وفي البداية تحدث التقریر عن زيارة إيدي هيرن المشرف على الترويج لنزال الثأر بين الملاكم البريطاني أنطوني جوشوا والمكسيكي أندي رويز جونيور، في الدرعية بالسعودية، والمقرر في السابع من ديسمبر.
وأنفقت السعودية 50 مليون دولار لاستقبال النزال، ورياضة الملاكمة هي من المنابر الأخيرة التي يحاول من خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إظهار القوة المالية للمملكة، وتغيير المفاهيم عنها خاصة تلك المتعلقة بالمجتمع المحافظ المنغلق فيها، وكل هذا جزء من رؤية 2030. والرياض هي العاصمة الثالثة التي تحاول استخدام الرياضة، فهي تسير على خطى الدوحة وأبو ظبي اللتين استثمرتا المليارات لكي تصبحا ميدانا للرياضة الدولية. وهو توجه أدى لهزات في عالم الرياضة الدولية، حيث تقوم الملكيات المطلقة في الخليج برش أموال النفط لجذب نجوم الرياضة ومناسباتها.
ولم تكن رياضة كرة القدم هي المجال الوحيد للنفقات العالية، بل أنفقت هذه الدول المال على استضافة سباقات السيارات والتنس والغولف والآن رياضة الملاكمة، كل هذا أدى لتذمر البعض من أن القوة المالية لدول الخليج تقوم بتشويه الأسواق الرياضية، فيما يتهم المدافعون عن حقوق الإنسان الأنظمة المستبدة في هذه البلدان باستخدام الماركات الرياضية لحرف النظر عن سجلات حقوق الإنسان الفقيرة. فنزال جوشوا- رويز هو محاولة يائسة من السعودية لإصلاح الصورة المشوهة بعد عام من مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وفي يناير، ستستضيف السعودية رالي باريس- دكار. وفي نفس الشهر ستلعب الفرق الإسبانية بما فيها برشلونة وريال مدريد في كأس السوبر بمدينة جدة.
وسيحصل اتحاد الكرة الإسباني من المباريات على 35-40 مليون يورو، فيما انتشرت شائعات حول رغبة محمد بن سلمان بشراء نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي. وهناك “فورميولا إي”، وكأس السوبر الإيطالي، ومباريات الغولف الأوروبي، وأول سباق دراجات، وفي فبراير، هناك الكأس السعودي في أغلى سباق خيول قيمة الجوائز فيه 20 مليون دولار.
ورغم ما تم تحقيقه من إصلاحات اجتماعية، إلا أن الناشطين السعوديين قالوا إن بلدهم أصبح أكثر ديكتاتورية في ظل محمد بن سلمان، وأشاروا إلى مقتل خاشقجي وسجن الناشطين والمدونين ورجال الأعمال وعلماء الدين والناشطات.
وتقول منظمة “القسط” في لندن والتي تراقب أوضاع حقوق الإنسان في السعودية: “يحاولون التغطية على انتهاكاتهم عبر عقد مناسبات رياضية وعروض يدعمها رجال الأعمال والسياسيون ورموز الرياضة من حول العالم ممن لا يعرفون شيئا عن تدهور أوضاع حقوق الإنسان في السعودية”.
ويقول تشادويك إن الكثير من رموز الرياضة ابتعدوا عن السعودية بعد جريمة قتل خاشقجي ولكن سحر المال انتصر على السمعة و”أحس أن الناس بدأوا بالعودة للساحة السعودية”، وبالنسبة لدول الخليج التي تنافست على استضافة المناسبات الرياضية كانت بمثابة دعوة للتركيز على سجلها في حقوق الإنسان.
وأصبح التنافس الرياضي واضحا في المعركة على حقوق البث، فقطر تنفق 10 مليارات دولار تقريبا للحصول على حقوق البث الحصري من خلال قناة “بي إن” واتهمت السعودية بالقرصنة على حقوقها من خلال قناة “بي أوت كيو” وهو ما تنفيه السعودية، ولكن قطر اتهمتها “بسرقة واسعة”.
وكانت المملكة أكبر سوق لـ”بي إن”، وستحاول الآن المراهنة على الحقوق مما يعني زيادة التنافس الإقليمي. و”هو أمر نعمل عليه” كما يقول الأمير عبد العزيز.
وتطالب قطر السعودية بمليار دولار كتعويض عن الخسائر التي تكبدتها جراء القرصنة. ويعلق ماكغيهان أن الخلاف يظهر أن محاولة “التخريب” من الأطراف تظل عائقا أمام النجاح، و”ما تراه هو حرب بالوكالة حيث تم نقل المعركة بين تلك الأطراف إلى ساحة الرياضة”.