون بهذه الطريقة إلى لبنان؟ ! هم أيضا حريصون على حياتهم، وحريصون على صحتهم، يمكن وأنا لا أريد أن أدخل في الأمور العملية والعملانية والإجرائية، لكن المسؤولين الان ناقشوا ووصلوا إلى بعض الأفكار، يمكن بسهولة، إتخاذ إجراءات تضمن، يعني مثلا أول سؤال أثناء هذا البحث، يعني يمكننا أن نأتي بطائرة يوجد فيها 200 الى 300 راكب كلهم أصحاء ونُركب معهم إثنان أو ثلاثة مصابين بفايروس كورونا؟ طبعا لا أحد يقبل بذلك، ولا هؤلاء ال 300 يقبلون أن يصعدوا في طائرة بوضعية من هذا النوع، لكن يمكن الفصل بين هؤلاء الأشخاص، يمكن إتخاذ إجراءات طبية وصحية ويمكن ويمكن ويمكن وهنا نأخذ القرار، عندما يأخذ القرار المطلوب إنجاز هذه المهمة، هذه هي المخاطر وهذه هي التحديات وهذه هي الإمكانات المتاحة والإمكانات التي يمكن أن تتواصل، لدينا عزم ولدينا إرادة فلنذهب إلى التنفيذ، هكذا تجري الأمور عادة، في الحرب العسكرية والحرب السياسية والحرب الإقتصادية وفي الإنتخابات وفي الأمراض وفي الأوضاع الإجتماعية الصعبة وفي الطوارىء وفي الزلازل وفي الأحداث المؤلمة، الناس تتصرف بهذه الطريقة، وليس أن نقف ونتهيب ونقول أنه هناك القليل من الصعوبات وهذا أمر خطير وكذا وكلمة من هنا وصوت من هناك، خلص في أمان الله فلنتخلى عن مسؤوليتنا ونترك هؤلاء الذين يستغيثون في الخارج لمصيرهم، أصلا هذا أمر غير جائز وغير مقبول لا إنسانيا ولا أخلاقيا ولا قانونيا ولا عاطفياً ولا حتى على مستوى المسؤولية، نحن نتكلم عن أهلنا وشعبنا وناسنا، إذاً العودة الامنة والمدروسة والمحسوبة ولكن العودة السريعة، ليس بعد 12 نسيان ولا قبله، الأن، لأنني أنا أعرف أنه يجب بشكل جدي أن ندخل في الإيطار التنفيذي لهذا الأمر لهذه الخطوات وبالتالي يجب أن نبدأ بتأمين وبفتح الأبواب وبتحضير المقدمات وبالعمل أن يعود هؤلاء الأحبة والاعزة إلينا في لبنان، إذا من غير المطلوب التسرع، نعم مطلوب الإسراع والجدية والعمل في الليل والنهار، يعني غدا، الأحد، مثلما إجتمعت الحكومة نهار الأحد، يجب أن يكون غدا نهار عمل للوزارات المعنية والمختصة وكل الجهات المهنية في هذا الأمر وبالتالي نعم يجب أن نتحمل جميعا المسؤولية، العجلة أحد الأسباب و بعض الأسباب التي تدعو إلى العجلة الأن، يوجد سببان أساسيان، السبب الاول: أنه حسنا يوجد بلدان، يوجد لبنانيون فيها يطلبون العودة، ولا يزال الكورونا في بدايات التفشي، الإصابات محدودة، لكن غدا بعد أسبوع او أسبوعين ويمكن بعد 3 أو 4 أيام وأكثر وأقل إذا كان يوجد عدد قليل من الإصابات سوف نصبح أمام أعداد كبيرة جدا من الإصابات، ماذا نفعل حينها؟ بينما إذا إستعجلنا عودة الناس وبدأنا بإتخاذ الإجراءات ونحن جميعا قادرون على ذلك، يمكن أن نمنع هذه المصيبة عن هؤلاء الأعزة، والأمر الثاني الذي لا يجوز أن يستخف به أحد، وهو ما يقوله بعض اللبنانيين الموجودين في الخارج وبعض الدول أنه في بعض الدول نتيجة ضعف النظام الصحي وضعف النظام عموما وضعف الدولة داخلها وكثرة المشاكل الداخلية وتوجيه الإتهامات، من أتى بكورونا ومن لم يأت بها الى البلد، قد يحصل إنهيار إجتماعي وأمني وقد يتعرض الكثير من الناس للقتل، هل نتركهم لهذا الأمر؟ أنظروا، أمس كنا نشاهد على بعض وسائل الإعلام تقارير تقول بأنه في الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر نفسها القوة الأولى في العالم ولديها أقوى جيش في العالم، وأقوى أجهزة مخابرات في العالم، وأكبر جهاز شرطة في العالم، يقولون أنه تذهب إلى التعاونيات لا تجد السلاح، كل العالم مثلما يشترون المعقم والمواد الغذائية يشترون السلاح، لماذا؟ لأنه في أميركا خائفون في بعض المدن وفي بعض الولايات خائفون من إنهيار إجتماعي ومن إنهيار أمني ومن إنهيار النظام، وبالتالي كل واحد يقوم بشراء السلاح ليحمي نفسه أو عائلته في بيته، فكيف إذا تكلمنا عن دول مثل بعض الدول الأفريقية أو غيرها؟ إذا الخطر الصحي وثانيا الخطر الأمني، كلاهما يفرضان على اللبنانيين حكومة ودولة وشعبا أن يسارعوا وأن لا يضيعوا أي لحظة وأي دقيقة في إنجاز هذا الملف الذي إسمه عودة أو إعادة اللبنانيين الموجودين في الخارج، بحسب فهمي، وانا كنت أتابع هذا الموضوع خلال هذه الأيام، أن هذا الأمر قد حسم، يعني لم يعد نقطة جدل ونحن كلنا رأينا قبل قليل بيان رئيس الحكومة، ومعلوماتي أيضا الوزراء أنه بدأوا العمل وتحضير المقدمات وبالتالي أيضا الأمور إن شاء الله تسير في هذا السياق الطبيعي والصحيح.
طبعا في هذه القضية أريد أن أختم في أمرين، الأمر الأول أن هذا الأمر يحتاج إلى تعاون الجميع، يعني نحن أيضا لا نستطيع أن نقول للحكومة إتكلوا على الله ونحملهم المسؤولية وبعد ذلك عندما يجد الجد نجلس كلنا ونتفرج أو فقط نهاجم ونعترض وننتقد، هذا الملف أكبر من الحكومة، هذا الملف أكبر من الدولة، يعني من لديه المال يجب أن يقدم المال، من لديه كوادر طبية يجب أن يقدم كوادر طبية، من لديه أماكن وفنادق مغلقة، الفنادق، الأماكن العامة والمدن الكشفية والمدن الرياضية، المستشفيات، حتى المستشفيات الخاصة، هذا يحتاج إلى إستنفار وطني، حتى الجاليات أنفسهم، الجاليات يقولون أنهم على إستعداد أن يدفعوا المال ويغطون ويساعدون، حسنا، إبدأوا، فلتنشئوا الصناديق وتجمعوا الأموال، ليس عندما تبدأ الحكومة بالإجراء والتنفيذ نترك الحكومة لوحدها، إذا تركناها لوحدها غير معلوم بحسب قدراتها وإمكاناتها أن تنجز هذا الملف بشكل كامل، إذا المطلوب المساعدة والمساهمة العملية والواقعية من الجميع دون استثناء في هذا الملف وهذا ملف جدا حساس وكبير جدا وخطير وفوتي أيضا ويحتاج إلى جهود جبارة ومضغوطة من الناحية الزمنية ليس أنه معنا وقت وأسابيع وشهور، لا هذا الملف وقته أيام، تتحدث فيه بالساعات، تتحدث فيه بالأيام، لا تتحدث فيه بالأسابيع والشهور لأن الخطر داهم وخصوصا في بعض المناطق التي يمكن أن تعطى الأولوية وتحتاج بالحد الأدنى إلى التضامن المعنوي والتضامن السياسي والمؤازرة وليس تسجيل النقاط.
النقطة الثانية بختام هذه القضية الأولى أود أن أذكر بدأنا أمس واليوم وربما غدا نسمع لغة من بعض الذين يصنفون أنفسهم معارضة للحكومة الحالية غير نحن الذين داخل الحكومة أو مؤيدين للحكومة وممكن أن يرتفع صوتنا، لكن بالمعارضة أود تذكير بعض الناس أنه الآن عندما تأتون وتؤيدون هذا المطلب هذا ممتاز وهذا جيد وهذه علامة إيجابية.
وأنا شخصيا اقدر هذا الموقف ويجب جميعا أن نقدر الأصوات التي تقول يجب أن تعيدوا اللبنانيين جميعا من الخارج، المصاب منهم وغير المصاب، ممتاز، هذا موقف ممتاز. لكن ليتم التعبير عنه دون استخدام تعابير مؤذية للمسؤولين الحاليين وللرؤساء وللوزراء الحاليين لأنه عندها سيأتي من يقول لكم طيب قبل شهر هذه تغريداتكم وهذه بياناتكم وهذه خطاباتكم التي كنتم تطالبون فيها ممنوع أن يرجع احد، ممنوع ان يأتي أحد، اقفلوا المطار، اقفلوا الحدود، حذاري تخربون البلد.. الآن تغيير الموقف أو تعديله هذا أمر جيد، وأنا أدعو أن لا يشمت أحد بأحد بهذا الموضوع، هذا أمر جيد وهذه مراجعة جيدة، لكن المطلوب أن نكمل هذا الأمر الجيد، أن نكمله حتى شكلا ومضمونا، مضمونا بالتعاون والتضامن، وشكلا أيضا باللغة التي تبتعد عن الاستفزاز.
كلنا يجب أن نحمل هذه المسؤولية ونضع أيدينا بأيدي بعض لنستعيد أحباءنا وأهلنا وأعزاءنا الموجودين في الخارج أياً تكن ظروفهم من أجل حمايتهم هنا، وهنا نحن يمكننا أن نتعاون ويمكننا أن نتضامن. كثير من هؤلاء المقيمين في الخارج طبعا هم أعلنوا استعدادهم، نحن نود أن نؤكد أنهم سيخضعون للاجراءات، اجراءات الفحص، اجراءات الحجر الصحي من أجلهم ومن أجل الموجودين في لبنان كلهم، هذا منطقي وطبيعي وأصلا لا يتحدث أحد بغير هذا، من الساعة الأولى لم يتحدث أحد بغير هذا.
وهؤلاء فقط أريد أن أذكر أن كثيراً منهم يملكون منازلاً في لبنان وبيوتاً في لبنان وعائلاتاً في لبنان، نحن لا نتحدث أنه "والله في ناس نازحين" من بلدان أخرى نرى كيف سنقيم لهم مخيمات أو نؤمن لهم أماكن ليتواجدوا فيها.
لا، يأتون إلى أهلهم وأحبابهم واعزائهم وبيوتهم، لا نصعب الأمور كثيرا، وانما أقول بالتضامن، بالتعاون، هذا أمر مقدور عليه ان شاء الله وسينجز بعون الله تعالى وبهمة جميع المسؤولين والتعاطي الايجابي والجهد اليومي وأياً تكن الصعوبات يجب أن نعمل لنتغلب على هذه الصعوبات.
الأمر الثاني في الحرب مع الكورونا اليوم في هذه الحرب نحن قلنا من اليوم الأول أن هذه مسؤولية الدولة ومسؤولية الشعب ومسؤولية القوى اللبنانية، القوى السياسية، ومسؤولية كل المتواجدين والمقيمين على الأرض اللبنانية، يعني الإخوة الفلسطينيين، اللاجئين الفلسطينيين، النازحين السوريين، غير اللبنانيين المقيمين على الأرض اللبنانية مسؤولية كل فرد في هذه المعركة.
النقطة التي أود الإشارة لها كمدخل عام أنه من المفيد وأعتقد كثر يقومون به، نحن وخلال متابعتنا لساحتنا في هذه المعركة يجب أن نشعر أننا جزء من حرب عالمية، مثلما تحدثنا بداية، بالفعل هناك حرباً عالمية، العالم كله اليوم ترونه مشغولاً باستثناء بعض الناس المستيقظين على أماكن أخرى، لكن العالم عموما مشغول بالحرب مع الكورونا وعلى الكورونا ومواجهة تداعياتها والبحث عن علاج لها وما شاكل.
النقطة التي أود اضافتها الآن عندما نتابع ليس أن نشعر فقط أننا جزء من الحرب العالمية عندما نتابع الجبهات الأخرى والبلدان الأخرى والساحات الأخرى، كيف تواجه، كيف تعمل، وما الاجراءات التي تقوم بها، وهم أين وصلوا ونحن جميعا في لبنان عندما أقول نحن بلبنان نحن جميعا بلبنان دولة، وحكومة، وناس، وأحزاب، وقوى سياسية، وكل المناطق، وكل الأفراد والعائلات عندما نرى هم أين وصلوا ونحن أين صرنا، هذا له طبعا تأثير كبير على إدارة اللبنانيين لهذه المعركة، على وضعهم النفسي والمعنوي. سأشرح كيف، على أدائهم، على إدارتهم، على خطتهم، على برامجهم، نرى إدارات، حكومات العالم، شعوب العالم، كيف يتصرفون، نستفيد من تجاربهم. واضح أن هناك حكومات اليوم مرتبكة، حائرة، ضائعة، عاجزة عن إدارة هذه الحرب في أكثر من بلد من بلدان العالم ويجب أن ننظر إلى هذا.
حسناً عندما نرى من هذه الزاوية، نرى ما يحصل في العالم، كيف بعض الدول العظمى مرتبكة، وعاجزة، وقلقة، رئيسهم أو حكومتهم "ساعة يحكو شكل، بعد يومين ثلاثة يبدلون، ساعة يتخذ قرار طالع، ثم يتخذ قرار نازل،" على سبيل المثال مثلا الإدارة الأمريكية، على سبيل المثال الحكومة البريطانية، ودول أخرى على هذه الشاكلة.
عندما نأتي إلينا في لبنان نجد من حيث المجموع وبمعزل عن حجم التحدي الذي واجهناه لكن من حيث المجموع لنتحدث بنقطة فيها بعض الأمل، الوضع معقول، والوضع مقبول، وهناك مواجهة جيدة لهذا الخطر ولهذا التحدي، وبتعاون الجميع الحكومة تتحمل مسؤولية جيدة، تقوم بأعمال مهمة وتدابير جيدة ضمن الدائرة المتاحة حتى بعض الخيارات الآن افضل ما يمكن أن يعمل هو موضوع هذه التعبئة العامة والاجراءات الجديدة التي بدأت من الساعة السابعة وحتى الخامسة وسأعود إليها بعد قليل.
ممكن أحيانا بعض الأصوات ترتفع كثيرا وتطالب بإعلان حالة الطوارئ العامة أنا قلت من اليوم الأول أي قرار تتخذه الحكومة ليس لدينا مشكل فيه طبعا هذا نناقشه دائما في الحكومة، في مجلس الدفاع الأعلى، في الأوساط السياسية يجب دائما أن يكون هل حقيقة نحن يجب أن نلجأ إلى هذه الخطوة؟ كثر مما ينادون بإعلان الطوارئ ليسوا "فهمانين" ما معنى إعلان الطوارئ ولوازمها.
هذه واحدة من نواقص النظام بلبنان والقانون بلبنان. نحن في لبنان لدينا إما طوارئ بالمعنى الواسع المفتوح، إما عليهم أن يبحثوا على اخراج فتاوى او مستويات كالمستويات الحالية.
على كل، الاجراءات المتخذة حتى الآن هي اجراءات جيدة، وهي اجراءات معقولة، ونحن يجب أن ننوه بجهد الحكومة والوزراء ورئيس الحكومة والعناية الخاصة من قبل فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس مجلس النواب، كل القوى المتصدية الآن في هذه المعركة.
نعود ونقول نعم، وضعنا بشكل عام وضع مقبول وجيد، وفي الحقيقة أنا بالسابق قلت هذه الحكومة قبلت أن تتحمل المسؤولية في ظرف اقتصادي ومالي صعب جدا، وهذا يعبر عن شجاعة عالية، جاءت الكورونا والوضع المالي والاقتصادي والنقدي الصعب وأيضا قبلت أن تتحمل المسؤولية، لم تستقل من مهامها، لم تقل نحن لسنا قادرين، نحن عاجزون، ابحثوا عن غيرنا، في أمان الله، نود أن نغادر ونجلس في منازلنا. هذا يجب أن يقدر لهم، أنا أقول للناس جميعا أياً تكن الصعوبات أياً تكن حتى الخلافات في وجهات النظر هذا يجب أن يقدر للحكومة الحالية.
في كل الأحوال، إذا أخذنا هذا الجانب نحن نجري فيه تقييماً ايجابياً معقولاً، وطبعا من جملة الإيجابيات، الحمد لله ما عانيناه في الأسبوع الأول والأسبوعين الأولين، من حاول تحويل معركة الكورونا إلى معركة أحقاد وضغائن وتقسيم عامودي وتقسيم افقي وصار في كورونا للمذاهب وكورونا للدول وللطوائف وللقارات وللقوميات والصراخ المرتفع الذي كان في الأيام الأولى الآن يسجل أن هذا والحمد لله بعض الإخوان يقولون، أنا اتابع الإعلام بمقدار واسع لكن لا استطيع أن أدعي مئة بالمئة لكن سألت الإخوان قالوا تقييمهم، لا، أصبح الجو جيداً، والآن الكل يتحدث بالتعاون والتضامن والتكافل والمعركة الوطنية، وقطعنا تلك المرحلة، هذه طبعا إيجابيات لأنه بقلب المعركة أهم أمر أن يركز الواحد على العدو لا أن يبقى منشغلاً بما حوله، هذا يطعن بهذا وهذا يخنق هذا وهذا يعتدي على ذاك وهذا يهين ذاك. في المعركة الانسانية يحتاج المر الى المعنويات وإلى الوقت وإلى راحة البال وإلى إعطاء الأولوية لمواجهة العدو، هذا ولله الحمد يتحسن عندنا. في البلد أحيانا تبقى بعض الاستثناءات الموجودة لكن نتحدث عن المناخ العام والجو العام، لكن هذا التقييم الإيجابي او البعض إيجابي لا يجوز أن يجعلنا نطمئن أو نرضى، هنا ما أود الدخول إليه من خلال هذا المدخل حتى أقول نحن مازلنا في بداية المعركة، نحن لسنا في نهايتها ولا نقترب من النهاية. نحن أيها اللبنانيون وأيها المقيمون في لبنان نحن مازلنا في بداية المعركة، في بداية الخطر، في بداية التحدي. الآن بمعزل عن تقييم الخبراء بالعالم هناك أناس اعتبروا لا، لا يوجد شيء، والأمور عادية وماشي الحال، اسبوع اسبوعان تقطع، وغدا يتغير المناخ والطقس ولا توجد مشكلة. هذا الموضوع الذي نسمع كل يوم، هذا الكلام هناك عدو مجهول حتى الآن، هذا الفايروس أو هذه الجرثومة ليست مفهومة ما هي، وما تركيبتها، وما طبيعتها، وما مخاطرها. حتى الآن كبار الخبراء في العالم بعضهم يقول لك تموت بالحر، وأخرون يقولون لا تموت. هناك من يقول تنتقل عبر الهواء، والبعض يقول لا تنتقل بالهواء، هناك من يقول لك هذا الدواء يعالج وكبار المتخصصين لم يحسموا الأمر. العالم مازال يقف في حيرة أمام هذا الأمر المجهول والغير مفهوم، لذلك نحن في بداية المعركة يجب ونحن لا نريد التهويل على أحد ولا نريد أن نخوف ولا نفتعل حالة رعب ابدا، هذا خطأ، وحتى لو كان هناك ما يدعو للهلع لا يجب أن يجعل أحد الناس تهلع، هذا جزء من الإدارة أصلا. كيف إذا أمر يمكن السيطرة عليه وبكلفة أقل حتى من كلفة الحرب العسكرية. مرة نأتي بالحرب العسكرية، الناس تدمر منازلها وتهجر وتجلس في الطرقات والحدائق العامة وتلجأ كل ثلاث وأربع "عيل" يجلسون في غرفة واحدة، الآن لا، نقول للناس اجلسوا في منازلكم آمنين مطمئنين هادئي البال. اجلسوا في بيوتكم وقوموا ببعض الإجراءات، اقفلوا الأبواب، لا تخرجوا إلا إذا كنتم مضطرين. هذا عبء لا يقاس حتى بالحروب العسكرية، حتى لا يعتبر أحد أن هذه مصيبة ما أعظمها وأكبرها. لا، مرّت على رأس شعبنا وشعوب منطقتنا مصائب أعظم من هذه بكثير، واستطعنا تجاوزها، وتغلّبنا عليها. لكن ما نحتاجه هو الوعي والحكمة والصبر والصمود والانضباط والعمل المسؤول.
ما أود قوله أنه يجب أن نتعاطى وأن نبني على أسوأ الاحتمالات ولا نتفاجئ غدا أن هناك مكان متروك ومكان لم نكن متنبهين له، "شوي" ظهرت حالة تفشي خطرة أو ما شاكل. يجب أن نتصرف على أننا مازلنا في بداية المعركة. هذا يتطلب المزيد من التخطيط، المزيد من الإدارة، المزيد من القرارات، من الاجراءات، من التشدد، ومن الخطوات التي يجب أن نستكملها. طبعا الموضوع لا يحتاج إلى كثير من الفلسفة، ما هي خطة المواجهة؟ بسيطة جدا وكلهم يقولون كلمتين ورد غطاهم، حتى الآن من الصين إلى كل العالم، "ما حدا طلع معه بعد شيء آخر" الذي اسمه القطع، العزل، الحجر، محاصرة الوباء من مبدئه وما شاكل، واتخاذ إجراءات، وهذا ممكن للانسان أن يقطع هذه المرحلة بأقل خسائر بشرية ممكنة. خسائر اقتصادية موجودة، خسائر من نوع آخر أيضاً، ولكن الأهم هو موضوع الأرواح.
في هذا السياق، هناك عدة نقاط، هناك ما أود تكراره ونؤكد عليه وأمر نتحدث به ابتداء
ا: التأكيد على الالتزام العام باجراءات التعبئة العامة، خصوصا في النهار، لأن اجراءات الليل أشد، سأعود إليها. أحيانا ما الذي يحدث؟ الناس تلتزم يوم يومين ثلاثة أربعة، تعود وتنسى يوم يومين. العالم تريح هذا خطأ، ومعناه ما التزمنا به في الأيام الأربع والخمس الأولى ضاعى. أي خرق بهذا الموضوع معناه أن نضيع جهودنا جميعا. لا نستطيع أن نقول التزمنا عشرة أيام لنرتاح يوم هنا، "ما في نرتاح يوم هنا" يجب أن يبقى الالتزام مستمراً ومتواصلاً، وإلا هذا من مصاديق احباط العمل. يحبط عملنا، يضيع كل شيء عملناه، وكل هذا الحبس الذي انحبسناه في بيوتنا نتيجة أنه والله ضاق صدرنا أو في أناس ليسوا مقتنعين وهناك أناس يرفضون الالتزام فيضيعون كل الجهود السابقة.إذا الالتزام الدقيق بكل الاجرائات.
ب: جاء التدابير الجديد ليلا، من الساعة السابعة مساءً وحتى الخامسة، طبعا القوى العسكرية والأمنية ملزمة أن تنفذ هذا الموضوع. نحن ندعوا إلى التزام شعبي. الحمد لله الالتزام الشعبي كبير جدا بحسب كل المعطيات المتوفرة. أحيانا تكون هناك بعض الخروقات، انا معلوماتي أن القوى العسكرية والأمنية بالأمس واليوم وربما أول يومين ثلاثة تتعاطى بوعظ وارشاد وتنبيه الخ. لاحقا يمكن أن تلجأ للتشدد أو اجراءات قاسية، وهذا طبيعي وعلى الناس تحمله. كذلك الناس يجب أن لا تخالف، لا يخرج غدا أحد ويقول على الحاجز" قالوا لي وعملو لي وساوو لي". من الطبيعي أن تلجأ القوى العسكرية والأمنية إلى تشدد من هذا النوع. من السابعة وحتى الخامسة كلنا بدنا نلتزم، كل الناس عليها ان تلتزم. الآن توجد استثناءات، يعمل الواحد بالاستثناءات إلا إذا كان مضطراً، "فمن اضطر غير باغ ولا عاد"، لكن مضطر حقيقة، اضطرار حقيقي. هنا أعيد القول، القضية هي حياة الناس وسلامة الناس وموت الناس وليس موضوع للتساهل وللتسامح لا في الدنيا ولا في الآخرة.
النقطة التي تليها، بدايات موضوع التعاون الاجتماعي والتكافل الاجتماعي، بدايات ممتازة انا أوجه شكر لكل الأحزاب والقوى والتيارات والجمعيات والشخصيات والأطر والمجموعات التي تقوم بمبادرات من هذا النوع. علينا أن نعمل على خطط طويلة الأمد، الموضوع قد لا يكون شهراً واثنين وثلاثة، ربما يكون أطول من هذا على ما يبدو حتى الآن، حتى لا نستنفذ كل جهودنا في الشهر الأول والشهر الثاني. وأدعو أيضا بكل البلدات بكل المدن وبكل المناطق إلى تجاوز الحساسيات والتعاون للتكامل لأنه إذا لم نتكامل معناها مثلا تأتي مجموعة تقدم مساعدة لهذه العائلة ثم مجموعة ثانية تقدم مساعدة لنفس هذه العائلة، ومجموعة ثالثة تقدم مساعدة أيضاً لهذه العائلة، هذا جيد، من نعم الله وبركاته، لكن قد تحرم عائلات أخرى من تقديم المساعدة لأنه في النهاية الإمكانات محدودة.
التكامل، توزيع الأدوار، التنسيق هذا مهم جدا، يجعل التعاون الاجتماعي منتج ومؤثر، وطبيعي جدا أن يحصل تنافس، نحن ندعو إلى تنافس إيجابي، هذا ينطبق عليه "وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون" لأن هذا يقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يحبب الناس إلى بعضها البعض. التعاون، تنسيق الجهد، توزيع الأدوار، التكامل، هذا مهم جدا، خصوصا الموجودين بالقرى والبلدات والأحياء والمدن، هذا ليس مناسبة لا للمنافسة السياسية ولا الانتخابية ولا البلدية ولا المخاتير ولا النواب، فالنتصرف في هذا الموضوع من خلفية انسانية وأخلاقية بحتة بمعزل عن أي حسابات أخرى. وعندما ان شاء الله نقطع هذه المرحلة، لاحقاً المهم ما يبين عند الله سبحانه وتعالى
في هذا السياق أيضا النقطة التي تليها، الاهتمام بالعائلات التي قد تتحفظ أن تأتي وتسجل بلوائح الدولة أو لوائح البلديات أو ما شاكل، في بعض العائلات نتيجة اعتباراتها الشخصية، المعنوية، لا يقبلون بذلك. فهؤلاء لا يجوز أن يُنسَوا، هنا أنا أستطيع أن أقول أن هناك دائرتين عندهم مسؤولية خاصة لأنهم يستطيعون أن يكتشفوا هذه الحالات حتى لو لم تكشف عن نفسها، الدائرة الأولى هي دائرة الأرحام، الأقارب، الأب والأم يعرفون أولادهم، الأخوة يعرفون إخوانهم، أولاد العم، أولاد الخال، أولاد الخالات، أولاد العمات، الأرحام يعرفون بعضهم، وحتى إن كان لا يستطيع المساعدة لكن يستطلع حتى إذا تبيّن عنده أن عائلة من أرحامه لم تُسجل إسمها أو غير موجودة عند اللجان والجهات التي تقوم بالتعاون الاجتماعي فهو يطالبهم أو يلفتهم أو يرشدهم.
إذاً عندنا دائرة الأرحام وعندنا دائرة الجيران، لأن الجيران يعيشون بين بعض ومع بعض في البناية أو في الحي أو في الضيعة، يعرفون بعضهم وظروف بعضهم وإمكانات بعضهم.
إذاً هذا الصنف من العائلات لا يجوز أن يُنسى بأي حال من الأحوال.
النقطة التالية، الموضوع الذي فيه صرخة كبيرة في البلد يرتبط بارتفاع الأسعار وببعض الاحتكار لبعض المواد ولبعض السلع، مع العلم أن الأبواب ما زالت مفتوحة والبضاعة التي يحتاجها البلد لم تنقطع. طبعاً هذا يعود إلى جشع بعض التجار وبعض الباعة الذين يحتكرون أو يرفعون الأسعار، وزارة الاقتصاد، الجهات الحكومية يجب أن تكون فعّالة لأن ظروف الناس المادية صعبة جداً، كثير من الناس الآن لا تعمل، وهناك كثير من الناس أموالها في البنوك، ليس معها بين أيديها عملة، وهناك بعض التجّار وبعض الباعة وبشكل غير قانوني وغير شرعي وغير أخلاقي وغير إنساني يحتكرون ويرفعون الأسعار. الوزارات المعنية يجب أن تتشدد، القوى الأمنية يجب أن تتشدد، القضاء يجب أن يتشدد، القضاء لا يستطيع أن يُعطّل، نحن نوابنا وإخواننا ومسؤولينا ونواب آخرون تابعوا، الوزارات والأجهزة الأمنية تقول نحن نحول على القضاء، ماذا يفعل القضاء؟ حتى الآن لم يفعل شيء أو بطيءٌ بحركته، هذا جزء من المعركة، اليوم المعركة قلنا الخط الأول فيها هم الأطباء والمسعفون والممرضات والصيادلة وكل هؤلاء اليوم موجودون في الخط الأمامي لكن الأمور الأخرى هي جزء من المعركة. اليوم الناس موضوعون أمام تحد أنا ذكرته بأول خطاب، إما أن نموت من المرض أو أن نموت من الجوع، كلا لا نريد الموت، إلا إذا الله سبحانه وتعالى حسم مشيئته نسلم لمشيئة الله، يجب أن نواجه المرض ويجب أن نواجه الجوع. في مواجهة الجوع، الوزارات المعنية، القضاء معني، القوى الأمنية معنية وأيضاً الناس معنية، وهؤلاء الباعة وهؤلاء التجار الذين يرفعون الأسعار يجب أن يُنهَوا عن ذلك، بالضيع، بالمدن، بالأحياء، هناك علماء، هناك رجال دين، هناك شخصيات موجهة، حتى هناك ضغط شعبي، من دون اللجوء إلى العنف، نفس أن هؤلاء يشعرون ويفهمون أنهم يرتكبون جريمة بحق أناسهم ويستغلون ظرف إنساني صعب وظرف اجتماعي صعب جداً من أجل أن يزيدوا من أموالهم، هذا الذي اسمه الجشع، هؤلاء يجب أن يفهموا أنهم يرتكبون جريمة وقد يرقى إلى مستوى الخيانة.
إذاً هذا الملف أيضاً يجب أن يعالج.
طبعاً أنا أدعو التجار الشرفاء، التجار الذين يمتلكون أخلاقاً، التجار الذين يمتلكون ديناً، التجار الذين يخافون الله والتجار حتى إذا كانوا لا يؤمنون بآخرة ولكن عندهم شرف وعندهم إحساس معين بالإنسانية تجاه الآخرين أيضاً أن يتدخلوا ويُنزلوا بضاعتهم على السوق ويخففوا من أرباحهم ليكسروا هذا الجشع لبعض التجار ولبعض الباعة، يكسروا الاحتكار ويكسروا ارتفاع الأسعار. هذه أيضاً مهمة إنسانية وأخلاقية ودينية ووطنية كبرى يستطيع التجار والباعة أن يشتغلوا عليها.
أنا شاهدت على بعض وسائل الإعلام بعض الدكاكين، بعض باعة الخضار، بعض المخازن يعرضون بضاعتهم بأسعار قريبة من سعر الكلفة أو ربح متدني، هذا عمل ممتاز جداً، هذا تجدونه أمامكم يوم القيامة، خصوصاً للناس الذين يؤمنون بالآخرة، هذا من أعظم الأعمال اليوم التي تجدونها يوم القيامة أمامكم، لأن العبرة بهذه الظروف الصعبة عندما يكون هناك جشع ويكون هناك طمع وبنفس الوقت يكون هناك جوع وهناك أناس محتاجين أنت تأتي وتبادر وتتحمل مسؤولية وتتنازل وتزهد بأرباح هي بالحقيقة قد تكون مشروعة لك وتتصرف بهذا الشكل الإنساني والأخلاقي المشرف.
النقطة التالية، حل مشكلة موضوع المودعين في البنوك، أنا لا أريد أن أكبّر الموضوع كثيراً، سأذهب إلى صغار المودعين الذي عددهم ضخم جداً وحل مشكلتهم تستطيع المصارف بما لديها من أموال هنا وبما لديها من أموال في الخارج أن يعالجوها.
تفكيك هذا الملف، اليوم أصبح ضرورة إنسانية وأخلاقية أيضاً، لماذا؟ لأنه من قبل إذا كان هناك عائلات لديه بعض الأموال في البنك، وأتكلم عن صغار المودعين، يعني عندهم 500$، 1000$، 2000،3000، 4000$ أكثر أقل، هؤلاء أعدادهم كبيرة يضعون أموالهم في البنوك، بدل أن نُجمّع من العالم أموالاً لأقدم لهؤلاء حُصّة تموينية، أيها البنك لو سمحت أعطيه أمواله هو لا يحتاج إلى حصة تموينية لا من الدولة ولا من الأحزاب ولا من الجمعيات، في الحد الأدنى حتى يكون قد عولج موضوع البنوك والمصارف والقوانين المطروحة والاقتراحات والجدالات الموجودة في البلد، حسناً يا أخي فلنجزأ الملف، نجزئه لأسباب طارئة، بسبب الطوارئ الاجتماعية، الناس عاطلة عن العمل، الناس غير قادرة أن تحصل أموالاً، هذا الموضوع يحتاج لحل، يحتاج لحل الحكومة تسعى له، المصارف تقوم بمبادرات ذاتية، هذا الموضوع يحتاج لحل وعلاج.
وهناك موضوع آخر إلى جانبه، هو الطلاب الموجودون في الخارج، الطلاب الموجودون في الخارج لا يقولوا اجمعوا لنا تبرعات ولا يقولوا أرسلوا لنا صدقات، يقولون أهالينا ليدهم أموالاً في البنوك، دعوهم يرسلوا لنا تحويلات.
حسناً، هذان ملفان اليوم طابعهم إنساني، لا تخلطوهم بالذي عنده أموال طائلة وعنده مشاريع اقتصادية وعنده وعنده.. اليوم هذان ملفان إنسانيان ضاغطان جداً.
اسمحوا لي قليلاً أن أتكلم بهذه النقطة، في السابق أنا قلت للمصارف ونقول لهم بالتحديد كم ربحوا منذ 92-93 لليوم، كم ربحوا فقط بسبب هذه المعاملة المصرفية والاستدانة والهندسات، لقد ربحوا عشرات مليارات الدولارات. حسناً، أنتم الذين ربحتم عشرات مليارات الدولارات، في المرة الماضية قلنا لكم يجب أن تساهموا وأن تعالجوا وأن تبادروا، أمام أخطر أزمة، يعني لبنان إلى الآن حتى في حرب تموز كان هناك مناطق في لبنان كانت طبيعية الدكاكين مفتوحة، المطاعم، الفنادق، الناس تعيش بشكل طبيعي، كان هناك أموال تأتي إلى البلد، كان هناك مساعدات تأتي إلى البلد، لم يكن هناك مشكلة، اليوم أصعب من حرب تموز، اليوم كل الضيع وكل المدن معطلة ومقفلة، الدكاكين، المحلات، الناس بلا عمل. حسناً، أنتم الذين جمعتم عشرات مليارات الدولارات خلال تلك السنين كيف ستساعدون هذا البلد؟ أليست هذه دولتكم؟ أليست هذه حكومتكم؟ أليس هذا شعبكم؟ أليسوا أهلكم؟ أليسوا أناسكم؟ ماذا يظهر منهم هؤلاء الذين ربحوا عشرات مليارات الدولارات؟! تبرعت المصارف بـ 6 مليون دولار وتحتاج أيضاً مراسم، يعني يريدون أن يجلسوا رئيس الحكومة ولا أعرف من وعلى الطاولة وبث مباشر، ما الحكاية؟! المصارف تتبرع للحكومة للجهد في مواجهة الكورونا بـ 6 مليون دولار. حسناً، نحن قرأنا وشاهدنا في المجلات وبالتقارير بعضكم وبعض أغنياء هذا البلد يقيم عرساً ببلدٍ أوروبي أو غيره يصرف مليونين دولار و3 مليون دولار، من أجل أن تستنقذوا ملايين من الناس الموجودين في لبنان تتبرعون فقط بـ 6 مليون دولار. أنا أُقدّر وأتفهم الحكومة ورئيس الحكومة أنها محتاجة إلى أي مساعدة، لكن والله هذا مبلغ كان المفترض أن لا يقبله أحد، هذا، دعوني أقول، هذا معيب، هذا منكم معيب. أنا في الحقيقة محتار، أتمنى أن يساعدني أحد، كيف يمكن أن نستثير إنسانية أصحاب المصارف؟ كيف؟ ما هي اللغة؟ كيف يجب أن نخاطبهم؟ ما يجب أن نقول لهم؟ من الذي يجب أن يتحدث معهم؟ يا أخي مفهوم، هناك دول تعاقب لبنان لا تريد أن تساعده، لكن عندنا مصارف عندها مليارات الدولارات، أرباح، ومن أموال الشعب اللبناني، ولا أريد أن أقول كيف أخذوها لا أريد أن أفتح هذا الملف الآن، يمكن أن نضطر أن نفتحه لاحقاً، كيف؟ أنتم تنامون على عشرات المليارات الدولارات، أرباح، أنتم تجلسون وراء الطاولات ويسرتها لكم السياسات المالية والاقتصادية والنقدية الرسمية والآن عندما الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني يحتاجون لأي مساعدة يخرج من حضراتكم 6 مليون دولار وبث مباشر من السراي الحكومي!! كيف هذا!!؟ حسناً، اتركوا هذا جانباً، أنتم قادرون وبكل بساطة ولا تُهزّ ممالككم أن تعالجوا موضوع صغار المودعين، أنتم قادرون وبكل بساطة ولا تُهزّ ممالككم أن تسمحوا لأهل الطلاب الموجودين في الخارج وترسلوا لهم تحويلات.
أنا برأيي هذا الموضوع لم يعد يمكن السكوت عليه، لم يعد يمكن السكوت عليه، وإذا جاء وقت الحكومة اللبنانية - لا بأس افهموا ذلك مثل ما تريدون - وصلت إلى مكان أنها تتفاوض والقضاء اللبناني والمدعي العام المالي ومدعي عام التمييز وصلوا أنهم لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئا في هذا الملف فقط يصارحوا الشعب اللبناني ويقولوا إذا أحد معلق آمالاً أن أموالكم يعودون أو أن تقدم تسهيلات أو أن أحداً تُهز إنسانيته هذا الموضوع بالنسبة لنا نحن كدولة عاجزين أن نقوم فيه بشيء، عندها الشخص يعلم بحساباته أن هذا البلد، هذه واحدة من المقدرات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار في الحرب على الكورونا، نشطبها من الحساب أو كيف نتعاطى معها؟
على كلٍ، ما زلنا نراهن على مسألة أنه كيف نستثير إنسانيتكم، دلونا، دلونا.
أيضاً رسالة للأغنياء الكبار المليارديرين في لبنان، يا أخي " تزحزحولكم شوي" ولا تتصرفوا وطنياً، يا أخي كل واحد يصرف على طائفته، على أتباع مذهبه، على منطقته، على مدينته، على دائرته الانتخابية، يا أخي اعتبروا أنفسكم بالانتخابات، ألم تشتروا أصواتاً بالانتخابات؟ هناك انتخابات دُفع على الصوت 100$ و500$ و 1000$، في واحدة من الانتخابات ليست السابقة بل التي قبلها - في السابقة لم يكن هناك كثير من الأموال - التي قبلها في أحد الدوائر الانتخابية الساعة 12 ظهراً وصل الصوت إلى 5000$، يا أخي اعتبروا أنفسكم في انتخابات و"انهزوا شوي" بالموضوع المالي واصرفوا، تجدونهم عند الله يوم القيامة وفي الدنيا ستجدونهم عند الناس، والله تجدونهم عند الناس، وانتبهوا نحن لا نعرف العالم إلى أين سيذهب - هذه النقطة سأتكلم فيها بعد قليل باختصار شديد - يمكن أن يأتي وقت هذه الأموال التي تكدسونها، هناك كلام كثير في أميركا وكلام كثير في أوروبا عن انهيارات اقتصادية وانهيارات اجتماعية وانهيارات أمنية، لا أعرف كلام من أميركيين ومن أوروبيين. حسناً، إذا جاء وقت وهذه أموالكم أصبحت ورقاً، ورقاً عادياً ليس ذي قيمة ماذا تكون قد حصلتم؟ الآن وقت أن يستفاد من هذه الأموال إذا كنتم تريدون الدنيا أنفقوا من هذا المال، وإذا كنتم تريدون الآخرة أنفقوا من هذا المال، المال الآن هذا وقته.
بهذا السياق، النقطة الأخيرة قبل أن أختم بنقطتين، لكن بسياق الحرب مع الكورونا، هناك شيء بعض العائلات عكسوه علينا أنا أريد أن ألفت له، النظرة إلى المصابين بالكورونا، يا أخي هذا مرض عادي، شخص أصيب بالكورونا في المستشفى يُعالج وبعد ذلك شفاه الله، يعني لا يجب أن تبقى النظرة إليه نظرة كورونا، هؤلاء يحتاجون، لأن الموضوع الآن ليس فقط آثاره الصحية، نتيجة تصرف الناس مع بعضها البعض هذا يترك أثاراً نفسية سيئة ويؤدي في بعض الحالات إلى الاكتئاب، وفي بعض الحالات إلى أزمات معنوية قاسية، الناس أيضاً في هذا الموضوع يجب أن تتضامن وأن تتعاون، كورونا مرض مثل أي مرض، شخص يصيبه قرحة، يصيبه ربو، يصيبه مشاكل صحية، يصيبه روماتيزم، يصاب بالكورونا، يصبح معه رشح "غريب" إلى آخره، هذه واحدة من الأشياء. تعافى وأصبح جيداً، وقطع كل الاجراءات وإنسان طبيعي لا يجب أن تبقى النظرة عليه نظرة كورونا، هذا الموضوع نفسياً معنوياً عاطفياً اجتماعياً يجب أن نتجاوزه، ليس فقط أن نتجاوزه، يجب أن نساعدهم، يعني هؤلاء يحتاجون إلى ليس فقط أن نتصرف معهم بشكل طبيعي، بل يحتاجون إلى مزيد من الدعم المعنوي والاهتمام بهم والاحترام لهم حتى نقطع هذه المرحلة.
هذا في سياق الحرب مع كورونا، إلى الآن أكون قد تحدثت بثلاث قضايا. القضية الرابعة، التوقف أمام ما يحصل في العالم، هذا طبعاً الجميع يراقبه ولكن أكثر شيء أنا أحب أن أقول للنخب السياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية والعسكرية، الذين يراقبون، المهتمون، نحن أمام وضع في العالم لا مثيل له في الحد الأدنى منذ الحرب العالمية الثانية، التداعيات أخطر من حرب عالمية، يمكن بعد الانتهاء من كورونا نحن لا نعرف مسار الأمور إلى أين يمكن أن نصبح أمام نظام عالمي جديد، أمام وضع جديد، بعد الحرب العالمية الأولى أصبح هناك نظام عالمي جديد، بعد الحرب العالمية الثانية أصبح هناك نظام عالمي جديد، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي وأوروبا الشرقية وأوروبا الغربية أصبح هناك نظام عالمي جديد، اليوم الذي يحصل أكبر بكثير من الذي حصل في الحروب العالمية بسبب أنه دخل إلى كل المساحات، اليوم على ضوء ما يحصل في العالم، هناك نقاش ثقافي، هناك نقاش عقائدي، هناك نقاش ديني، هناك نقاش فكري، هناك نقاش فلسفي، إذاً كل ما يتصل بعالم العقيدة والثقافة والفكر والدين والفلسفة وكذا الآن هذا فُتح فيه زلزال.
حسناً، في مجال آخر، هناك نقاش بأولويات الدول، هناك نقاش حول جدوى الأمم المتحدة وحول جدوى التكتلات الدولية الكبرى، اليوم نحن لا نعرف هذه الولايات المتحدة الأميركية تبقى متحدة أو تتفكك، الاتحاد الأوروبي يبقى اتحاد أوروبي أو يتفكك، اليوم هناك أصوات بدأت ترتفع، العولمة ونتائج ما بعد عالم الكورونا، العودة إلى المشاعر القومية والحسابات القومية والأولويات الوطنية، بالموضوع الاقتصادي كل هذا النظام الرأسمالي الليبرالي الآن مفتوح وحوله نقاش، أنظمة الرعاية الصحية في العالم حولها نقاش، في الموضوع الاقتصادي، في الموضوع المالي، في موضوع التكتلات السياسية، هناك دول لا نعرف إذا ستبقى أو ستنهار، هناك دول عسكرية عظمى وكبرى ستبقى أو ستنهار؟ أنا لا أقول شيء، أنا أقول فلنراقب، طبعاً لا أحد يستعجل لأن هناك أناس تستعجل بتقييم المسائل والاستنتاج وأن العالم يسير إلى هذه النتيجة وهذه النتيجة وهذه النتيجة، هذا صعب أن يحسمه أحد من الآن، لأن له علاقة بنجاح التدابير وله علاقة بنجاح الاجراءات وإن كان العالم ما زال يتخبط حتى الآن بدرجة كبيرة جداً، له علاقة بأن يجدوا علاجاً أو أن لا يجدوا علاجاً، لكن ليس هناك شك بأنه نحن اليوم هذه الأجيال الحاضرة اليوم في لبنان، في المنطقة، في العالم، نحن نعاصر تجربة جديدة لا شبيهة لها في الحد الأدنى منذ 100 سنة أو 200 سنة وستنقل الكرة الأرضية والبشرية إلى وضع جديد وإلى معطيات جديدة، قد تنقل إلى وضع جديد ومعطيات جديدة - أنا أحتاط وأقول قد، قد لكن له مجاله الواسع والحقيقي ومعطياته العلمية والواقعية، على المستوى الفكري والثقافي، على المستوى السياسي، على مستوى الأحلاف والتكتلات والنظام العالمي والاقتصادي والمالي والنقد والبنية الاجتماعية وإلى آخره. هذا يجب أن نبقى نراقبه لأنه أيضاً سينعكس علينا، نحن جزء منه، نحن جزء منه بالمنطقة، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً وعلى كل صعيد، نحن جزء من هذا العالم الذي أصبح مثل ما يقولون قرية، الناس تتأثر بكل شيء يحصل على بعضها البعض، هذا الموضوع يجب أن يبقى نقطة رقابة وعناية ومتابعة لأنه أيضاً يمكن أحياناً يتطلب إجراءات، ويمكن أحياناً أن يتطلب تمهل ويمكن أحياناً يتطلب إعادة حسابات في كثير من المجالات التي كلنا معنيين فيها.
النقطة ما قبل الأخيرة، يعني الخامسة، أنا أدعو - هذا كنت لاحقاً أريد أن أسترسل به والوقت القادم أتحدث عنه - بعيداً عن الجانب العملي والاجرائي أنا أدعو إلى التوقف وأخذ العبرة مما يحصل الآن في العالم، عندما تشاهد أميركا والإدارة الأميركة التي تقدم نفسها على أنها قوة عظمة في العالم وهذه الإدارة بالنهاية ليست شخصاً، ليست شخص ترامب وإن كانت شخصية مؤثرة، إدارة مرتبكة حائرة، يوم أن هذا شيء طبيعي، يوم أن هذا شيء استثنائي، يوم يريد بـ 12 الشهر أن يرد العالم على المصانع والشركات، يوم آخر يعلن الطوارئ في أحد الولايات ويضعها تحت حكم الأمن الوطني، هناك ارتباك هذه أعظم قوة، تقدم نفسها على أنها أعظم قوة في العالم، هناك دول عالم أول، هذا الذي يحصل اليوم والذي نشاهده على شاشة التلفزة، ميزته الآن أننا نراه على التلفاز، يمكن الذين كان يحصل قبل مئة سنة، سبعين سنة، 150 سنة كان يحصل في مكان من العالم لا يعرف به أهل المكان الآخر، أما اليوم نحن جالسون في لبنان نشاهد كل شيء يحصل في العالم من خلال شاشات التلفزة، العبرة أين؟ أن هذه الكرة الأرضة، هذا العالم، هذه البشرية، طبعاً هذا ليس بشيء جديد، هذا قيل بالأيام وكتب ولكن من الجيد أن أضيفه لكلمتي اليوم، أن هذه الحضارة التي وصلت إلى قمتها، التكنولوجيا إلى قمتها، العلم إلى قمته، الإنسان إلى القمر والمريخ ولا أعرف إلى أين، سلاح نووي وسلاح متطور وهائل، إبداع في كل المجالات، ثروة تكنولوجية غير مسبوقة في التاريخ البشري، أقوى جيوش في العالم حقيقة، هناك الآن جيوش لم يمر في تاريخ البشرية جيش أقوى من هذا الجيش مثلاً، لا عُدّةً، لا عتاداً، لا عدداً، قوى مؤثرة على مستوى الكرة الأرضية، في الزمان كان هناك واحد فرعون يقول أنا ربكم الأعلى، فرعون مصر في زمن موسى، اليوم كان هناك فرعون يقول أنا ربكم الأعلى، كان هناك نمرود يقول أنا ربكم الأعلى بالكرة الأرضية، ما شاء الله هناك فراعنة ونماردة يتصرفون على قاعدة أنا ربكم الأعلى. حسناً، هناك أناس أقل من ذلك يتصرفون أنا ربكم الأعلى، والآن فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، إلى الآن هو مجهول، هذه حالة الكرة الأرضية يمكنكم أن تقوموا بمراجعة ذهنية من دون أن أشرح، هكذا فهرس سريع، دول أقفلت المصانع، الشركات، السياحة العالمية، شركات الطيران تبحث عن مواقف لطائراتها، تدهور لأن صندوق النقد الدولي أعلن رسمياً أن العالم دخل في الركود الاقتصادي، نسبة البطالة غير المسبوقة، العجز، الحيرة، الارتباك، عدد الاصابات، عدد الموتى، كل شيء تعطل، الجامعات، المدارس، السياحة، الرياضة، هناك فيروس صغير سجن حتى الآن 3 مليار و كذا 100 مليون، لأنه انضمت الهند، الهند لوحدها مليار و 200 مليون، هناك 3 مليار وكذا 100 مليون الآن مسجونين في بيوتهم، من سجنهم؟ جيش؟ إدارة؟ قوة عظمى؟ يسجنهم جرثومة صغيرة لا ترى بالعين المجردة؟ هذا يحتاج إلى كثير من التوقف، يحتاج إلى كثير من العبرة، هنا يعود الإنسان يتذكر لما الله سبحانه وتعالى يقول لنا " وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، هذه العلم البشري أين هو؟ أنه عظمة العلم البشري، والبشرية سيصبح لها شهرين ثلاثة أشهر عاجزة أن تفهم ما هو هذا الفيروس، كيف تفك شيفرته، كيف تعالجه؟ كل العقول في العالم، قمة العقل البشري الآن حاضر بالمؤسسات وبالمختبرات والبعض بدوافع إنسانية وأخلاقية والبعض بدوافع مالية والبعض بدوافع انتخابية والبعض بدوافع عنصرية والكل يبحث عن علاج، وهذا سباق تاريخي اليوم، يعني تنوع الدوافع، وما زالوا محتارين وعاجزين، إن شاء الله يجدون علاجاً، ليس المطلوب أن لا يجدوا علاج حتى تأخذ الناس عبرة، لا، إن شاء الله يجدوا علاجاً، رحمة الله بعباده في لحظة من اللحظات تشمل الجميع، مشيئته، لطفه، جوده، كرمه، لكن نحن البشر الذين نواكب ونعيش وفي قلب هذه المحنة وهذه المعركة وهذه الحرب، هذا الموضوع يجب أن نأخذ فيه عبرة.
بطبيعة الحال، بالفطرة الإنسانية والبشرية وطول التاريخ كان الناس عندما يواجهون محن وصعوبات من هذا النوع يلجأون إلى الله سبحانه وتعالى ونحن يجب أن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، هناك أناس يعاندون وهناك أناس عندهم قناعات أخرى وهذا شأنهم، لكن المنطق والعقل والحجة والدليل والفطرة تقول بشكل طبيعي دائماً يجب أن نلجأ إلى الله ونتوكل على الله ولكن خصوصاً عندما تنقطع بنا الأسباب، لا يوجد حل، هناك فقط لطف الله ورحمة الله. هذا اللجوء إلى الله الذي تحدثنا عنه في أول ليلة في الخطاب الأول هو من أقوى الأسلحة في أيدينا وخصوصا ًالناس الطيبين، الناس المنكسرة قلوبهم، يمكن هناك أناس كثر لم يشعروا حتى الآن بالوجع، لأنه كما قلت الوضع في لبنان ما زال مقبولاً، نحن عدد الوفيات عندنا قليلة جداً، حتى عدد الإصابات نسبة للذي يحصل في العالم نحن رقمنا أين؟ بجزء جيد من "اللائحة"، إلى الآن لا يوجد عندنا حالات نافرة أن هناك أناس ماتت من الجوع، يعني ليس عندنا موت من المرض ولا موت من الجوع، عندنا القليل من الاجراءات والتدابير والناس مخنوقة ببيوتها، صحيح، لكن يعني المطلوب أن يصبح وضعنا أصعب من هذا وأسوأ من هذا حتى نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى!!؟ على كل حال هذا الموضوع فقط أتركه للتأمل والتفكر وأعود له إن شاء الله في المناسبات الآتية إن شاء الله بعد عدة أيام أسبوع عشرة أيام نرى ذلك.
النقطة الأخيرة التي أريد أن أختم بها نظراً لمناسبتها الآن هو انتهاء العام الخامس من الحرب على اليمن، العدوان على اليمن. طبعاً هذا الشعب اليمني صمد صموداً أسطورياً، هذا من بركات أصحاب مناسبات هذه الليالي والأيام، هذه ثقافة كربلاء، ثقافة الإيمان، الجهاد، الصبر، الصمود، الشهادة، هيهات منا الذلة الذي يؤمن به اليمنيون ويرفعونه شعاراً هو هذا السبب الطبيعي لهذا الصمود الأسطوري، خمس سنوات، أميركا على رأس هذا الحرب، السعودية تقود هذه الحرب، عدد من الدول، عشرات آلاف المرتزقة الذين جيء بهم، حصار خطير وخانق ومع ذلك صمود، بل انتصارات كبرى في الميدان، الآن لا أريد أن أعود لهذا الملف لأنه انتهى الوقت ولا أريد أن أطيل عليكم أكثر من ذلك، أنا أريد أن أقول أمرين، أولاً، تجديد الدعوة لأصحاب العدوان وخصوصاً للحكام في المملكة العربية السعودية بأن يوقفوا هذه الحرب. أما آن للشعوب العربية والإسلامية ولحكام العالم وللعلماء في العالم الإسلامي والعالم العربي والأحزاب، أما آن للعالم أن يصرخ في وجه هؤلاء الحاكم ويقول لهم كفى، كل العالم الآن تبحث عن كيف توقف الحروب وتوقف الاشتباكات وتوقف مشاكل وتعطي أولوية لمواجهة الكورونا، هؤلاء الناس شعب اليمن أليسوا جديرين ولائقين بعد كل هذا الظلم وهذه الغربة أن تتوقف الحرب عليهم. في الحقيقة هذه الصرخة يجب أن ترتفع اليوم أكثر من أي وقت مضى، إذا قبل سنة وسنتين وثلاثة وأربعة هناك أناس عندها رؤية مختلفة أو حسابات سياسية معينة، يا أخي أيًا كانت الرؤية، اليوم لأسباب إنسانية يجب أن يصرخ العالم كله ليطالب السعودية ومن معها وحلفاءها بوقف الحرب على هذا الشعب اليمني المظلوم. والنقطة الأخرى يجب أن نقدر عالياً مبادرة الأخ القائد السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي عندما أعلن عن استعداده لمبادلة المعتقلين - لا أقول الأسرى - المعتقلين الفلسطينيين المظلومين في السجون السعودية، هم كانوا مقيمين في السعودية، وموجود بعضهم من سنوات طويلة، وذنبهم أنهم ينتمون لبعض حركات المقاومة أو جمعوا المال لدعم بعض حركات المقاومة. رجل وقائد لديه أسرى في السجون عند آل سعود ومع ذلك هو يعطي أولوية لسجناء ومعتقلين فلسطينيين كتعبير عقائدي وايماني وجهادي وإنساني وأخلاقي عن موقف هذا القائد وهذه الحركة الجهادية وهذا الشعب الصامد والمؤمن والشريف تعبيراً عن وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني والتزامه العقائدي والقاطع بالقضية الفلسطينية.
هذا الموقف يجب أن يقدره الجميع ويجب أن يتعاطى معه الجميع بنفس المستوى من الرفعة والمكانة الذي يتصرف فيها هذا القائد وهذا السيد.
إن شاء الله نتمكن جميعاً بالعودة إلى لبنان وإلى كل المنطقة بتعاوننا، بوضع هذه الأولوية، بالترفع عن كل الصراعات والحساسيات الصغيرة الآن، فلنتعاون لننقذ بلدنا وننقذ شعبنا وننقذ من نستطيع من حولنا إنقاذه، هذا فيه إن شاء الله عز الدنيا وعز الآخرة وشرف الدنيا وشرف الآخرة. اليوم العالم والبشرية أمام امتحان أخلاقي، هناك قيادات كبرى تسقط في الامتحان الأخلاقي، هناك دول وحكومات قدمت نفسها وزايدت على البشرية بالأخلاق وبحقوق الإنسان تسقط في امتحان الأخلاق وفي امتحان حقوق الإنسان، نحن يجب أن ننجح في هذا الامتحان من أجل دنيانا وآخرتنا وشعوبنا وأمتنا والعالم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.