كلنا يتذكر كيف تباهى الرئيس الامريكي دونالد ترامب بـ"ذكائه الخارق" وهو بتحدث الى مسؤولي الصحة الذين يعملون على احتواء انتشار فيروس كورونا، حيث "فسر" سبب "ذكائه الخارق" بالقول: "كان عمي أستاذا عظيما وعالما ومهندسا. الدكتور جون ترامب في معهد ماساتشوتس للتكنولوجيا، إنها جينات جيدة جدا.. غاية في الذكاء .. لو أني ترشحت كديمقراطي ليبرالي، كانوا سيقولون أنني أحد أذكى الأشخاص في العالم.. هذه حقيقة! ، كان ينبغي ان اكون طبيبا".

جنون العظمة لدى ترامب جعله هذه الايام من "اكبر خبراء الدواء والصحة في العالم" ، فهو وعلى الرغم من تحذير العلماء من مخاطر الإفراط في الادعاءات بشأن أدوية غير مصادق عليها علميا بعد، خرج على العالم ليعلن عن اكتشاف علاج لفيروس كورونا اعتبره "هبة من الله" وهو عقار مؤلف من هيدروكسي كلوروكين وكلوروكين، والذي يستخدم لعلاج الملاريا.

ترامب وفي مؤتمر صحفي في البيت الابيض قال : يبدو أن هيدرُوكسي كلوروكين وكذلك زي-باك يشكلان توليفة جيدة جدا جدا، وهناك احتمال كبير بأن يكون لهما تأثير هائل، وسيكون ذلك هبة من الله. إن كانا فعالين فسيغير ذلك قواعد اللعبة بشكل كبير، مشيرا الى مثال لمريض بالفيروس تعافى إثر معالجته بالدواء المذكور.

تصريحات ترامب "العلمية" لاقت صدودا ورفضا من العلماء، بمن فيهم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، الذين ناشدوا الناس بالتريث إلى أن يتم التثبت من الأمر عبر اختبارات سريرية أشمل تصادق على نتائج الدراسات ذات النطاق الضيق.

لكن وفي نفس اليوم الذي اعلن فيه ترامب عن اكتشافه وعن وجود امثلة على تعافي المرضى الذين تناولوا العقار المذكور، وهو الاثنين الماضي، أعلنت شركة بانر هيلث للرعاية الصحية عن وفاة مريض، وقالت إن زوجته في حالة حرجة بعد أن تناولا على ما يبدو دواء مضادا للملاريا وصفه الرئيس الأمريكي كعلاج محتمل لفيروس كورونا.

وأوضح البيان أن الرجل مات وأن زوجته، في الستينات من العمر، تحت رعاية حرجة بعد أن تناولا فوسفات الكلوروكين، وهي مادة مستخدمة بشكل شائع لتنظيف أحواض السمك، وعانى الزوجان من آثار فورية في غضون 30 دقيقة من الابتلاع، تتطلب الدخول إلى المستشفى.