واعتبر سماحته ان”الهدف بمواجهة كورونا قابل للتحقق سواء فيما يتعلق بمنع الانتشار او بمعالجة المرضى والحد من انتشاره”.
واضاف”علينا تحديد الهدف من معركة مواجهة كورونا، بانتظار ان يكتشف العالم،والهدف يجب ان يكون الحد من انتشار الوباء والحد من الخسائر البشرية”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه “في مقدمة الجبهة ضد كورونا، وزراة الصحة واطقمها والمستشفيات والاطباء وكل ما يتصل بالعمل الصحي هم بالخط الامامي ويجب ان ينظر اليهم على انهم ضباط الخط الامامي،ففي لبنان كل من هو موجود على الارض اللبنانية شريك ومسؤول بمواجهة كورونا بحسب ما هو مطلوب منه”.
وتابع:”المسؤولية بمواجهة كورونا يجب ان تكون عامة وشاملة”.
وأردف سماحته بالقول “بمواجهة العدو كورونا القرار يجب ان يكون المواجهة ومقاومة هذا العدو الذي يجتاح، الخيار ليس بالهزيمة والاستسهال واليأس بل يجب خوض المعركة بروحية من يريد ان ينتصر بهذه المعركة، فحياة الناس هي الاولى اليوم واي شيء اخر يمكن تعويضه”.
وأضاف”كورونا يطال كل مجالات حياة الناس والكرة الارضية ولا يقف عند حدود العدد، نحن امام عدو تهديده واضح وكبير وواسع، هذا الكلام نقوله كي نتحمل المسؤولية ونواجه لا كي نخاف ونستسلم”.
وتابع “في اي معركة هناك مستهدف وهناك عدو، المشكلة في هذه المعركة العدو “كورونا” هو عنصر مجهول في اغلب جوانبه، مخاطره اصبحت واضحة وتهديده واسع لانه يطال حياة الناس”.
ولفت سماحته إلى أنه يجب ان”نعتبر انفسنا في خضم معركة، بل بالحقيقة هي معركة عالمية تخوضها شعوب العالم وتشكل اولوية عمل الحكومات في كل العالم،القضية الاولى التي باتت تشغل العالم كله اليوم هي موضوع وباء كورونا”.
واعتبر سماحته أنه”في مواجهة كورونا نحتاج الى الصدق والشفافية، أي شخص يشعر انه اصيب او ظهرت عليه العوارض، يجب عليه ان يكون شفافا وواضحا ويقدم نفسه للفحص وان يذهب للحجر “.
وتابع “الوازع الديني هو من اهم الدوافع للانتصار في هذه المعركة، كما حصل في معركة المقاومة، ولا يجوز ان يفتح الباب امام المزايدات في هذا المجال”.
وأضاف”الجميع سيسأل يوم القيامة عن واجبه بحفظ حياة الناس، ولذلك الالتزام بالتدابير في مواجهة كورونا ليس من المستحبات بل هو من الواجبات ،ومن منطلق ديني كما من المنطلق القانوني والاخلاقي يجب العمل للحفاظ على النفس البشرية وعلى سلامة الناس وان نخاف الله عندما نخوض هذه المعركة”.
وأشار سماحته إلى أنه “لا يجب مقاربة كورونا من منطلق مذهبي او طائفي او عرقي، نحن امام معركة انسانية بالكامل ويجب ان نخوضها من منطلق انساني بالكامل”.
وتابع”على الجميع التعاون والتصرف بمسؤولية لمواجهة كورونا ومن لديه اي ملاحظة على عمل الحكومة والادارات المختصة ان يوصلها للمعنيين ضمن الاطار المناسبة بدون اثارة الاحقاد، والسلبية والشماتة تعبر عن انحطاط اخلاقي ووطني”.
وقال سماحته” الرئيس الاميركي كان يحاول التخفيف من خطورة كورونا في اميركا، بينما خرج احد المسؤولين ليكذب كلامه، وهو يدعي انه يريد مساعدة ايران وهذا نفاق لان من يريد ان يساعد يرفع العقوبات في المجالات الطبية والصحية”.
وأضاف”في معركة كورونا اكبر كذاب هو ترامب ونائبه والفريق الاميركي الذي يتابع هذا الموضوع”.
وتابع”وزارة الصحة في لبنان كانت شفافة منذ اليوم ويجب ان تستمر بهذه الطريقة ولا يجوز إخفاء اي حقيقة عن الناس، واي كلام عن وجود حالات لم يكشف عنها هو افتراء”.
مشيراً إلى انه “يجب الالتزام بكل التدابير والاجراءات التي تصدر عن الحكومة والادارات”.
واعتبر سماحته أن”تخفيف التواجد في المدن جيد لكن لا يعني الذهاب للاختلاط بالقرى،فأهم نقطة بالتدابير هو وقف التجمعات والانعزال قدر الامكان”.
وأضاف”عائلة المتوفى او الشهيد هي يجب ان تبادر للناس بإلغاء التجمعات ولا يجوز هذه الامور ان نخضع للعادات والمجاملات بل يجب ان تجمد كلها حاليا”.
ورأى السيد نصر الله أن”كورونا وباء خطير لكن مواجهته سهلة، اعتبروا انفسكم انكم بحرب ونفذوا هذه الاجراءات المطلوبة منكم”.
وأشار سماحته إلى أن” نقطة فخر للمسؤولين الايرانيين انهم استمروا بمواجهة كورونا واصيب بعضهم بهذا الوباء” .
ورأى السيد نصر الله أن”اللجوء الى الله يجب ان يكون سلاحنا الامضى بمواجهة هذه المعركة، أما إخافة الناس والتهويل عليهم ونشر الاكاذيب هذه جريمة بل قد يرقى الى مستوى الفساد في الارض،وعندما نذهب الى مواجهة كورونا يجب ان نذهب ونحن متسلحون بالايمان بالله ويجب ان نستعين ونلوذ به وان ندعوه ان يمكننا ويهدينا، هذه المعركة تحتاج الى ثبات وصبر وعزيمة والله هو الذي يعطينا كل ذلك”.
ودعا سماحته المصارف اللبنانية إلى”المبادرة والمساعدة بالمال في هذه المعركة، بل انتم اول من يجب ان تمدوا يد العون للدولة وماليتها وللتكافل الاجتماعي”.
واعتبر انه”على الحكومة اللبنانية ان تضع في اولويتها، امور الناس واحتياجاتها ولا يكفي فقط الطلب من الناس التعطيل، وعلى الدولة عندما تجد الحاجة لاعلان حالة الطوارئ ان تبادر الى ذلك”.
وأشار السيد إلى أنه “يجب اعتماد التكافل الاجتماعي لا سيما فيما يتعلق بالتنبه من الوقوع في الجوع او الفقر نتيجة الاجراءات واغلاق بعض المحلات وعلى الناس ان تساعد بعضها البعض، ويجب الاستفادة من تجارب الدول الاخرى لتوفر الجهد والوقت بمواجهة وباء كورونا”.
وأكد ان”حزب الله يضع كل امكانياته وطاقاته في تصرف الحكومة ووزارة الصحة لخوض هذه المعركة “.
ولفت السيد إلى أنه “يجب ان نحضر انفسنا وبلدنا للأسوأ، وتحضير الاماكن والكادر فيما لو ذهبنا لما هو اوسع لا سمح الله”.
وقال انه “في ايران يعدون من يتوفى خلال معركة مواجهة كورونا انه شهيد، أتمنى اعتماد مثل هذه الخطوة في لبنان،ويجب الاهتمام بالكوادر الطبية باعتبار انهم في المقدمة وانهم يتحملون الضغط الكبير ولذلك كل الشكر لهؤلاء”.
وقال سماحته انه “يجب على المصارف في لبنان ان تبادر وتتحمل المسؤولية بالمساعدة لمنع الانهيار المالي وايضا بمواجهة كورونا، المصارف في لبنان هو احد الخيارات للمساعدة وتجنب الانهيار،نحن لم نمنع التعاون مع صندوق النقد الدولي او غيره، وانما نحن نرفض الخضوع لوصاية لأي جهة كانت”.
وأضاف”اي مساعدة مرتبطة بالاصلاح والقضاء المستقل وغيرها من الامور المشابهة نحن لا نرفضها، طالما ان هذه الشروط لا تتنافى مع المصلحة الوطنية، نحن ضد اي مساعدة طالما تشترط رفع الضرائب على الفقراء او ذوي الدخل المحدود”.
وتابع”نحن لا نمانع اي مساعدة للبنان ضمن شروط طالما لا تخالف القانون والدستور ولا تخالف المصلحة اللبنانية “.
وقال السيد نصر الله :”ان تلجأ الحكومة لاي استشارة من اي احد في العالم نحن لا مانع لدينا به، وأي جهة تريد ان تقدم مساعدة غير مشروطة ضمن ضوابط الدولة اللبنانية نحن ايضا لا نمانعه، يجب ان نكون امام خطة تشاركية الجميع يشارك بوضعها وتحمل المسؤولية عنها”.
وأضاف”حزب الله لم يقدم خطة للحكومة اللبنانية، رغم انه لدينا خطة وافكار لكن بكل صدق أقول لكم نحن لم نقدم اي خطة ،الحكومة اللبنانية مشكورة قبلت تحمل المسؤولية وتعقد اجتماعات مكثفة واعلنت ان اولويتها انقاذ مالي واقتصادي بالدرجة الاولى، الحكومة ما زالت تحتاج الى الوقت لتنفذ خطتها”.
وادان سماحته في ختام كلمته العدوان الاميركي على مواقع ومنشآت للجيش العراقي والحشد الشعبي وايضا على منشآت مدنية، معتبرا انه”اجتياح لسيادة العراق “.
وختم بالقول “إن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاميركي في العراق بدأت تلاقي وستلاقي الاجوبة المناسبة من الحكومة و الشعب العراقي ونسأل الرحمة للشهداء”.