كما غرد صباح اليوم ايضا قائلا باننا انفقنا للتو تريليوني دولار على معدات عسكرية، في خطوة لترهيب ايران عسى ولعل ان تتراجع عن انتقامها.
هذه التغريدات تكشف بوضوح عن القلق الشديد الذي يعتري ترامب وتخبطه بشان كيفية ومكان الرد الايراني الذي توعدت به ردا على اغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني . اسقاط طائرة التجسس المسيرة الامريكية غلوبال هاوك درة الصناعة العسكرية الامريكية هي احدى التجارب الامريكية المريرة والمباغتات التي اختبرتها امام ايران . مواقف ايران ايضا تؤيد بانها حاليا تحاول وضع ترامب في حالة من التخبط حتى لا يعيش ولو لحظة واحدة دون كابوس الهجوم الايراني والعمليات التي ستنطلق بكلمة سر "قاسم سليماني" .
ارسال الوفود الدبلوماسية الى ايران والاتصالات المتتالية التي يجريها المسؤولين الاجانب خلال هذه الايام مع مسؤولي بلادنا تشير الى تفعيل سيناريو "الوساطة" من قبل الامريكيين للخروج من المستنقع الذي غاصوا فيه بسبب جهلهم وعدم اخذهم بنظر الاعتبار لتداعيات اغتيال الفريق سليماني ومرافقيه . يقال انه وخلال هذه اللقاءات والاتصالات تم تقديم مقترحات مثل الغاء جوانب من الحظر الامريكي المفروض في مقابل تراجع ايران عن الرد ، وبالطبع فان رد المسؤولين الايرانيين نيابة عن الشعب الايراني كان الاصرار على الانتقام والرد بالمثل .
الامر الذي يزيد من ارتباك امريكا وتخطب ترامب هو انه كيف ستنتقم ايران واين في مقابل هذه الجريمة وما هو البلاء الذي سيحل كالصاعقة على راس ترامب .
من وجهة نظر الايرانيين فان عظمة شخصية الفريق الشهيد تقتضي انتقاما لا يكون في حسبان الاميركيين .
ترامب من خلال انسحابه من الاتفاق النووي زعزع امن المنطقة ومضيق هرمز ، وبخطوته الخرقاء الاخيرة وضع نفسه امام العالم وبالطبع زعزع امن امريكا بشكل كامل . طبعا على ترامب ان يتحمل مسؤولية عواقب قراراته المفاجئة كما فعل وافتخر بان اغتيال الفريق سليماني تم بامر منه .
ما ينبغي قوله في مقابل تهديدات ترامب الاخيرة هو انه كان قد تم الاعلان مسبقا عن ان جميع قواعد امريكا بالمنطقة هي في مرمى الصواريخ الايرانية ، فضلا عن ما قيل سابقا كرارا وتكرارا بشان وجود صواريخ دقيقة على الحدود الاراضي الفلسطينية المحتلة . ولكن بمنأى عن هذه الموارد والتي يبدو انها جزء من السياسات والاستراتيجيات الايرانية المعلنة في مواجهة امريكا ، قد تكون هناك مفاجئة كبرى في الطريق .