هل يدمر الجيش المصري ’سد النهضة’، وكيف سترد أثيوبيا؟

الخميس 12 مارس 2020 - 15:46 بتوقيت مكة
هل يدمر الجيش المصري ’سد النهضة’، وكيف سترد أثيوبيا؟

مقالات _الكوثر: حذر خبراء قانون وعسكريون ومراقبون من خطورة الأيام القادمة حال مواصلة إثيوبيا إنشاء سد النهضة وملء الخزان في غضون أشهر قليلة قادمة، الأمر الذي يعرض الوجود المصري لخطر كبير وشر مستطير.

نشطاء كثيرون أكدوا أن الأمر فصل وما هو بالهزل، مطالبين الجيش المصري بالقيام بدوره في حماية الأمن القومي المصري قبل فوات الأوان، لاسيما أن الفرصة لا تزال سانحة بعد كشف إثيوبيا عن وجهها القبيح.

نشطاء كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي استحضروا روح المصري الراحل عبد المنعم رياض في ذكراه التي تحل هذه الأيام (رحل في 9 مارس 1969 بين أبنائه من ضباط وجنود الجيش المصري على الخط الدفاعي الأول على قناة السويس في سابقة تعتبر الأولى في التاريخ العسكري الحديث أن يستشهد رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الخط الدفاعي الأول ) مطالبين قادة الجيش بالإقتداء به في هذه الظروف الحالكة.

الخبير العسكري والاستراتيجي الشهير اللواء طلعت مسلم قال إن الأساس في حل أزمة سد النهضة هو الطرق السلمية، مشيرا إلى أن اللجوء للسلاح يجب أن يكون هو الخيار الأخير بعد استنفاد كل المحاولات.

وأضاف مسلم لـ"رأي اليوم" أن القوة في علاج الأزمات ليس لها شكل واحد، بل لها أشكال متعددة، مشيرا إلى أن اللجوء للقوة العسكرية خيار وارد ضمن الخيارات المتاحة أمام مصر حفاظا على حقوقها التاريخية في مياه النيل، لاسيما بعد إعلان إثيوبيا عزمها على البدء في ملء السد بحلول يوليو القادم.

واختتم مسلّم حديثه مؤكدا أنه إذا كُتب علينا الموتُ عطشا، فليكن الموت حربا دفاعا عن حياتنا أشرف لنا وأكرم .

لم يستبينوا النصح!

السفير الراحل إبراهيم يسري لطالما حذر من كارثة إنشاء سد النهضة، حيث أكد أن إنشاء سد يقام بمنطقة بني شنقول عند الحدود السودانية (حوالي 20 كيلو مترا ) سوف ينزع لأول مرة في التاريخ منذ عصر الخديوي إسماعيل تلك السيطرة من دولتي المصب.

السفير يسري تقدم منذ نحو عشر سنوات بمقترحات للقيادة المصرية قبل ثورة يناير، وأعاد تقديمها بعد الثورة لرئيس الوزراء عصام شرف، ثم لوزير الدفاع بعد 3 يوليو 2013 وهي: تشكيل مجموعة إدارة الأزمة برئاسة الجمهورية دون الإعلان عن أسماء أعضائها وتتكون من خبراء قانونيين وموارد مائية ومخابرات عسكرية ومخابرات عامة وشؤون افريقية وعلاقات ومنظمات دولية .

يؤجل التفاوض مع إثيوبيا إلى أن توقف أعمال البناء في السد، وذلك لحين استجماع جوانب الضغط والردع من خلال اتصالات بالقوى الكبرى والتغلغل في إريتريا واوجادين بالصومال وجيبوتي حيث لا جدوى من التفاوض مع إثيوبيا.

تكثيف التواصل مع دول حوض نهر النيل لتفكيك دعمها لإثيوبيا.

ولكن يبدو أن القيادة المصرية المتتابعة لم تستبن نصيحة السفير يسري حتى الآن.

انقلاب جيوبولوتيكي!

الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق: "ليس أخطر ما في السد الإثيوبي هو شح المياه وهو بلاشك خطر ولكنه الانقلاب الجيوبوليتيكي والاستراتيجي المترتب علي حلول إرادة أجنبية محل الطبيعة في التحكم في مصدر الحياة الوحيد للمصريين …وإلي الأبد".

القوة

برأي علي فرج فإن تدارك هذا الإنقلاب ممكن جداً ببيان المقدرة علي الإيذاء.. منها إعطاب التوربينات، وتدمير الموزعات الرئيسية للضغط العالي وتلغيم جسم السد مشيرا إلى أن هذا سهل ولا يحتاج لإرسال جيش؛ فقط عملاء، من نوع "داعش في الحبشة".

وتابع فرج: "هذا علي مستوى الداخل.. أما المحيط حول إثيوبيا فيشمل التقارب مع الصومال وإريتيريا.. وعربيا".

ودعا فرج مصر لخلق حالة توجس أزلي مع أثيوبيا وتغذية الخلافات العِرقية وبث الذعر حتى يتم إقامة نظام شفاف تشارك مصر في إدارته .

معالجة الأزمة!

برأي هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية مجلة فإن حوار وزير الري قبل يومين ومواقف وزارة الخارجية، توضح أن القاهرة تعالج الأزمة بهدوء ووعي وثبات، في مقابل التخبط الاثيوبي والارتباك السوداني.

بقلم: محمود القيعي

المصدر: رأي اليوم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 12 مارس 2020 - 15:44 بتوقيت مكة