المرة الأولى كانت خلال اعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لسعد في الرياض. يومها قدّم بهاء نفسه على أنه الوجه المشرق للعائلة، وحاول فرض نفسه عبر عدة قنوات دولية ومحلية لشغل منصب شقيقه.
كاد الأمر أن يتحقق لولا معارضة أفراد العائلة وعددٍ من أركان تيار المستقبل. واليوم، في ذكرى اغتيال رفيق الحريري والمرحلة الأضعف التي يعيشها سعد بعد استقالته من الحكومة وتشكيل أخرى بدونه، يحاول بهاء التسويق لنفسه في الشارع المستقبلي.
اللافت هنا أن بعض الشبان قدّموا أنفسهم يوم أمس على أنهم «رجال بهاء الحريري وأنصاره» وعمدوا منذ الصباح إلى لصق صور للحريري الأب مذيّلة بعبارة «الشهيد أبو بهاء». ليشتبكوا في فترة ما بعد الظهر مع مناصري سعد الحريري قرب ضريح الحريري في ساحة الشهداء، مطلقين هتافات تبايع «بهاء» وتذمّ سعد الحريري.
وفي السياق نفسه، أصدر بهاء بياناً اعتبر فيه أن ما قام به شبان وشابات الحراك «على مدى الأشهر الأربعة الماضِية هُوَ قمَّة الرقي في إعطاء دروس لِمَن فَقَدَ معنى الصِّدقِ والإخلاصِ والأمانة في تولّي وتعاطي الشأن العام»، غامزاً من قناة شقيقه. وأعرب عن ازدرائه وخيبته كما المواطنين من «الاستهتارِ بشؤونِ الوطن والمواطن والإسفاف في التعاطي»، معلناً «وقوعنا في المحظور وأن ما كان يَحصل بتَدرُّج بعد اغتيال والدي الشهيد، هوَ اغتيال بطيء لكُلّ ما آمَنَ به».
ليختم بنعت أخيه بالفساد من دون تسميته عبر الإشادة «بحناجر المواطنين التي صرخت مطالبة برحيل منظومة الفساد وأسيادها وأعوانها». فيما اللافت أن الإعلامي جيري ماهر، المطبّل لولي العهد السعودي والمسوّق للعدو الإسرائيلي، قدّم نفسه يوم أمس على أنه المستشار الإعلامي لبهاء الدين الحريري، في إطار نفيه ما يتمّ تداوله حول بيان أصدره بهاء وأحاديث تُنسب إليه.
في موازاة المشادة التي حصلت بين أنصار بهاء وسعد، قام بعض من جمهور تيار المستقبل بـ«غزو» خيم المعتصمين في ساحة الشهداء في إعادة لمشهد يوم أول من أمس، حيث اشتبكوا مع شباب الحراك لتتدخل بعدها القوى الأمنية وتفصل بينهما.