وفي كلمته خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي عقد الاربعاء حول الشرق الاوسط وقضية فلسطين، قال تخت روانجي، انه ومع مطلع العام 2020 الذي يصادف الذكرى الـ 75 لتاسيس منظمة الامم المتحدة، ينبغي طرح هذا السؤال وهو انه لماذا لم يستطع مجلس الامن الدولي من حل قضية احتلال فلسطين التي مرت عليها عقود من الزمن.
وتساءل ايضا، لماذا لا يبادر مجلس الامن لصون الحقوق الاساسية لملايين الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين المحتلة؟ ولماذا لا يتصدى لكيان احتلالي ارتكب جميع الجرائم الدولية الاربع الرئيسية ليس مرة واحدة.
واضاف أن الرد واضح، فاميركا عبر انتهاكها القواعد والمبادئ الاساسية للقوانين الدولية وتجاهل جميع معايير السلوك الدولية وكافة المبادئ الانسانية والاخلاقية ومن خلال استغلال مكانتها كعضو دائم في مجلس الامن الدولي، تقوم بدعم كيان "اسرائيل" بصورة كاملة ومنظمة وبلا قيد او شرط.
واوضح تخت روانجي بان اميركا وفي سياق دعمها لـ"اسرائيل" استخدمت حق النقض "الفيتو" 44 مرة ، مما جعل هذا الكيان اكثر وقاحة في ارتكاب المزيد من الجرائم والعنف وفي حصانة كاملة.
واعتبر هذه الامور جانبا واحدا فقط من اجراءات اميركا المزعزعة للاستقرار في المنطقة وقال، ان هذه الدولة (اميركا) واتباعا لعدائها الذاتي للدول الاسلامية خاصة في الشرق الاوسط، مازالت تواصل مغامراتها العسكرية في منطقتنا واخر مثال على ذلك هو عملية الاغتيال الغادرة للشهيد قاسم سليماني ورفاقه في مطار بغداد الدولي.
وتابع مندوب ايران، ان عملية الاغتيال الجبانة هذه تعد مثالا بارزا لارهاب الدولة وانتهاكا سافرا للمبادئ الاساسية للقوانين الدولية وتحمّل اميركا مسؤولية دولية.
واكد تخت روانجي، اننا نرفض بحزم كل مزاعم اميركا المزيفة لتبرير جريمتها الشنيعة ومنها الادعاء الكاذب بان سليماني كان يخطط لاستهداف مصالح اميركا في المنطقة.
واضاف، ان اميركا هي نفسها تعلم جيدا الدور الحاسم لسليماني في مكافحة داعش في العراق وسوريا فضلا عن انه كان سياسيا مؤثرا جدا ويحظى بالاحترام في المنطقة.
واعتبر مندوب ايران الدائم في الامم المتحدة عملية الاغتيال الغادرة هذه الاستفزازية جدا "مؤامرة مخطط لها سلفا بهدف تصعيد حدة التوتر في منطقتنا" واضاف، ان عملية الاغتيال هذه كشفت تماما زيف مزاعم اميركا بمكافحتها للارهاب واثبتت في الواقع انها تحارب من يكافح الارهابيين وليس الارهابيين.
*هدية اميركا الكبرى لداعش
وتابع تخت روانجي، انه لهذا السبب فان اغتيال القائد سليماني يعد هدية كبرى من اميركا لتنظيم داعش وسائر التنظيمات الارهابية بالمنطقة.
واضاف، ان التظاهرات العظيمة في المنطقة احياء لدور الشهيد سليماني في مكافحة الارهاب وادانة عملية اغتياله وكذلك مشاركة الملايين في مراسم تشييعه والتي اعتبرت ثاني اكبر مراسم تشييع في تاريخ شعبنا والمنطقة كلها ، اثبتت مدى شعبيته في بلادنا ومنطقتنا.
*خروج اميركا من المنطقة
واكد مندوب ايران الدائم في المنظمة الدولية بان احد تداعيات عملية الاغتيال الجبانة هذه هو ان المنطقة ليست اكثر امنا واستقرارا من الماضي وبالمحصلة فان السبيل الاكثر تاثيرا لضمان الامن والسلام بالمنطقة هو خروج القوات الاميركية منها والتي كان تواجدها مصدر عدم استقرار في منطقتنا على الدوام.
واضاف تخت روانجي، ان مجلس الامن وبغية الحيلولة دون انخفاض شرعيته ومصداقيته بسبب حالة الانفعال امام حالات واضحة لانتهاك القوانين الدولية كالتزام الصمت ازاء اغتيال الشهيد سليماني، ينبغي عليه اصلاح اخطائه السابقة حول الشرق الاوسط ومنع اجراءات اميركا و"اسرائيل" غير القانونية في المنطقة كلها.
واكد بانه على مجلس الامن ان يكون يقظا تجاه الطبيعة المخادعة لكيان "اسرائيل" وان لا يسمح له عبر التظاهر بالمظلومية حرف الراي العام عن سياساته القمعية في المنطقة.
وتابع السفير الايراني، ان هذا الامر هو بالضبط ما قام به مندوب هذا الكيان يوم امس، فبدلا من ان يوضح لماذا يواصل انتهاكه للقوانين الدولية وكذلك ممارساته اللاانسانية في الاراضي المحتلة، وجّه من خلال بعض المعلومات المزيفة اتهامات لبلادي وانني ارفضها تماما ولا اراها تستحق الرد.
وقال تخت روانجي في ختام كلمته، بالطبع لم يكن من قبيل الصدفة انه وفي حركة منسقة ، التزم مندوب اميركا الصمت تماما ازاء موضوع الاجتماع اي القضية الفلسطينية وبدلا عن ذلك بادر الى تبرير ممارسات "اسرائيل" اللاقانونية وبالتنسيق مع ذلك الكيان طرح امورا مزيفة حول بلادي ارفضها تماما.