وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن أنه في ظل الرئاسة البلجيكية للمجلس للشهر الجاري برز بشكل كبير سعي بعض الدول الأعضاء إلى تحويله إلى منصة لحلف الناتو لدعم العدوان التركي وتوجيه تهديدات لسورية تنتهك أحكام الميثاق وتقوض دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين، مشدداً على أن قيام الجيش العربي السوري وحلفائه بكسر شوكة التنظيمات الإرهابية في إدلب ورعاتها سمح لملايين السوريين في حلب باستعادة الشعور بالأمان والفرح لخروج مدينتهم من مدى قذائف الحقد والإرهاب كما سمح بإعادة تشغيل مطار حلب الدولي وتسيير أول رحلة جوية إليه منذ ثماني سنوات مؤكدا أن ما قامت به سورية لمكافحة الإرهاب هو واجب وطني دستوري وتطبيق لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبين الجعفري أن سورية وحرصا منها على أمن وسلامة مواطنيها وبعد اتخاذها جملة مبادرات منها فتح عدد من الممرات الإنسانية وجهت الدعوة لأبنائها ممن غادروا مناطقهم ومنازلهم مؤخرا في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب في شمال غربي سورية إلى العودة لأماكن سكنهم وأكدت التزامها بضمان أمنهم وحمايتهم وتوفير كل مستلزمات الحياة الكريمة لهم.
وجدد الجعفري مطالبة سورية للدول ذات النفوذ على النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التابعة له بإلزامهم السماح للمهجرين بالعودة إلى منازلهم وبعودة مليون سوري هجرتهم أعمال العدوان التركية من مدن منبج وعفرين وتل رفعت وجرابلس وعين العرب وغيرها وضرورة توفير منظمات الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية بشكل فوري لهؤلاء المواطنين بدلاً من الاكتفاء بإصدار بيانات وتقديم إحاطات لا تعكس حقيقة الواقع ولم تساهم إلا في التغطية على ممارسات التنظيمات الإرهابية والدول الراعية لها.
واستغرب الجعفري تنصيب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك نفسه مروجا لأفلام تضليلية تهدف إلى الإساءة لسورية وتنتهك متطلبات ولايته مستغلا في ذلك العزلة التي فرضها البعض على نفسه بإغلاق سفاراته في دمشق والبعد الجغرافي للبعض الآخر عن منطقتنا وعدم معرفته الكافية في بعض الأحيان بالأدوار التدخلية الخارجية التي تلقي بآثارها الكارثية على منطقتنا منذ عقود.
وأشار الجعفري إلى أن لوكوك تجاهل في إحاطته أمام المجلس في التاسع عشر من الشهر الجاري أن العاملين الإنسانيين في منظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية “وسام هزيم وعادل الحلبي” اللذين استشهدا قبل أيام خلال قيامهما بعملهما الإنساني في محافظة درعا هما مواطنان سوريان قتلتهما بدم بارد تنظيمات إرهابية تواصل عرقلة العمل الإنساني وجهود الدولة السورية وشركائها لإيصال المساعدات الإنسانية الى مستحقيها وهذه التنظيمات لا يزال لوكوك يصر على وصفها بأنها “معارضة مسلحة من غير الدول” بينما يروج لها آخرون بأنها تنظيمات “جهادية”.
وأوضح الجعفري أن التعاون بين سورية وشركائها من المنظمات الأجنبية غير الحكومية الـ 38 والجمعيات الأهلية الوطنية الـ 1400 والأمم المتحدة ووكالاتها مكن على مدى سنوات الأزمة من مواصلة توفير المساعدات الإنسانية والدعم الاجتماعي والرعاية الصحية والخدمات الأساسية لملايين السوريين بمن فيهم أولئك الذين يقطنون في أماكن تصنفها الأمم المتحدة على أنها “خارج سيطرة الدولة السورية” وهو الأمر الذي تؤكد عليه الفقرة الـ 22 من تقرير الأمين العام الـ65 حول تنفيذ القرارات المتعلقة بالشأن الإنساني والتي تشير إلى إيصال الدولة السورية والأمم المتحدة معا مساعدات غذائية إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص شهريا في المناطق المسماة بأماكن “سيطرة الدولة” وإلى شمال شرق سورية ما يعني أنه من الممكن تغطية الوصول إلى مناطق شمال شرق البلاد من داخل الحدود وبالتعاون والتنسيق التامين مع الدولة السورية بعيدا عن محاولات الاستعداء وتسييس العمل الإنساني ومن دون الحاجة الى المعابر التي أشار اليها القرار 2504 والتي حولها نظام أردوغان إلى معابر لآلياته وقواته العسكرية المعتدية والداعمة للإرهاب في ظل صمت مطبق من مجلس الأمن.
وأعرب الجعفري عن خيبة أمل سورية لتباطؤ منظمة الصحة العالمية في إدخال شحنة الأدوية العالقة في العراق رغم تلقيها قبل شهر موافقة الدولة السورية على إدخالها عبر معبر البوكمال حيث تم توجيه رسالة إلى المدير الإقليمي للمنظمة لإعلامه استعداد سورية للتعاون مع السلطات العراقية لنقل هذه المساعدات إلى سورية عبر معبر البوكمال أو أي معبر رسمي شرعي بما في ذلك المطارات وميناءا طرطوس واللاذقية لافتا إلى أن سورية أبلغت منظمة الصحة بموافقتها على نقل تلك المساعدات لمرة واحدة عن طريق مطار أربيل في العراق إلى مطار القامشلي على أن يتم توزيعها بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري والجهات الحكومية السورية وبمشاركة الأمم المتحدة وتم إعلام الأمين العام ورئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء في المجلس بذلك.
وبين الجعفري أن سورية وافقت على نقل المساعدات عبر خطوط التماس إلى مناطق الاحتياجات داخل سورية شريطة وصولها إلى المدنيين السوريين المستحقين لها حصرا وضمان عدم وصولها إلى أي مجموعات إرهابية أو تنظيمات سياسية غير شرعية أو ميليشيات عميلة للخارج بحيث يتم توزيعها بإشراف الدولة السورية والهلال الأحمر العربي السوري والشركاء من منظمات الأمم المتحدة المعنية مشيرا إلى إبلاغ المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية عمران رضا رسميا بالموافقة على نقل المساعدات الطبية عبر الطرقات البرية في جميع أنحاء البلاد ولا سيما في ضوء تحرير الطريق الدولي دمشق- حلب وطرق دولية أخرى من المجموعات الإرهابية حيث يمثل تحريرها إنجازا كبيرا يخدم العمل الإنساني وإيصال المساعدات إلى المدنيين المحتاجين في سورية وكل من يقدم صورة أو تفسيرا مغايرا لهذا الواقع إما جاهل بما يجري أو داعم للإرهاب.
ورداً على مندوب النظام التركي قال الجعفري إن سورية تخوض منذ تسع سنوات حرباً على الإرهاب ورعاته الأتراك والقطريين والسعوديين وكلاء الدول الغربية الراعية الأصلية للإرهاب مبينا أن الجميع يعلم ما حدث في العراق وليبيا وإفريقيا من استخدام الإرهاب واستثماره وخاصة في القرن الإفريقي الذي يرعى الإرهاب فيه نظام أردوغان فأينما حل هذا النظام يترك بصمته في دعم الإرهاب .
وأوضح الجعفري أن قوات الاحتلال التركية قطعت مؤخرا المياه عن مدينة الحسكة ومحيطها والتي يقطنها أكثر من 600 ألف مدني معظمهم أطفال ونساء وهذه الجريمة تماثل ما أقدمت عليه التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي ومشيخة قطر في عام 2012 عندما ألقت براميل المازوت في نبع مياه الفيجة الذي يغذي مدينة دمشق التي يقطنها ثمانية ملايين شخص.
وأكد الجعفري أنه لا يحق لمندوب النظام التركي ولا لرئيس نظامه التحدث باسم الشعب السوري فهذا النظام يواصل دعم الإرهاب في سورية واعتداءاته على أراضيها ودمر البنى التحتية فيها وسفك دماء مئات آلاف المدنيين مشدداً على أن السوريين الذين أخرجوا المحتل العثماني بعد 400 عام على احتلاله سورية سيخرجون المحتل التركي وكل محتل من أراضيهم.