وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، أن فترة التحضير التي يتم الحديث عنها جاءت إثر قناعة أمريكية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيرفض تنفيذها، مع آمال بإمكانية قبولها من قبل خليفته على رأس السلطة.
وتقترح "صفقة القرن" إقامة دولة فلسطينية بلا جيش أو سيادة، على مساحة 70% من الضفة الغربية، يمكن أن تكون عاصمتها بلدة "شعفاط" شمال شرقي القدس المحتلة، وفق الصحيفة العبرية نقلاً عن مصادر إسرائيلية لم تسمها.
كما تتضمن الخطة ضم "إسرائيل" ما بين 30 إلى 40% من أراضي المنطقة "ج"، والتي تشكّل 61% من مساحة الضفة، كما أنها تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.
ووفق الصحيفة فإن الخطة تنص على إقامة دولة فلسطينية على مساحة تصل إلى نحو 70% من أراضي الضفة الغربية، من ضمنها 30% من أراضي المنطقة "ج"، مع إمكانية مواصلة "إسرائيل" النشاط الاستيطاني داخل المستوطنات القائمة دون توسيعها.
دولة منزوعة السيادة
وحول شكل الدولة الفلسطينية بحسب خطة السلام الأمريكية، فإنها ستكون دون جيش أو بلا سيطرة على المجال الجوي والمعابر الحدودية، وبلا أية صلاحية لعقد اتفاقيات مع دول أجنبية.
كما تشمل إقامة "نفق" بين غزة والضفة الغربية يكون بمنزلة "ممر آمن" بين المنطقتين، فيما تتخوف "إسرائيل" من إمكانية استخدام هذا المقترح لنقل أسلحة أو مطلوبين.
ووفق التقرير الإسرائيلي، تطالب "صفقة القرن" بإعادة سيطرتها على قطاع غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية المقاومة، وعلى رأسها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
أما بشأن المستوطنات فإن الخطة المقترحة تبقي على 15 مستوطنة معزولة تحت السيادة الإسرائيلية رغم عدم وجود تواصل جغرافي لهذه المستوطنات مع "إسرائيل"، كما تطالب بالوقت ذاته الدولة العبرية بإخلاء 60 موقعاً "غير قانوني" يعيش فيها نحو 3 آلاف مستوطن.
وفيما يتعلق بالقدس، تنص خطة إدارة ترامب على إبقائها تحت "سيادة إسرائيل"، من ضمنها الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة، التي ستدار بشكل مشترك مع الجانب الفلسطيني، فيما سيحصل الفلسطينيون على "كل ما هو خارج حدود جدار الفصل المحيط بالمدينة المقدسة".
وتقترح "صفقة القرن" 50 مليار دولار لتمويل المشروعات في المناطق المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية، فيما قالت الصحيفة العبرية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيكون ضمن آخرين بالخليج تعهدوا أمام إدارة ترامب بتوفير المبلغ المطلوب.
استعدادات إسرائيلية
تأتي هذه التطورات مع استعدادات إسرائيلية لمواجهة تداعيات "الغضب الفلسطيني" المتوقع عقب طرح الخطة رسمياً، والمتوقع الثلاثاء المقبل، في واشنطن بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، الذي يرأس حزب "أزرق -أبيض" أبرز منافسي "الليكود" في الانتخابات المقبلة، مطلع مارس.
وفي هذا الإطار، ألغى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ندوة عسكرية موسعة كان مقرر تنظيمها الاثنين، تحسباً لتصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق قناة "كان" العبرية الرسمية، وذلك للتركيز على "الأمور العملياتية".
والسبت، نقلت القناة عن مسؤولين أمنيين فلسطينيين -لم تسمهم- قولهم إن هناك الآن "أجواء ما قبل الانتفاضة الأولى (1987-1993)"، والقيادة الفلسطينية تدرس قطع العلاقات مع "إسرائيل" ووقف التنسيق الأمني".
أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فقالت إن القيادة المركزية نشرت ست كتائب في الضفة الغربية "لمنع حدوث هجمات إرهابية".
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول بالسلطة الفلسطينية القول إن القيادة الفلسطينية "تواجه ضغوطاً هائلة من الشارع لاتخاذ إجراءات صارمة، خاصة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل".