ما لا تعرفه عن آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي‏

السبت 28 ديسمبر 2019 - 09:40 بتوقيت مكة

شخصيات خالدة_الكوثر: يعد آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي من الفقهاء الكبار ومن المدرسين الذي قضى ما يقارب اكثر من نصف قرن من عمره الشريف في الحوزات العلمية في النجف وقم ومشهد مدرساً الفقه والأصول.

بدأ الأستاذ الموسوي الخلخالي التدريس في السطوح العالية في النجف الأشرف، ثم هاجر إلى طهران والذي استمر التدريس في السطوح العالية والبحث الخارج هناك سنوات كثيرة، إلى أن استقر في السنوات الأخيرة من حياته الشريفة في مدينة مشهد المقدسة مشتغلاً بالتدريس لثماني سنوات.

ولادته

وُلد آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي ابن آية الله السيد فاضل الخلخالي رحمه الله (توفي1346 هـ ق في تبريز) في الخامس عشر من شعبان سنة 1344هـ ق في بيت العلم الفقاهة بمدينة رشت، ثم هاجر في الرابعة من عمره إلى النجف الأشرف مع والدته وأخته وبدعوة من عمه آية الله السيد محمد الموسوي الخلخالي رحمه الله سنة 1348هـ ق.

قضى مرحلة الطفولة. ذهب إلى المدرسة الابتدائية هناك ومنذ سن السادسة عشر بدأ دروسه الحوزوية هناك.

يقول آية الله الخلخالي: قررتُ في حوالي السادسة عشر أن أصبح طالب علوم دينية في النجف، قدّم لي عمّي آية الله السيد محمد الخلخالي؛ وهو من كبار علماء النجف، إرشادات.

فقال: "أن تكون طالب علوم دينية له مصاعب ومشقات. فيه تجريح. صعوبة في شؤون المعيشة وأمثال ذلك. إذا استطعت أن تتحملها فأصبح طالب علوم دينية وإلّا فلا. وأنا أجبتُ بأنني مستعد وبدأتُ تلك المرحلة".

أساتذته

في المقدمات: الشيخ شمس القفقازي والشيخ مرتضى الطالقاني و..

في السطوح العليا: آية الله الشيخ مجتبى اللنكراني (من تلامذة المرحوم النائيني والآغا ضياء العراقي) حيث درس عنده الرسائل (فرائد الأصول) وقسماً من الكفاية للشيخ الأنصاري، وآية الله الميرزا حسن اليزدي ( من تلامذة الآغا ضياء العراقي) القسم الآخر من الكفاية مع مقدار من كتاب المكاسب، (مع صديقه الفاضل آیت الله الشهید شیخ مرتضی البروجردي)

البحث الخارج: يقول سماحته: في عام 1367 هجري قمري جئتُ إلى طهران بسبب عارض صحي، وبعد المعالجة في طهران ذهبتُ إلى قم المقدسة لمدة عام دراسي، وفي تلك المدينة المقدسة شاركت في دروس أساتذة مثل الشيخ محمد علي كرماني في المكاسب، والشيخ عبد الجواد الأصفهاني في الرسائل.

 

بعد ذلك عدتُ إلى النجف الأشرف وفي عام 1370هجري قمري حضرت درس أستاذ الفقهاء آية الله العظمى الحاج السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)، وذلك برفقة الأخ العزيز الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي، وتابعت حتى عام 1384هجري قمري لمدة 14 عام، وخلال هذه الفترة حضرت في دورتين من درس الخارج في الأصول والخارج في الفقه من كتاب المكاسب، وقسم من شرح كتاب العروة الوثقى وجميع مواضيع تفسير القرآن الكريم التي كان يبحث فيها، وقمت بطباعة قسم من تقريراته في شرح العروة الوثقى باسم (دروس في فقه الشيعة).

المشاركة في درس تفسير آية الله الخوئي “ره”

بلغ آية الله الخلخالي ذروة مهارته وتبحره في علم الفقه والأصول عند آية الله الخوئي و حاز على درجة الاجتهاد. لم يكتفِ آية الله الخلخالي في النجف الأشرف بدراسة الفقه والأصول، بل عكف على دراسة علم تفسير القرآن أيضاً.

كتب في سيرة حياته حيث يقول: شاركت في جميع المباحث التفسيرية لآية الله العظمى الخوئي وَ دوّنتها. كما صرّح آية الله الخوئي في تقريظ كتبه على تقريراته، بمشاركة آية الله الخلخالي في درس التفسير الخاص به. أصبحت المشاركة في درس تفسير آية الله الخوئي أرضيةً ليقوم آية الله الخلخالي بنفسه بالدراسة و البحث أكثر في هذا المجال، و ألّف كتاباً باسم: “تحریف ناپذیری قرآن” (القرآن لا يقبل التحريف) و يبدو أنه لم يُطبع.

التدريس في النجف

ضمن دراسته الحوزوية في النجف الأشرف، بدأ الأستاذ الخلخالي منذ تلك البدايات التدريس أيضاً. فقد تعلّم دروس الحوزة بمنتهى الجدّية، وبعد أن كان يصل إلى الدروس العليا، كان يقوم بتدريس الدروس الأدنى، وبهذه الطريقة قام بتدريس الأدب العربي واللمعة وغيرها. ومن ثم أثناء مشاركته في درس الخارج لدى آية الله الخوئي لسنوات طويلة قام بتدريس المستويات العالية: المكاسب والرسائل والكفاية وقد استفاد فضلاء كثيرون من محضره العلمي.

‌‌الزواج والأبناء

تزوج آية الله الخلخالي في عام 1365 هجري قمري الموافق 1946ميلادي وكان عمره حوالي واحد وعشرين عاماً من ابنة خالته المخدّرة نقشينة. وهي ابنة السيد نقشينه من تجار النجف ومحامي في الشؤون المالية للمرحوم آية الله سيد أبو الحسن الأصفهاني.

أنجبت لآية الله خلخالي 6 أبناء وهم 5 أبناء وبنت واحدة.

أبناءه: السيد عباس، السيد محمد، السيد محمد سعيد، السيد محمد زكي، السيد محمد حسين. وصهره المرحوم عرفاني

عناية آية الله الخوئي الخاصة به

 

بلغ آية الله الخلخالي درجة الاجتهاد بعد 14 عام من المشاركة الجادة والمستمرة في دروس الخارج في الفقه والأصول لآية الله الخوئي. كما كان عضواً في لجنة استفتاء آية الله الخوئي. عندما أراد أن يترك النجف متوجهاً نحو طهران؛ ودّعه آية الله الخوئي وعيناه مغرورقتان بالدموع وأحبّ أن يبقى في النجف، وأن يكون ذخراً لحوزة النجف العلمية، و واحداً من الأساتذة البارزين أو مرجع تقليد للشيعة، كما أنّه أعرب في التقريظات التي كتبها على تقريرات درسه عن أمله في أن يصبح آية الله الخلخالي مرجعاً للأحكام والفتوى.

وبعد أن أصبحت إقامة آية الله الخلخالي قطعيّاً في طهران، وثبت لآية الله الخوئي عدم عودته إلى النجف، أظهر حزنه وألمه من هذا القرار بشكل صريح وعلني ضمن رسالة. كما أوضح آية الله الخلخالي في سيرة حياته التي كتبها بنفسه عن هذا الأمر بصراحة.

لقد أحبّ ذلك المرجع رفيع الشأن أن يقوم مجتهدون كبار مثل آية الله الخلخالي بدرسه وبحثه، بتقوية حوزة النجف من الناحية العلمية، ويكون ذخيرة بصفته واحد من مراجع التقليد من أجل مستقبل الشيعة.

القرابة العائلية مع آية الله الخوئي

يقول آية الله الخلخالي: "كان لديّ صلة قربى مع آية الله الخوئي غير أنّي تلميذٌ له، فقد كانت تربطني به قرابة عائلية لأنّ ابنه الأكبر السيد جمال الدين الخوئي كان عديلي، لذلك كان آية الله الخوئي يزورني في بعض الأحيان على الغداء أو العشاء".

الشخصية العلمية لآية الله خلخالي من منظور آية الله الخوئي

إنّ أربعة عشر عام من تتلمذ آية الله الخلخالي على يد سيدنا الأستاذ وملازمته في دروس الخارج في الفقه والأصول، والمشاركة في جلسات تفسير آية الله الخوئي، الأبحاث والحوارات العلمية والسؤال والجواب وطرح الإشكالات العلمية، عضويته في لجنة استفتاء آية الله الخوئي، كتابة تقريرات درسه في الخارج في الفقه، والخارج في الأصول والتفسير ومشاهدة قسم منها من قبل الأستاذ، كان كافياً ليدرك آية الله الخوئي الموهبة والنباهة والذكاء العلمي لآية الله الخلخالي، وكذلك اجتهاده وفقاهته، واعتبره واحداً من الكنوز العلمية لحوزة النجف الأشرف، وأملاً للمرجعية، وقد عمل على تقديره وتكريمه؛ لذلك بعد أن قام آية الله الخلخالي بكتابة قسم من تقريرات درس آية الله الخوئي، عرضها عليه قبل طباعتها، فقام بتقريظها بميل ورغبة منه، وصرّح بكماله العلمي والمعنوي.

من معاصريه

وفقاً لسيرته المكتوبة بخط يده:

آيات الله العظام: السيد محمد باقر الصدر، الشيخ حسين وحيد الخراساني، والسيد علي السيستاني، والميرزا ​​علي آقا الفلسفي، والشيخ إسحاق الفياض، والشيخ محمد التقي الجواهري، والسيد علي الشاهرودي، والأعلام الآخرىن الذين يحضرون مجلس درس آية الله الخوئي.وكذلك الحاج سيد تقي طباطبائي القمي والشهيد الشيخ مرتضى البروجردي والميرزا ​​علي آغا الغروي والشيخ نصرالله شاه آبادي، الحاج الشيخ مصطفى أشرفي الشاهرودي ، السيد حسن المرتضوي الشاهرودي .

كما حضر آية الله الخلخالي في النجف الأشرف درس فلسفة آية الله الشيخ صدرا باد كوبه اي ليتعرف على النظريات الفلسفية المختلفة.

الإقامة في طهران

بعد أن أنهى آية الله الخلخالي دراسته الحوزوية في النجف، عاد إلى طهران في عام 1385هجري قمري وأقام في تلك المدينة. استمرت إقامته حتى عام 1427 هجري قمري. في عام 1409 هجري قمري رجع إلى مشهد بقصد الإقامة فيها، وقام بتدريس الكفاية لمدة عامين، وكان ينوي تدريس الخارج، لكن بسبب عدم موافقة زوجته على الإقامة الدائمة في مشهد عاد ثانية إلى طهران.

يقول آية الله الخلخالي في هذا الشأن: في الفترة التي أقمت فيها في طهران، قام آية الله الخوئي بدعوتي للإقامة في حوزة النجف العلمية. كما دعى الإمام الخميني(ره) للإقامة في حوزة النجف العلمية، ولكنّ مرور الزمن اقتضى أن أبقى في طهران.

يبدو أنّ زوجته كانت ترغب بالإقامة الدائمة في طهران، لذلك لم تتوفر له الأرضية اللازمة للإقامة في مشهد أو النجف الأشرف.

كذلك بالرغم من رغبة آية الله الخلخالي الإقامة في واحدة من المدن الحوزوية الهامة مثل النجف وقم ومشهد، إلا أنه لم يستطع خلال حياة زوجته الهجرة إلى تلك المدن. وبعد وفاة زوجته في عام 1427 هجري قمري، أراد الإقامة الدائمة في مشهد وهو يقيم في هذه المدينة إلى الآن.

الأنشطة الثقافية في طهران

إقامة صلاة الجماعة في مسجد الصدرية

بعد أن أقام آية الله الخلخالي في طهران، تمت دعوته لتولي صلاة الجماعة في مسجد “صدرية” الواقع في ساحة خراسان، شارع رسام، وقبِل الدعوة وبقي إمام جماعة مسجد صدرية منذ ذلك التاريخ لعدة سنوات قبل أن يقيم في مشهد. حتى أثناء إقامته في مشهد لم يترك ذلك المسجد بشكل نهائي، بل كان يزوره من وقت لآخر.

كان مسجد صدرية من المساجد الهامة والمعروفة في طهران. بعد أن أصبح آية الله الخلخالي إمام جماعة في ذلك المسجد، أصبحت شهرة المسجد واعتباره وأنشطته الثقافية تزداد يوماً بعد يوم، إلى أن تحول إلى واحد من أشهر و أهم المساجد الناشطة ثقافياً في طهران. كانت جموع كثيرة تأتي إلى المسجد لإقامة صلاة الجماعة والإقتداء به. كما توسّع المسجد في زمن آية الله الخلخالي.

 

إقامة احتفالات مهيبة في ليلة النصف من شعبان

وفق نقل البعض فقد كان آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي من مؤسسي موكب قائمية في طهران، وهو من المواكب الدينية الفعّالة التي كانت تعمل تحت إشراف آية الله الخلخالي. صدرت كتب وجزوات مختلفة من قبل هيئة قائمية طهران وبإشراف مباشر من آية الله الخلخالي. احتفال ليلة النصف من شعبان في مسجد صدرية، لم يكن له مثيلاً بين مساجد طهران أو على الأقل قلّ نظيره. وأصبحت سمعته بين جميع أهالي طهران.

تأسيس مكتبة بقية الله(عج)

من بين الأعمال الثقافية الهامة التي قام بها آية الله الموسوي الخلخالي أثناء إقامته في طهران، تأسيس مكتبة بقية الله. تأسست هذه المكتبة داخل مسجد صدرية. وبجهود منه تم توفير 50 ألف كتب للمكتبة.

تأسيس الحوزة العلمية

من بين الأنشطة الثقافية لآية الله الخلخالي تأسيس حوزة علمية في طهران، حيث يشارك فيها الطلاب والفضلاء لدراسة العلوم الدينية.

التدريس في طهران

بعد أن أقام الأستاذ الخلخالي في طهران قام بتدريس المستويات العالية لسنوات طويلة، ومن ثم بدأ درس الخارج في الفقه والأصول واستمر بتدريسه حتى عام 1427هحري قمري.

نظراً لتوصية آية الله الخوئي، فقد جعل آية الله الخلخالي في طهران مباحث الإجارة والخمس محور بحث تدريسه في خارج الفقه، وطرح مباحث قيّمة. كما أنه كتب هذه المواضيع ونشرها. كما طُبع كتابه في الإيجار الذي يحتوي على أكثر من 1000 صفحة تحت عنوان “فقه الشيعة”. كما طُبع بحثه في الخمس في الأعوام الماضية وأصبح كتاب العام في الحوزة. وبهذه المناسبة تم تكريمه في الدورة العشرين لمؤتمر كتاب الحوزة.

سنوات إقامته في طهران كانت فرصة ليطالع ويبحث أكثر في الفقه. وأن يقوم بتنظيم تقريرات درس الخارج في الفقه لآية الله الخوئي وقام بطباعته.

سمعت من أستاذي الكبير آية الله الحاج شيخ مصطفى أشرفي الشاهرودي “دامت بركاته” أنّ آية الله الخلخالي أثناء إقامته في طهران عمل جيداً في الفقه وهو أنه طبع التقريرات الفقهية لدرس آية الله الخوئي.

سألت حجة الإسلام السيد كمال الدين موسوي من فضلاء مشهد ومن تلاميذ آية الله الخلخالي: لماذا هو فقط درّس خارج الأصول في مشهد، ولم يدرّس الخارج في الفقه؟

 

فقال: سألت هذا السؤال من آية الله الخلخالي، فقال: عملت في طهران كثيراً في الفقه وقمت بتدريسه. لذلك أريد أن أدرّس الأصول في مشهد.

الإقامة في مشهد

جاء آية الله الخلخالي إلى مشهد في عام 1409هجري قمري، فطلب منه بعض الطلاب والفضلاء أن يقوم بتدريس كفاية الأصول. فوافق وبدأ بدرس الكفاية، كان يشارك في هذا الدرس حوالي 30 إلى 40 طلبة. استغرق ذلك عامين ومن ثم عاد إلى طهران.

يقول الأستاذ مهدوي دامغاني: كان آية الله الخلخالي في البداية يدرّس الكفاية، وبعد فترة قصيرة قال: طلب بعض الأصدقاء أن يدرّس الجزء الثاني من الكفاية، لذلك ومنذ ذلك الحين أصبحت كل يوم بعد تدريس الجزء الأول من الكفاية، يدرّس الجزء الثاني من الكفاية. استمر تدريسه للكفاية عامان.  يبدو أنه أراد البدء بتدريس الخارج، ولكن في 29شوال 1409هجري قمري تعطلت الدروس و ذهب إلى طهران. يبدو أن زوجته لم تكن مستعدة للإقامة في مشهد، لذلك ترك مشهد.

في عام 1427 هجري قمري بعد رحلة آية الله الميرزا علي فلسفي عاد ثانية إلى مشهد وأقام بشكل دائم واستمرت إقامته إلى الآن.

سبب مجيء سماحته من طهران إلى حوزة مشهد العلمية:

وفاة زوجته جعله يشعر بالوحدة والغربة، إضافة إلى ذلك فإن بعض أبنائه اختاروا العيش والسكن خارج البلاد فازداد شعوره بالغربة والوحدة في طهران، وهذا ما جعله يفقد الرغبة في الإقامة أكثر في طهران.

السبب الآخر أيضاً وفاة رفيقه وصديقه وزميله في الدرس آية الله الميرزا علي فلسفي في عام 1427هجري قمري في مشهد، والذي كان مشهوراً بين طلاب و فضلاء مشهد كأشهر وأفضل مدرّس لدرس الخارج في حوزة مشهد العلمية. مع فقدانه تعرّف بعض فضلاء حوزة خراسان العلمية على المراتب العلمية لآية الله الخلخالي وفقاهته، وكانوا يعرفون تقريراته عن درس آية الله الخوئي وعنايته الخاصة بآية الله الخلخالي، فقاموا بدعوته للمجىء إلى مشهد والإقامة فيها وتدريس الخارج.

يقول الأستاذ الحاج الشيخ مرتضى اسكندري: ‌سمعت من آية الله الخلخالي أنه قال: طلب مني آية الله الخوئي أن أذهب إلى مشهد وأقيم فيها، و أن أجعل منها محلاً و مركزاً لتدريسي؛ لذلك أحد أسباب مجيئه إلى مشهد هو طلب ودعوة آية الله الخوئي.

السفر الثاني إلى مشهد

أقام آية الله الخلخالي في شهر شوال 1427 في مشهد، وبدأ درسه الخارج بتاريخ 13 شوال من ذلك العام في عمر 81 عاماً في مدرسة آية الله الخوئي العلمية.

 

فقد درّس آية الله الخلخالي الخارج في الأصول في مشهد 11 عام حيث استمر من عام 1427هجري قمري إلى عام 1438هجري قمري.

يقول حجة الإسلام سيد كمال الدين الموسوي : “بدأ درس خارج الأصول وفق ترتيب كتاب كفاية الأصول من أول مواضيع الأصول واستمر حتى الاستصحاب”. للأسف قبل عامين يعني عام 1438 هجري قمري أوقف تدريسه بسبب مرض القلب وذهب إلى طهران للعلاج.

كمية ونوعية درس آية الله الخلخالي

كان جمع كثير من طلاب وفضلاء حوزة مشهد يشاركون في درسه الخارج في الأصول بحماس ورغبة.

من بين هؤلاء التلاميذ حجة الاسلام السيد كمال الدين الموسوي. حيث يقول: شاركت في درسه الخارج في الأصول منذ البداية حتى النهاية لمدة 11 عام. وكنت من المستشكلين في درسه. عادة كان الأستاذ الخلخالي بعد نهاية درسه يجلس حوالي نصف ساعة، ويبدأ الطلاب بالسؤال والجواب، أو يطرحون إشكالاتهم و يجيب الأستاذ عليها.

كنت عادة بعد الدرس أذهب إليه وأطرح عليه أسئلتي أو إشكالاتي، وكان يجيب ويبدي رأيه. كنت أطالع الآراء الأصولية للآيات الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني في نهاية الدراية، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد روحاني أيضاً، وكنت أطرح آراءهم وكان الأستاذ يشرحها أو يقوم بنقدها ودراستها.

إذا مر يوم ولم أُشكل، كان يقول: لماذا لم تُشكل؟ كان يربّي التلاميذ وكان يحترم فضلاء درسه ويقدّرهم.

تلاميذ درس الخارج في الأصول وتقريراته:

كان يشارك في درس الخارج في الأصول لآية الله الخلخالي حوالي 100 شخص من طلاب و فضلاء الدرس الخارج. من بين تلاميذ آية الله الخلخالي كان البعض يهتمون بكتابة تقريرات درسه، ومن بين هذه التقريرات، قام البعض وبإشراف آية الله الخلخالي، تحت عنوان تقريرات درس آية الله الخلخالي باسم “أصول فقه الشيعة”، وتمت طباعته في مجمع البحوث الإسلامية التابع للعتبة الرضوية المقدسة. كُتبت هذه التقريرات باللغة الفارسية. قام حجة الاسلام الشيخ مصطفى دري بطباعة البحث التمهيدي، وحجة الاسلام السيد كمال الدين الموسوي بطباعة بحث مقدمة الواجب.

وقف منزله بعنوان نُزُل:

بعد أن توفيت زوجة آية الله الخلخالي وقصد الإقامة الدائمة في مشهد، قرر وقف منزله السكني بعنون (نزل الزائرين موسوي الخلخالي). في المرحلة الأولى للعائلة والأقرباء الذين كانوا يأتون إلى مشهد بقصد الزيارة، وفي المرحلة الثانية للعلماء الذين كانوا يزورون الامام الرضا عليه السلام.

 

عطاؤه الفكري وتأليفاته

كتاب أصول فقه الشيعة:

وهو تقريرات بحث الخارج الأصول لآية الله العظمى السيد الخوئي، والذي شارك السيد الخلخالي في دورتين كاملتين . تم جمعها وتنظيمها في 8 مجلدات والتي صدر حتى الآن خمس مجلدات منها.

فقه الشيعة بحث الاجتهاد والتقليد : تقريرات درس خارج الفقه لآية الله الخوئي

مدارك العروة: فقه الشيعة تقريرات بحث الطهارة درس خارج الفقه لآية الله الخوئي. طبع خمس مجلدات منها.

فقه الشيعة بحث الإجارة الذي يحتوي على أكثر من 1000 صفحة. وهو تقريرات بحث الخارج في الفقه الذي درّس ها في طهران.

فقه الشيعة بحث الخمس. هذا الكتاب أيضاً نتاج تدريسه الخارج في الفقه في طهران.

وقبل عدة سنوات عُرف كتابه “الخمس” بكتاب العام للحوزة  وتم تكريمه في الدورة العشرين من مؤتمر كتب العام للحوزة. فقد تم تكريم آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي بعنوان شخصية علمية مشهورة في الحوزة.، كما تم تكريمه بسبب 70 عام من جهوده في التدريس وتأليف العديد من الكتب العلمية.

الحاشية على الكفاية

لم يطبع

تقريرات درس التفسير لآية الله الخوئي “ره”

لم يطبع

 “تحریف ناپذیری قرآن” (القرآن لا يقبل التحريف)

لم يطبع

المهدي المنتظر

وهو مجموع مقالات حول الإمام المهدي عج

شريعت وحكومت بالفارسية

مطبوع

 

الحاكمية في الإسلام

مطبوع بالعربية

أصول فقه الشيعة

وهو تقريرات بحث خارج الأصول (المقدمات) لآية الله  الخلخالي في مشهد، في مجلد واحد بقلم الشيخ مصطفى دُرّي من تلامذة سماحته

أصول فقه الشيعة

وهو تقريرات بحث خارج الأصول ( بحث مقدمة الواجب) لآية الله  الخلخالي، في مشهد بقلم حج الإسلام السيد كمال الدين الموسوي.

الخصائص العلمية والمعنوية:

‌آية الله الخلخالي؛ عالم رباني وفقيه متقي، خلوق؛ متواضع ومؤدب، حنون و ودود. عظيم وحميد الأخلاق، نقي المشرب وحسن المجلس. لم تكن لتشعر بالتعب والملامة من حسن معاشرته وأنسه، بل حتى كنت تشعر بالنشاط وترتفع معنوياتك. فهو ذو موهبة جيدة و ذكاء، وكان جدّياً و مثابراً في أمر دراسة العلوم الدينية والحوزوية.

لقد عمل لأكثر من 50 عام بالتدريس في الحوزات العلمية الشيعية.

یقول حجة الإسلام الشيخ محمود نوروزي؛ وهو من تلاميذ آية الله الخلخالي: في أيام دراستي عند آية الله الخلخالي و بعد سنوات من تعاملي معه، لم أشاهده أبداً يحتد على أحد أو يغضب. لقد كان حسن الأخلاق و نادراً ما رأيت شخصاً مثله.  كان آية الله الخلخالي يحمل محبة كبيرة لأهل بيت العصمة و الطهارة، وكان يظهر ذلك بشكل عملي.

من ذلك أنه حبه لفاطمة الزهراء “سلام الله عليها” حيث كان في الأيام الفاطمية يوقف نفسه عدة أيام لإقامة مجالس عزاء، وقد انعقد مجلسه هذا لسنوات في مشهد، وكان لي شرف المشاركة فيه.

كان الأستاذ الخلخالي يكنّ محبة خاصة للامام الحسين “عليه السلام”. كان يقيم في مشهد كل عام في أيام أربعين الإمام الحسين(ع) حتى نهاية شهر صفر مجلس عزاء بعنوان مجلس عزاء لأهل البيت “عليهم السلام”.

وفاته

وقد وافت المنية آية الله سيد مهدي خلخالي مساء السبت 21 كانون الأول/ديسمبر عن عمر ناهز الـ 95 عاما في مدينة مشهد المقدسة، وتم تشييع جثمانه الطاهر في موكب مهيب، شارك فيه كل محبيه وتلامذته ومن تربوا على يده.

المصدر: موقع الاجتهاد (بتصرف)

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 28 ديسمبر 2019 - 09:40 بتوقيت مكة