ودعا امام وخطيب جمعة الكوفة المتظاهرين السلميين في ساحات الاعتصام إلى إعلان البراءة من المحتل لتبيان أن المظاهرات عراقية خالصة، فيما شدد على المعنيين بالشأن العراقي الإسراع باختيار رئيس وزراء تنطبق عليه مواصفات “سوح الثوار السلميين” والكف عن “تجاهل الأرواح والدماء والدمار”.
وقال السيد “هادي الدنيناوي” في خطبة اليوم، إن إعلان ساحات التظاهر عملياً وبوضوح البراءة من المحتل أمر ضروري لتبيان أن المظاهرة عراقية خالصة تستهدف إصلاح النظام السياسي الفاسد واستكمال سيادة العراق واسترجاع ارادته وقراره، مبيناً أن هذا سيؤدي إلى إفشال كل مسعىً يحاول أن يربط المظاهرات بأصابع إمريكية تديرها ولا سيما بسبب بعض المشبوهين من الإعلاميين الذين يسبحون بحمد إمريكا وإرهابها.
وأضاف أن الحملة المدفوعة الثمن ضد الحوزة العلمية والمرجعية وسماحة السيد الصدر التي حصلت في الأيام السابقة لا يمكن أن تكون من المتظاهرين الأصلاء الذين خرجوا لأجل الوطن وإنما هي من جهات تسعى إلى تسقيط وطنية التيار الصدري واشعال فتيل الفتنة بينه وبين المتظاهرين السلميين الأصلاء، مشيراً إلى إعلان ساحات التظاهر في التحرير والحبوبي والبصرة وواسط وغيرها البراءة من مثيري الفتن إضافة إلى إعلانها بكل صراحة عن اعتزازها بدور سماحة السيد مقتدى الصدر في دعم التظاهرات وتقديرها لتضحيات التيار الصدري من أجل حماية المظاهرات وتحقيق أهدافها الوطنية المشروعة.
وأوضح إمام الجمعة أن خروج المظاهرات عن سلميتها سيكون بمثابة القضاء عليها فضلاً عن الممارسات التي يرتكبها المندسون من جهة أخرى والتي تعتبر إضراراً بالمصالح العامة للشعب العراقي من قبيل قطع الطرقات وبطريقة حرق شوارع الوطن الذي ننادي به، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب قد كشفت تجربتُه بأنه لا يضر بالسلطة بل الضرر الكثير واقع على الناس ومصالحهم وهذا ما أكدته المرجعية والسيد الصدر.
وتابع الدنيناوي أن الاضراب عن الدوام في المؤسسات التعليمية والدوائر الحكومية ينسجم مع مبدأ السلمية فيما إذا كان الاضراب طوعياً، مستدركاً وأما قيام أشخاصٍ بإكراه المؤسسات التعليمية والدوائر الحكومية على الإضراب مع ما يرافق ذلك من إحتمال ترويع الطلبة وتهديد الموظفين فلا ينسجم أبداً مع سلمية المظاهرات.
واكد خطيب الكوفة أن التظاهرات والاحتجاجات التشرينية قدمت خطوات مهمة بفضل صمود المتظاهرين وتضحياتهم المشهودة ، منوهاً إلى : إنه لم يبق إلا أن يكلف رئيس الجمهورية شخصية مقبولة بعيدة عن شبهة الصفقات خلف الكواليس لتسيير اعمال الحكومة والإشراف على حسم قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية مستقلة والعمل على إجراء انتخابات مبكرة.