وقالت الدكتورة فخري: "أنا لم أتشرف بلقاء الشهيد الحاج قاسم، لكن ما أحب أن أقوله هو أن حضور الشهيد العزيز كان دائماً في مراحل جهادنا المختلفة. كنا دائماً في حزب الله مطمئنين بسبب حضور الحاج الشهيد معنا في ساحات الجهاد."
وأشارت الى أن حضور الشهيد في المعارك التي خاضها المستضعفون في مواجهة المستكبرين في كثير من الساحات، في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان مؤشر على سعة روح هذا المجاهد الأممي، ارتباطه الكبير بالله تعالى، طيب أخلاقه وقدرته على التعامل مع كل فئات الناس، الصغير و الكبير، العربي والأعجمي، والمتدين وغير المتدين. وهذا فيه شيء من أخلاق الأنبياء والأولياء. حتى يمكن القول إن الشهيد العزيز كان مصداقاً للحديث القدسي: "إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد".
وأكدت أن المجاهدين العسكريين يتحدثون عن سعة أفق الشهيد الحاج قاسم، وقدرته على إيجاد السبل وتذليل الصعوبات لتحقيق الأهداف العسكرية، مبينة أنه مع الشهيد الحاج قاسم وأخيه الشهيد الحاج عماد مغنية، نجح المجاهدون المؤمنون في لبنان و فلسطين بتحطيم هيبة العدو الاسرائيلي و جيشه الذي لطالما قيل عنه انه لا يقهر.
واضافت الدكتورة ريما فخري: "مع الشهيد الحاج قاسم نجح المجاهدون من إيرانيين ولبنانيين وسوريين وعراقيين وأفغان و غيرهم، نجحوا في هزيمة العدو التكفيري الذي وضع العالم المستكبر في خدمته مئات مليارات الدولارات وقدرات عسكرية هائلة، بهدف ضرب المقاومة وقدرات المقاومة وإضعاف ساحاتها.
وأضافت: مع الشهيد الحاج قاسم كذلك، نجح محور المقاومة بهزيمة مشروع الولايات المتحدة الأمريكية في محطات مختلفة، وهم الذين خاضوا الحروب بهدف اقامة شرق أوسط يتطابق مع معايرهم و مواصفاتهم.
وبينت أن الشهيد الحاج قاسم كان القائد المبدع في الميدان، والمؤمن الموالي لله و رسوله (ص) وأولى الأمر، ونجح في ساحات الجهاد أيضاً بتحقيق الأهداف وحقن الدماء من خلال فتح أبواب التفاوض مع القوى المؤثرة. وهذه صفة لا نجدها بالعموم عند العسكريين المقاتلين. لكنه رضوان الله عليه كان يتمتع بهذه القدرات. معلوم أنه في سنوات القتال في سوريا، فتح قنوات تواصل مع المعنيين ببعض الملفات في تركيا، وكذلك في روسيا ومع المجموعات الكردية في سوريا، فضلاً عن الاكراد في العراق، وغيرها.
وقالت إن الشهيد الحاج قاسم كان يتواجد حيث يريده الله وحيث تريده القيادة الربانية، المتمثلة اليوم بالامام الخامنئي، لأنه سلّم نفسه لله تعالى، سدد الله خطاه وفتح على يديه فتوحات عظيمة.
وأضافت الدكتورة ريما فخري أنه اليوم، و بعد استشهاد الحاج قاسم، نحن نشعر بأن الانتصارات ستستمر ودمه سيؤسس لمستقبل المستضعفين الموعود، بقيادة صاحب الزمان(عج). وهذه سنّة إلهية عبر عنها الشهيد الشيخ راغب حرب: "دم الشهيد إذا سقط، فبيد الله يسقط. وإذا سقط بيد الله فإنه ينمو". فكيف و هو دم الشهيد الحاج قاسم سليماني. الشهيد الحاج قاسم هو شهيدنا ونحن كلبنانيين افتقدناه تماماً كما افتقدنا قادتنا وكبار مجاهدينا.
وفي معرض ردها على سؤال حول موقف الشهید سلیمانی بالنسبة الى القضیة الفلسطینیة؟، قالت ريما فخري إن الشهيد سليماني هو إبن الإمام الخميني (قده)، والإمام الخامنئي (حفظه الله)، وهما اللذين اعتبرا قضية فلسطين قضية الاسلام و قضية المستضعفين في العالم. وقد عبرت قيادات فلسطينية عديدة عن الدور الذي لعبه الشهيد في دعم القضية الفلسطينية. حتى قيل أن كل ما عندهم اليوم من قدرات، فبفضل ايران، وببركة جهود الحاج قاسم.
وقالت إن الشهید سلیمانی بوصفه قائداً مبدعاً حوّل فلسطين، وغزة بالتحديد، من قطاع محاصر فقير إلى قطاع قوي نجح في الاشهر الماضية بأن يعقد حياة المستوطنين الصهاينة على مساحة فلسطين المحتلة.
حول اعتبار قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة الامام الخامنئي، الشهيد قاسم سلیماني رمزاً دولياً للمقاومة، قالت ريما فخري إن الامام الخامنئي هو قائدنا وعزنا والنعمة العظيمة التي أنعم الله تعالى بها على الأمة في زمن غيبة مولانا الإمام المهدي (عج). وهو العالم بكل ما قام به الشهيد العزيز الحاج قاسم سليماني، مبينة أن قائداً أممياً كالشهيد سليماني، كانت عنده كل هذه المسؤوليات والأدوار وحقق إنجازات عظيمة على مستوى الأمة. من الطبيعي أن يعتبره القائد الأعلى والولي الفقيه رمزاً دولياً للمقاومة.
وفي معرض ردها على سؤوال هل تطرق الاعلام الاسلامي والعربي الی شخصیة الشهید سليماني بعد استشهاده کما یلیق؟ قالت: كل ما قيل وكتب عن الشهيد سليماني يبقى قليلاً. شخصية كالحاج قاسم، سيبقى المجاهدون والمؤمنون والمستضعفون يستلهمون منها لسنوات وعقود في المستقبل.
وحول أهم مسئولیة المسلمین بعد استشهاد الشهید قاسم سلیمانی، صرحت أن أهم مسؤولية تقع على عاتق المسلمين اليوم هي حمل القضايا التي آمن بها الحاج الشهيد والعمل لتحقيق الأهداف، و منها تحرير فلسطين، طرد المحتل الأمريكي من منطقتنا، نصرة المستضعفين في كل مكان، نصرة الإسلام المحمدي العزيز، و قبل كل ذلك حماية الجمهورية الإسلامية في إيران و على رأسها الامام الخامنئي.