وهكذا كان نص الشرح:
اَخبَرَنَا ابنُ مَخلَدٍ قالَ: اَخبَرَنا اَبو عُمَرَ قالَ: حَدَّثَنَا الحارِثُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اَبی اُسامَةَ التَّميمیُّ قالَ: حَدَّثَنَا الوَاقِدِیُّ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ قالَ: حَدَّثَنا عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ الزُّهریُّ، عَن يَزيدَ بنِ الهادِ، عَن هِندٍ بِنتِ الحَارِثِ الفِراسيَّةِ، عَن اُمِّ الفَضلِ قالَت: دَخَلَ رَسولُ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ) عَلى رَجُلٍ يَعودُهُ وَ هُوَ شاكٍ فَتَمَنَّى المَوتَ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ): لا تَتَمَنَّ المَوتَ فَاِنَّكَ اِن تَكُ مُحسِناً تَزدَد اِحساناً اِلى اِحسانِكَ وَ اِن تَكُ مُسيئاً فَتُؤَخَّرُ تُستَعتَبُ فَلا تَمَنَّوُا المَوت.
دَخَلَ رَسولُ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ) عَلى رَجُلٍ يَعودُهُ وَ هُوَ شاكٍ فَتَمَنَّى المَوتَ
توجّه رسول الله (ص) لعيادة أحد المسلمين الذي كان مريضاً وكان يشكو؛ لا بدّ أنّه كان ألم أو كانت لديه مشكلة أو أمرٌ آخر. قال للنّبي (ص): سيّدي! أرغب في أن يُسرّع في موعد أجلي“.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ): لا تَتَمَنَّ المَوتَ فَاِنَّكَ اِن تَكُ مُحسِناً تَزدَد اِحساناً اِلى اِحسانِك
[قال رسول الله]: لا تتمنّوا الموت، ولا تدعوا بالموت لأنفسكم؛ فإذا كنتم أناساً صالحين، ومع بقائكم أحياء لبضع سنواتٍ أخرى -ومع بقاء شبابكم إن شاء الله على قيد الحياة ٦٠ أو ٧٠ عاماً أخرى- فسوف تضاعفون دون شكّ إحسانكم، وسوف ترجّحون كفّة حسناتكم. إذا كانت في هذه الحياة الطّويلة متاعب، ومشاكل، ومخاطر، ففيها هذا الحُسن بأنّ الإنسان إن كان من أهل الإحسان، ومن أهل التقوى، سوف يرجح كفّة حسناته يوماً بعد يوم.
وَ اِن تَكُ مُسيئاً فَتُؤَخَّرُ تُستَعتَبُ فَلا تَمَنَّوُا المَوت
فلنفرض أنّك مذنبٌ ولست بمسلم؛ فإنّه يؤجّل موعد أجلك كي تعتذر. تستعتب تعني ما ورد في الأدعية: لكَ العُتبى ؛ أي الاعتذار والاستسماح. يتأخّر عمرك وتكون لدى الإنسان فرصة الاعتذار. إذاً فرصة الحياة فرصة جيّدة؛ لا تتمنّوا الموت!