وأزهرت الأرضُ بنور فاطمة (عليها السلام)

السبت 15 فبراير 2020 - 10:29 بتوقيت مكة
وأزهرت الأرضُ بنور فاطمة (عليها السلام)

اسلاميات - الكوثر: في مثل هذا اليوم العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس من بعثة النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، أشرقت الأرضُ بنور ربّها بولادة السيّدة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) بضعة الرّسول المصطفى(صلّى الله عليه وآله).

روى الشيخ الصدوق(رضي الله عنه) بسندٍ معتبر عن مفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) كيف كانت ولادة فاطمة(عليها السلام)؟ فقال: نعم، إنّ خديجة لمّا تزوّج بها رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله) هجرتها نسوةُ مكّة، فكنّ لا يدخلنَ عليها ولا يسلّمنَ عليها ولا يتركنَ امرأةً تدخل عليها، فاستوحشت خديجةُ لذلك وكان جزعُها وغمُّها حذراً عليه (صلّى الله عليه وآله)، فلمّا حملت بفاطمة كانت فاطمة(عليها السلام) تحدّثها من بطنها وتصبِّرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله(صلّى الله عليه وآله).
فدخل رسول الله(صلّى الله عليه وآله) يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة، فقال لها: يا خديجة مَنْ تحدّثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنّها أنثى وأنّها الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمّةً ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.
فلم تزل خديجةُ على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجّهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين منّي ما تلي النساء، فأرسلن إليها: أنتِ عصيتِنا ولم تقبلي قولَنا وتزوّجتِ محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئاً.
فاغتمّت خديجةُ (رضي الله عنها) لذلك، فبينما هي كذلك إذ دخلت عليها أربعُ نسوةٍ سمرٍ طوالٍ كأنّهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ لما رأتهنّ، فقالت إحداهنّ: لا تحزني يا خديجة، أرسلنا ربُّك إليك ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أختُ موسى بن عمران، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدةٌ عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمةَ طاهرةً مطهّرة، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النورُ حتّى دخل بيوتات مكّة ولم يبقَ في شرق الأرض ولا غربها موضعٌ إلّا أشرق فيه ذلك النور، ودخلت عشرٌ من الحور العين كلّ واحدةٍ منهنّ معها طست وإبريقٌ من الجنّة وفي الإبريق ماءٌ من الكوثر.
فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشدّ بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلفّتها بواحدةٍ وعصّبتها بالثانية، ثمّ استنطقتها فنطقت فاطمةُ(عليها السلام) بالشهادتين وقالت: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ أبي رسولُ الله وسيّدُ الأنبياء وأنّ بعلي سيّدُ الأوصياء ووُلْدي سادةُ الأسباط.
ثمّ سلّمت عليهنّ وسمّت كلّ واحدةٍ منهنّ باسمها، وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحورُ العين وبشّر أهل السماء بعضُهم بعضاً بولادة فاطمة(عليها السلام)، وحدث في السماء نورٌ زاهرٌ لم ترَهُ الملائكةُ قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرةً مطهّرةً زكيّةً ميمونةً بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحةً مستبشرةً وألقمتها ثديها فدرّ عليها، فكانت فاطمة(عليها السلام) تنمو في اليوم كما ينمو الصبيّ في الشهر، وفي الشهر كما ينمو الصبيّ في السنة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 15 فبراير 2020 - 10:28 بتوقيت مكة