الفضل كل الفضل في كشف نفاق هذه الوسائل الاعلامية الغربية خلال العقود الاربعة الماضية، يعود الى محور المقاومة وعلى راسه ايران، الذي افشل كل مخططات الغرب لابتلاع خيرات الشعوب العربية، وكذلك ابتلاع القضية الفلسطينة ، و فرض الكيان الاسرائيلي على المنطقة، بعد تفكيك دولها وتفتيت شعوبها، الامر الذي اصاب الغرب بالجنون وجعل وسائل اعلامه وفي مقدمتها وكالات الانباء والفضائيات وعلى راسها رويترز ان تتعامل مع قضايا وتطورات المنطقة، كوسائل اعلام عربية في ظل اكثر الدول رجعية وقبلية، ويمكن الاشارة الى اداء وكالة رويترز البريطانية كمثال حيث حولها حقدها على محور المقاومة وخاصة ايران الى ان تخرج عن كل ما هو مألوف، فبدأنا نسمع العجائب بدءا من "عقد اجتماعات لاربعة ضباط ايرانيين تحت الارض بهدف ضرب ارامكو السعودية" ومرورا بدور اللواء قاسم سليماني في العراق الذي يتجاوز الخيال وانتهاء "بتفسير خطب السيد السيستاني" وكأنها "طلاسم" تحتاج الى فتاح فال مثل رويترز ليفك الغازها.
جميعنا استمع الى الخطبة الثانية التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي يوم امس الجمعة في كربلاء المقدسة، حيث اعرب سماحة السيد السيستاني فيها عن امله بـ "أن يتم اختيار رئيس الحكومة الجديدة واعضائها ضمن المدة الدستورية ووفقاً لما يتطلع اليه المواطنون بعيداً عن أي تدخل خارجي".
ما قال الشيخ الكربلائي حول اختيار رئيس الحكومة المقبل قاله بلسان عربي مبين، كما هو قوله على "إنّ المحافظة على سلمية المظاهرات وخلوها من أعمال العنف والتخريب تحظى بأهمية بالغة، وهي مسؤولية تضامنية يتحملها الجميع، فإنها كما تقع على عاتق القوات الأمنية بأن تحمي المتظاهرين السلميين وتفسح المجال لهم للتعبير عن مطالباتهم بكل حرية، تقع أيضاً على عاتق المتظاهرين أنفسهم بألا يسمحوا للمخربين بأن يتقمصوا هذا العنوان ويندسوا في صفوفهم ويقوموا بالاعتداء على قوى الأمن أو على الممتلكات العامة أو الخاصة ويتسببوا في الإضرار بمصالح المواطنين" ، وكذلك كان تحذيره "من الذين يتربصون بالبلد ويسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح لتحقيق اهداف معينة تنال من المصالح العليا للشعب العراقي ولا تنسجم مع قيمه الاصيلة ".
ولكن رغم كل هذا الوضوح في الخطبة الا ان رويترز قفزت على كل هذا الوضوح وصادرت مضمون الخطبة وقالت " يبدو انه يشير الى ايران" ، وعلى الفور تحولت عبارة "يبدو" الى "واضح واكيد" في الاعلام السعودي والخليجي، واللافت ان بعض الاعلام الخليجي الذي يدعي الموضوعية اراد ان يعطي بعض الصدقيه لاتهامه ايران، فاعتمدت على اتهامها ايران بما جاء في شبكات التواصل الاجتماعي العراقية!!.
رويترز ايضا، الوكالة "العالمية البريطانية المرموقة"!! ارادت ان تبني كذبتها ، حول ان السيد السيستاني كان يقصد ايران، فاستندت الى كذبة افظع عندما ذكرت" ان اللواء قاسم سليماني موجود حاليا في العراق من اجل الضغط لاختيار رئيس وزراء" ، بينما لا تذكر اي مصدر لخبرها!!.
بدورنا نقول وبعيدا عن قراءة الكف الرويترية، ان سماحة السيد السيستاني يعلم على اليقين ان البلد الوحيد الذي يقف عثرة امام استقرار العراق وامنه وتطوره هي امريكا، التي لا تتحرك بوصلتها الا وفقا للمصالح الاسرائيلية، وهذه المصالح تتناقض بالكامل مع استقرار وتطور العراق، وكلنا سمع رئيسهم الجشع الذي اعلن وبصريح العبارة انه يخطط لسرقة النفط العراقي وعلى امريكا الا تتواني بتنفيذ مخططها هذا، والسيد يعرف ان امريكا هي التي تنشر كالسرطان قواعد عسكرية في ارض العراق، ولها اكبر سفارة في العالم في قلب بغداد، ولها جيوش من المرتزقة والعملاء الذين يعملون ليل نهار لوضع العصي في عجلة العملية السياسية والاقتصاد العراقي لجعل العراق ضعيفا فقيرا معدما، وقد جسد الملايين من العراقيين هذه الحقيقة امس عندما رفعوا شعارات الموت لامريكا والموت لـ"اسرئيل" والموت لال سعود، وهي اكبر تظاهرات تشهدها بغداد والمحافظات والمدن العراقية منذ بداية الحراك الشعبي، فاندست جرذان امريكا من مرتزقة وبعثيين ودواعش في جحورها، واخرست اصواتهم وهي اصوات نشاز وشاذة ، اعتمدت عليها الامبراطوريات الاعلامية الغربية والاسرائيلية والمسعدنة والخليجية، على اعتبار ان ايران فقدت حاظنتها في العراق!!.
سماحة السيد السيستاني عندما اكد في خطب الجمع السابقة على ضرورة الا ينسى الشعب العراقي تضحيات الحشد الشعبي في مقارعة "داعش" بالاضافة الى ان الشعارات التي رُفعت البارحة وقبل يومين في شوارع وساحات العراق المناهضة للتدخل الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، هي دليل دامغ على ان المقصود من الجانب الاجنبي هو هذا الثلاثي المشؤوم، الذي يكن له الشعب العراقي كراهية شديدة، اسوة بباقي الشعوب العربية الاخرى، فالعراقيون الذي ينظرون باجلال واكبار الى تضحيات الحشد الشعبي عندما انقذهم الى جانب القوات المسلحة العراقية، ينظر بنفس الاجلال والاكبار الى ايران التي وقفت الى جانب العراقيين وقدمت الغالي والنفيس في هذا الشان، واختلطت دماء شهدائها مع دماء شهداء العراق من اجل الدفاع عن المقدسات الاسلامية في العراق، اما ما يروج عن ممارسات بعض العصابات البعثية والدواعش ومرتزقة السفارات من رفع شعارات ضد ايران والاعتداء على قنصلياتها، واظهار هذا العمل المخطط له في الغرفة المظلمة على انه من عمل الشعب العراقي وهي رواية رغم سخفها تبنتها وكالة رويترز!!، وكررتها ابواقها الخليجية وعلى راسها السعودية، الا أنها لن ترقى الى عهد الدم الذي انعقد بين الايرانيين والعراقيين، عندما فاضت ارواح شهداء ايران على ثرى العراق في جهادهم المشترك ضد عصابات امريكا من دواعش وبعثيين ومنحرفين.