وأكّد علماء تابعون لجامعة "إمبيريال كوليدج لندن" أن التجارب السريرية قد تُجرى في غضون أشهر قليلة إذا تلقّوا التمويل اللازم، بعدما أعطت التجارب التي أُجريت على الفئران نتائج واعدة.
وكشف الدكتور روبن شاتوك، رئيس "فرع التهاب الإفرازات والمناعة" التابع لـ"قسم الأمراض المعدية" في الجامعة لصحيفة "إندبندنت"، عن أنّ لدى فريقه الآن "لقاحاً أوّلياً جرى اختباره على نماذج حيوانية، وجاءت النتائج المبكّرة مشجّعة".
وأضاف: "نأمل في التقدّم نحو الاختبارات السريرية على الإنسان بحلول فصل الصيف، وذلك مرهون بحصول أبحاثنا على الأموال اللازمة للشروع في المرحلة التالية".
ويعمل عدد من الباحثين من جميع أنحاء العالم على تطوير لقاح لوباء Covid-19، الذي أصاب أكثر من 145 ألف شخص على امتداد بلدان الكرة الأرضية.
وقد وجّه علماء في الولايات المتّحدة بالفعل نداءً إلى متطوّعين للمشاركة في "أول تجربة لقاح لفيروس ’كورونا‘ على البشر"، مقابل حصول كلّ مشارك فيها على مبلغ 1100 دولار أميركي (900 جنيه استرليني).
وأعلنت شركة لقاحات أميركية أنها تأمل في بدء تجارب سريرية منفصلة على اللقاح الذي تختبره، في أواخر فصل الربيع، بعد تلقّيها دفعة من التمويل لأبحاثها.
وتعليقاً على احتمال ذهاب التمويل إلى جهاتٍ أخرى، رأى الدكتور شاتوك من جامعة "إمبيريال كوليدج لندن"، أنّ ما يجري هو "جهد عالمي ضدّ الوباء. فنحن لا نتسابق ضدّ بعضنا البعض، بل نحن في سباق مع الفيروس".
وأوضح أن فريق الجامعة البريطانية انتقل إلى اختبار لقاحه على القرود بالتعاون مع باحثين من باريس، لكنّ الاختبار الحاسم، اختبار "ورقة عباد الشمس"، هو معرفة طريقة عمل اللقاح على البشر.
في المقابل، أشار الدكتور بول ماكاي وهو أحد كبار الباحثين الزملاء في الجامعة ذاتها، إلى أنّ الفريق تقدّم بطلبٍ للحصول على مزيدٍ من التمويل من "مجلس البحوث الطبّية" في المملكة المتّحدة لإجراء التجارب السريرية للّقاح على البشر. وقال لصحيفة "ذي ديلي إكسبريس" إنه "إذا طوّر علماء بريطانيّون هنا لقاحاً للفيروس، فسيكون من الرائع فعلاً إذا دعمته الحكومة".
وأكد الدكتور ماكاي أنه لا يوجد الآن أي لقاح ضدّ مرض Covid-19، ما أدخل دولاً في حال "الحجر والعزل" أثناء عملها على مكافحة انتشار الفيروس.
وقد تُوفي أكثر من 5400 شخص في جميع أنحاء العالم حتى يوم السبت، وفقاً لإحصاءات وكالة "رويترز"، نتيجة إصابتهم بفيروس "كورونا" وهو مرض شبيه بالإنفلونزا، لكنه يمكن أن يتطوّر إلى التهاب رئوي. وأعلنت "منظّمة الصحّة العالمية" هذا الأسبوع أنّ تفشّي الفيروس أصبح جائحة عالمية.
وفي المملكة المتّحدة، تبيّن نتيجة الفحوصات أن أكثر من 1100 شخص هم مصابون بالفيروس، ما قد يؤدّي إلى حظر كامل لـ"التجمعات الجماهيرية" الأسبوع المقبل، بغية الحدّ من انتشار وباء Covid-19. وتُوفي حتى الآن 21 مصاباً في البلاد.