وتشهد المتاجر الكبرى في لندن ازدحاما غير مسبوق وسباقا من قبل الزبائن لشراء مواد التنظيف، والمعكرونة والحليب المبستر، وباتت رفوف المحلات خالية من تلك المنتجات، وأعلنت متاجر عدة أنها لم تعد قادرة على الاستجابة لكل طلبات المستهلكين.
ووصل الحد ببعض المتاجر أن يعلن أنه على الراغبين في الحصول على معقم الأيدي أن يسجل اسمه في قائمة انتظار، أو أن يصل للمتجر في ساعات الصباح الأولى عله يحصل عليه.
وأظهر استطلاع للرأي أن 80% من محلات بيع المواد الغذائية غير مستعدة لمجاراة "الإيقاع المجنون" الذي يسير به المستهلك البريطاني، وإقباله المحموم على هذه المواد، كما أظهر الاستطلاع أن واحدا من بين كل عشرة بريطانيين بدأ بالفعل في تخزين تلك المواد.
وتصف كريستينا، موظفة مبيعات في أحد المحلات، الحالة قائلة "جنون لم يسبق له مثيل.. أصبح متوسط قيمة ما يشتريه الفرد من المواد الغذائية ومواد التنظيف خمسمئة جنيه إسترليني".
وكثرت العروض عبر الإنترنت لبيع معقمات الأيدي بأسعار خيالية، وارتفعت بنسبة 5000%، فالقنينة التي كان سعرها نصف جنيه إسترليني، باتت تباع بحوالي 25 جنيها إسترلينيا.
وحطمت أسعار معقمات الأيدي الأرقام القياسية، بتسجيل عرض بيع على الإنترنت، لعشر علب سعة كل واحد ستين مليلترا، بثمن 360 جنيها إسترلينيا، علما أن الثمن العادي قبل الحديث عن انتشار فيروس كورونا لم يكن يتجاوز خمسة جنيهات إسترلينية.
قيود المتاجر
أمام هذه الفوضى قررت المتاجر الكبرى والصيدليات، ترشيد بيع معقمات الأيدي، فلا تمنح للمشتري إلا علبتين، وتقوم بتسجيل بياناته، حتى لا يقوم بعمليات شراء متكررة، وذلك للحيلولة دون قيام البعض باستغلال هذه الفترة لتخزين السلع وبيعها بأسعار مرتفعة فيما بعد.
وفرضت سلسلة متاجر "تيسكو" -أحد أكبر المتاجر في البلاد- قيودا على شراء خمسة منتجات، وهي المعكرونة، والمناديل المعقمة، وصابون غسل الأيدي، والحليب المبستر، والبخاخات المزيلة للبكتيريا، وأكدت الشركة أنه ستحدد عدد القطع المسموح بها لكل زبون، وقد تشرع في عملية الطلب المسبق عبر الإنترنت قبل الحصول عليها في المتجر.
وعلى المنوال نفسه أعلنت سلسلة متاجر "وايت روز"، أن هذه القائمة من المنتجات لن يتم بيعها إلا عبر الإنترنت، مع تحديد نسبة الاستهلاك لكل فرد، أما متاجر أخرى فاختارت أن تضع سقفا لشراء معقمات الأيدي فقط، وحددت هذه المتاجر قطعتين من المعقم لكل فرد.
محال تجارية كثيرة رفعت أسعار المعقمات وبعض السلع بنسب عالية جدا
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المواطنين للتحلي بالعقلانية والمسؤولية وعدم تخزين المواد وذلك "لأننا قادرون على توفيرها حتى في أسوأ الحالات" كما قال، ومع ذلك يبدو أن كل رسائل الطمأنة لا تجد آذانا مصغية لدى الكثير من البريطانيين الذين استسلموا للخوف من فيروس كورونا المستجد.
وعقدت الحكومة البريطانية اجتماعات مكثفة مع رؤساء المتاجر الكبرى في البلاد لوضع خطة للتعامل مع هذا الوضع غير المسبوق، وطرحت الحكومة عليهم فكرة إيصال المنتجات في الليل للمستودعات، للمساعدة على تسريع إيصال المواد الغذائية للمحلات ومن ثم للمستهلك.
يذكر أن القانون البريطاني يمنع المتاجر من تحريك شاحناتها في ساعات متأخرة من الليل، لكن الأمر يتطلب تغييرا في ظل هذا الوضع الاستثنائي لإتاحة تدفق مستمر للمواد الغذائية لمستودعات المتاجر الكبرى، للاستجابة للطلب المتزايد.