ويمثل سرطان الخلايا الكبدية 85% من سرطانات الكبد، كما أن عدم وجود علاجات فعّالة لمرض سرطان الخلايا الكبدية جعل من سرطان الكبد السبب الرئيسي الثاني لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم.
وتعد الأدوية الحالية، مثل سورافينيب، ريجورافينيب المستخدمة لعلاج سرطان الخلايا الكبدية مؤقتة، وعادة ما تستخدم فقط لعلاج المرضى الذين يعانون من مراحل متقدمة من سرطان الخلايا الكبدية، ولذا فإن هناك حاجة للتقدم في الاكتشافات المعالجة لهذا المرض.
لذلك طوّر فريق البحث منصة لفحص الأدوية التي تستهدف الجينات السرطانية والتي استعانت بمكتبات الجزيئات التركيبية والمركبات الطبيعية، لتحديد المركبات المرشحة والمحتمل أن تصبح عقاقيرًا ضد جين ”SALL4″، وهو جين سرطاني مرتبط بسرطان الخلايا الكبدية، وقد تم التوصل لأربع مركبات هي المحتمل أن تلبي الاحتياجات الطبية لعقاقير أكثر فعالية لسرطان الخلايا الكبدية.
وهذه المركبات الطبيعية يمكن أن تحد من نمو خلايا سرطان الخلايا الكبدية المرتبط بـ SALL4، وأسفر البحث في هذه المركبات عن أنها مثبطات للفسفرة التأكسدية، وهو مسار استقلابي يعزز نمو الخلايا السرطانية ذات الوجود المرتفع لـ SALL4.
وأظهر الفريق كذلك أن المركب الطبيعي الأكثر فعالية الذي تحديده، وهو أوليجوميسين، كان له فعالية أعلى من سورافينيب كدواء في الدراسات قبل السريرية، وأظهر القليل من السُمّية في الجرعات الفعّالة منه، ويتم إنتاج أوليجوميسين بواسطة البكتيريا العقدية، وعندما يقترن بالسورافينيب، يمكن للأوليجوميسين تقليل نمو أورام سرطان الخلايا الكبدية في الجسم الحي.
كما يمكن أيضًا استخدام أوليجوميسين لقمع أنواع السرطانات الأخرى المرتبطة بجين SALL4 مثل سرطان الرئة.
وتشير النتائج أيضًا إلى أن SALL4 بمثابة علامة بيولوجية محتملة للأطباء لتحديد مرضى السرطان الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاجات التي تحتوي على مثبطات الفسفرة التأكسدية، والتي تعطل عملية الأيض لأنواع معينة من الأورام.
للمضي قدمًا، يخطط الفريق لمواصلة تطوير مثبطات الفسفرة التأكسدية المكتشفة للاختبار السريري لمرضى السرطان، على أمل تقديم خيار علاج أكثر فعالية للمرضى المصابين بسرطانات مرتبطة بـ SALL4، كما يهدف الفريق أيضًا إلى توسيع منصته المبتكرة لفحص الأدوية لاكتشاف الأدوية التي تستهدف جينات السرطان الأخرى في أنواع السرطان المختلفة.