وأوضح دودين في حوار صحفي مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن مصر كانت في مقدمة الدول العربية التي عملت على فتح ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى كتائب القسام، إلى جانب دولة قطر وتركيا، ودولتي السويد وألمانيا، مشيرًا إلى وجود أطراف أخرى لم يسمها.
وقال القيادي البارز في حركة حماس والأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار: "هذه المحاولات لم تُحدث أي تقدم بسبب تعنت الاحتلال وعدم جهوزيته للبدء في هذا الملف"، مؤكدًا انه لا يمكن البدء في صفقة التبادل دون الالتزام بمستلزمات صفقة وفاء الأحرار.
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي أعاد اعتقال مجموعة كبيرة من الأسرى أُفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار بلا تهمة وبلا أي ذنب، ولهم سنوات معتقلون داخل سجون الاحتلال انتقاماً منهم وتصفية حساب معهم بأثر رجعي".
ولفت دودين إلى أن صفقة تبادل جديدة تحتاج إلى إصلاح الخلل الذي أوجده الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "لا يعقل أن يتم التفاوض مع الاحتلال على صفقة ويتم الاتفاق على ثمن محدد تلتزم المقاومة بالثمن والاحتلال ينقض كل ما تم الاتفاق عليه".
وأردف قائلاً: "لا يمكن الدخول في ترتيبات صفقة جديدة حتى يفرج الاحتلال عن الأخوة الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، وبقية الشروط تأتي من خلال المفاوضات غير المباشرة".
وشدد على أنه على رأس الشروط في صفقة التبادل القادمة سيكون عدم اعتقال الاحتلال لأي أخ في أفرج عنه الصفقة الجديدة على أي تهمة تسبق تاريخ الإفراج عنه.
مزاعم إسرائيلية
وحول المزاعم الإسرائيلية الأخيرة، التي "يسوق لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" بوجود تقدم في ملف مفاوضات تبادل الأسرى، أوضح دودين لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنها "أكاذيب يحاول نتنياهو تسويقها على عائلات الجنود الصهاينة".
وقال: "الوضع السياسي المعقد في الكيان الإسرائيلي وحالة التجاذب السياسي والمزايدات بين الأقطاب السياسية الإسرائيلية تلقي بظلالها على المصلحة العامة للأسرى الصهاينة وعوائلهم".
وأكد أن "هذا خلل أخلاقي كبير عند الكيان الصهيوني في وضع المقاومة شروطها وهي جاهزة لإبرام صفقة تبادل في حال استجاب الاحتلال للشروط".
ووجه دودين رسالته إلى الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بالتحية لهم والتصميم على انتزاع المقاومة حريتهم من سجون الاحتلال، قائلاً: "التزام المقاومة تجاه حرية الأسرى التزام لا يتجزأ ولا تتقدم عليه أي أولويات أخرى والمقاومة مصممة على انتزاع حرية الأسرى من الاحتلال الصهيوني مهما كانت الأثمان".
وأضاف: "الأيام القادمة كفيلة لبرهان أن المقاومة جادة وجادة جداً في السعي لهذا الهدف المقدس والكبير".
وعن دور السلطة الوطنية الفلسطينية في ملاحقة الأسرى عبر أجهزتها الأمنية المختلف، عبر دودين عن أسفه من موقف السلطة المُخجل، داعياً إياها أن "تكون وطنية فلسطينية كما يطلق عليها".
وقال: "على السلطة أن تكون وطنية لكل أبناء الوطن وفلسطينية مع كل أبناء فلسطين"، رافضاً سلوكها في الملاحقات التي تتم للأسرى "خاصة في أرزاقهم وفي قطع رواتبهم وهذا شيء مخل في كل معايير الوحدة الوطنية والوفاء للأسرى المقدمين زهرات حياتهم للوطن".
وأضاف: "لابد من تصحيح هذه المعادلة، وسيأتي اليوم الذي ينتصف وينتزع الأسرى حقوقهم(..) ومن يحاولون انتقاص مكانة الأسرى وحقوقهم فإن الشعب الفلسطيني سيحاسبهم حساباً قاسياً".
وأردف بالقول: "الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم أعطوا الوطن الكثير، وواجب على كل فلسطيني وكل إنسان حر ينتمي لهذا الوطن أن يقف معهم كتفاً إلى كتف، لاسترجاع حقوقهم ونحن متضامنون معهم ونتمنى حل الإشكالية في أسرع وقت ممكن".