يرتبط الإفراط في تناول الملح والسكر بزيادة خطر الإصابة بأمراض مختلفة. ومع ذلك، يتساءل البعض عما إذا كان الإفراط في تناول السكريات أسوأ من الإفراط في تناول المنتجات التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح.
وقال تقرير في موقع "تشاغ كزداروفي" الروسي إن الاستهلاك المفرط للسكر والملح لطالما ارتبط بطيف واسع من الأمراض. نتيجة لذلك، يوصي أخصائيو التغذية بالحد من استخدامهما كجزء من مجموعة من التدابير الرامية إلى تحسين الحالة الصحية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه يمكن أن يؤدي استهلاك قدر أكبر من اللازم من الملح إلى -أو يساعد على- الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. وتوصي بتقليل استهلاكه إلى أقل من 5 غرامات يوميا.
ويقول المكتب الإقليمي للمنظمة بشرق المتوسط إن الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مدخول الملح أدلةٌ قاطعة. ففي البلدان التي خُفض فيها تناول الملح بمقدار 1 غرام للشخص في اليوم، انخفضت الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية والنوبات القلبية بنسبة تتجاوز 7%.
مرض القلب
ويمكن لتقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات يوميا أن يقي من المرض القلبي الوعائي، الذي يعتبر القاتل رقم واحد في العالم. فالمرض القلبي الوعائي مسؤول عن 17.3 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليونا بحلول عام 2030.
ووفقا للمنظمة فإن الملح هو المصدر الرئيسي للصوديوم في نظامنا الغذائي، ويمكن أن يأتي من غلوتامات الصوديوم ومن كلوريد الصوديوم، ويُستعمل كبهار في كثير من أنحاء العالم.
وفي كثير من البلدان يأتي 80% من مدخول الملح من الأغذية المجهزة، مثل الخبز والجبن والصلصات المعلبة واللحوم المعالجة والوجبات الجاهزة.
وتوصي المنظمة بأن يكون الملح المستهلك من جميع المصادر، بما في ذلك الأغذية المجهزة والوجبات الجاهزة والأغذية المعدة في المنزل، أقل من 5 غرامات أو أقل من ملعقة صغيرة يوميا.
ماذا عن السكر؟
أما السكر فتوصي منظمة الصحة العالمية بتقليل استهلاكه بحيث لا يتجاوز 12 ملعقة صغيرة من السكر في اليوم، وذلك حفاظا على صحة الفرد وحمايته من زيادة الوزن وما ينجم عنه من أمراض.
وأوصت المنظمة بتقليل استهلاك السكر إلى أقل من 10% من استهلاك الفرد الكلي من الطاقة، وهذا يعني 50 غراما أو 12 ملعقة صغيرة من السكر للبالغ.
كما شدد خبراء المنظمة على أن تقليل هذ الكمية للنصف، أي إلى ست ملاعق صغيرة، سيمنح الجسم فوائد صحية مضافة، ونصحوا باستعمال بدائل غذائية عن السكر في تحضير الأطعمة والحلويات، واستثنوا السكر الموجود طبيعيا في الفواكه والخضار والحليب.
ويؤدي السكر إلى تسوس الأسنان، إذ تقوم البكتيريا في الفم بتحليل وهضم السكر في الغذاء منتجة أحماضا تهاجم سطح السن، مما يؤدي إلى فقدانه للمعادن وحدوث تسوس فيه. والعلاقة بين تسوس الأسنان والسكر مثبتة، وهذا يشمل العصائر والعسل والدبس والحلويات، فجميعها تسبب التسوس.
كما أن الإفراط في تناول السكر قد يؤدي إلى سوء التغذية نتيجة عدم حصول الشخص على المغذيات اللازمة مثل الفيتامينات والمعادن كالكالسيوم والألياف الغذائية. وذلك نتيجة تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية لكن دون محتوى غذائي مفيد. كما يرتبط الإفراط في تناول السكر بارتفاع احتمال زيادة الوزن والسمنة.
كلاهما سيئ
لذلك فإن السكر والملح كليهما خطير وسيئ، وينصح بتقليلهما. وعموما فإن الإفراط في تناول أي منتج بغض النظر عن نوعه يلحق ضررا بالصحة.
والنظام الغذائي المتوازن والمتنوع يتيح استهلاك السكر والملح بشكل معقول ضمن التوصيات الطبية، ويساعد على الجمع بين الحفاظ على الصحة ومتعة الطعام.