قبل خمسة أعوام شن التحالف السعودي الأميركي الإسرائيلي عدوانه الوحشي على اليمن وخاض حرباً مدمرة ضد شعبه الصابر الصامد أدت إلى محو الطرقات والجسور، والمدارس والمستشفيات، البنى التحتية، كما قتلت وأصابت الآلاف من المدنيين اليمنيين، وتسببت في نزوح وتشريد أكثر من ثلاثة مليون يمني. إلا أن صمود اليمنيين في مواجهة العدوان طيلة السنوات الخمس الماضية حول العدوان والحصار إلى فرصة استغلها للتصنيع الحربي وتطوير قدراته الدفاعية والعسكرية مما كان له الفضل الكبير في تحقيق إنتصارات أثارت جنون العدو وغضبه وأثلجت صدور الأصدقاء وأثارت إعجابهم واستحسانهم.
فابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية الذين وقفوا أمام أعتى دول الاستكبار في العالم وتمكنوا مؤخراً من تحقيق إنتصارات كبيرة في صعدة ونهم والجوف، وهم اليوم يقفون على أبواب مأرب بإنتظار ساعة الصفر للزحف وتحقيق النصر الكبير. في المقابل فإن جرائم العدوان بحق المدنيين والأفراد العزل من النساء والأطفال والشيوخ فاقت كل التوقعات ومثلت وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وأدعياء حقوق الإنسان الذين وقفوا امتين أمام هذا العدوان الغاشم.
على الساحة اليمنية أيضاً يعاني تحالف العدوان من أزمة كبيرة لم يستطع احتوائها بأي شكل من أشكال فقد عادت ساحة عدن لتفضح الخلافات بين السعودية والامارات مرة أخرى حيث ساد التوتر مطار عدن والمناطق المحيطة به بعد رفض ما يسمى بقوات المجلس الانتقالي المدعوم من ابو ظبي تسليم المطار لقوة تابعة للسعودية في اطار الصراع السعودي الاماراتي للسيطرة على تلك المدينة الجنوبية حيث أكدت قيادة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات رفضها احلال قوات بديلة محل القوات الجنوبية المنضوية تحت ادارة عدن.
وكانت ما يسمى بقوات المجلس الانتقالي أعلنت أن قيادة التحالف السعودي منعت خمسة من قيادات المجلس من العودة إلى عدن، من العاصمة الأردنية عمان. وقد وصف المجلس قرار المنع بالتمادي في الخطأ، مشيراً إلى أنه سيؤدي إلى انتكاسات غير محمودة العواقب على الجميع. وفي آب/ أغسطس الماضي، شهدت عدن قتالاً عنيفاً بين قوات مدعومة سعوديا وأخرى مدعومة إماراتياً انتهى بسيطرة مرتزقة الإمارات على عدن وطرد مرتزقة السعودية. وكانت السعودية قد رعت في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتفاقاً بين مرتزقتها ومرتزقة الإمارات لإنهاء الأزمة وتطبيع الأوضاع في عدن أسفر عن إتفاق عرف بإتفاق الرياض لكن معظم بنود الاتفاق لم تنفذ حتى الآن، وسط اتهامات متبادلة من الطرفين بعرقلة التنفيذ.