قد يكون الهاتف الذكي مفيداً جداً في الكثير من نواحي الحياة، لكنه قد يكون مضراً إلى حدّ كبير لناحية الدراسة والتحصيل العلمي. وفي هذا الإطار، كشفت دراسة جديدة أنّ “إدمان الهاتف الذكي يكلف طلاب الجامعات كماً لا بأس به من الدرجات، وقد يؤدي إلى رسوب بعضهم في الامتحانات”، موضحة أنّ “إستخدام الهاتف بشكل مكثف أعلى من المعتاد (حوالي 5 مرات في محاضرة مدتها ساعة) يتسبب في انخفاض في نتائج الامتحانات بنسبة 5% مقارنة بشخص يتجنب استخدام هاتفه الذكي”.
وتتبع باحثو الدراسة ساعات استخدام وتشغيل هواتف ذكية لما يقارب 700 طالب في جامعة غنت البلجيكية، وتمت مقارنة نتائج إختباراتهم. وأخذ الباحثون في دراستهم بعين الاعتبار، استخدام الهاتف الذكي أكثر خلال المحاضرات لأشياء أكثر أهمية من مجرد التحقق من الوقت، بما في ذلك استخدام الوسائط الاجتماعية، أو استخدام الإنترنت، أو ممارسة الألعاب.
كذلك، قام المشاركون في الدراسة وعددهم 696 من الطلاب الجامعيين الجدد بملء استبيان ذكروا فيه عدد المرات التي يستخدمون فيها هواتفهم في الحياة اليومية وفي الصف وفي أوقات المذاكرة.
وكشفت النتائج ارتباط انخفاض نتائج الامتحانات أيضاً بفرص أكبر للفشل في الفصل الدراسي، حيث كان الطلاب الذين تم تصنيفهم كمهووسين بالهاتف الذكي، أكثر عرضة للرسوب بنسبة 8%، حيث حققوا نسبة نجاح بلغت 60.6% مقارنة بنسبة نجاح بلغت 68.9% لأولئك القادرين على تجاهل هواتفهم.
وقال الباحثون إن نتائج تحليل الاستبيان كشفت أن الضرر الناجم عن الانشغال بالهاتف الذكي أثناء التعلم له عواقب وخيمة، كما أن الأبحاث السابقة أظهرت أن الطلاب ينظرون إلى هواتفهم الذكية كمصدر للترفيه وليس كأداة عمل.
ومن جهته، أوضح دكتور سايمون أميز من جامعة غنت، أن “رغبة الطلاب في عدم تفويت أي شيء يحدث عبر الإنترنت، والتفاعل المستمر مع أصدقائهم ينتقل بهم إلى حالة من عدم التركيز”.