وتزامنا مع استمرار الجيش السوري بدعم من الحلفاء والقوات الجو-فضائية الروسية بضرب مواقع الإرهابيين في إدلب وتحرير عشرات البلدات من سيطرة الإرهابيين، إضافة إلى التوتر والتصعيد الذي شغل المنطقة بعد اغتيال الولايات المتحدة الفريق الشهيد قاسم سليماني مع أبو مهدي المهندس القائد في الحشد الشعبي العراقي في مطار بغداد، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة خاطفة إلى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وتجول في شوارعها وزار المسجد الاموي والكنيسة المريمية.
وأكد الرئيس الروسي لنظيره السوري خلال لقاء جمعهما في مقر قيادة القوات الروسية في دمشق أنه تم قطعُ شوطٍ كبير في إعادة بناء الدولة السورية ووحدة أراضيها، مشيراً إلى علامات استعادة الحياة السلمية في شوارعها، فيما رأى الأسد في الزيارة فرصة لشكر موسكو على دورها في مكافحة الإرهاب وإحلال السلام.
إذا ما هي دلالاتُ الزيارة ورسائلُها السياسية والعسكرية في ظل حالة التوتر التي تعيشه المنطقة ؟
يقول عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود حول دلالات زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد:
"إن زيارة الرئيس بوتين إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد ويتبادلان وجهات النظر والحوار في أهم القضايا في المنطقة ويتجولان في العاصمة دمشق، هذا يوقع على أن سوريا في منعطف جديد لجهة استعادة الدولة لكفاءتها ودورها على مستوى المنطقة، وأن يزور معابد دينية ويتجول فيها، هذا يعني أن الدولة قد رجعت وأن المجتمع قد استقر، أما الدلالة الأخرى لهذه الزيارة، فأعتقد ما يحصل على مستوى المنطقة وخاصة لجهة التصعيد والانعطافة الكبرى التي حصلت بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني ورفاقه، فأعتقد بأن الرئيس بوتين يدرك جيدا أين توضع المنطقة وما هو الغلط الاستراتيجي الكبير الذي وقع به الأمريكي، وعندما يتحرك الإيراني ويقول إنني سأرد يدرك الرئيس بوتين معنى هذا الكلام جيدا، خاصة وأن هناك علاقات تشبيك إيجابية بين روسيا وإيران في أكثر من عنوان على مستوى المنطقة، لهذا أتصور بأن زيارة الرئيس بوتين صبت في هذا الاتجاه، وربما فتح هذا الملف بين الرئيسين بوتين والأسد".
فيما قال الصحفي والمحلل السياسي أندريه أونتيكوف الرسالة التي يمكن أن نقرأها من زيارة الرئيس بوتين إلى دمشق:
"إن الرسالة هي أن بسيطة ولكنها قوية جدا، وهي أن روسيا مع الشعب السوري ومع السلطات السورية الشرعية وتدعمها في مكافحة الإرهاب، لذلك كان هناك تركيز في المحادثات على شمال وشرق سوريا ولا سيما في إدلب، ولا من الإشارة إلى أنه كان يرافق الرئيس بوتين في هذه الزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وهذه نقطة مهمة جدا، وزيارة دمشق قبل زيارة الرئيس بوتين إلى اسطنبول فلذلك الحديث تناول إدلب بالتفصيل، لأنه كان هناك تقدم ناجح للجيش السوري باتجاه معرة النعمان الواقعة على الطريق الدولي حلب دمشق، ووفقا لاتفاقية سوتشي كان من المتوقع أنه سيتم تحرير هذا الطريق، لذلك على تركيا القيام بدورها في تطبيق بنود سوتشي وتحرير طريق دمشق حلب وطريق اللاذقية حلب، لكن تركيا فشلت في هذا السياق".