هل تساءلتَ يومًا ما: لمَ البعض منا يواجه أثناء نومه الكوابيس المرهقة أما البعض الآخر ينام في راحة وأمان؟ في حين أن النوم حتى الآن يعتبر حدثاً غريباً كذلك هو الحال مع الأحلام! وقد وجد العلماء بعض الأجوبة حين تعمقوا أكثر في عقل الإنسان و وظيفته. وفي هذا المقال سنستعرض بعض ما فهمه العلماء عن عالم الأحلام.
1- النوم يخفض من التوتر :
لنخفف من حدة التوتر، فربما لن نحتاج للشراب المهدّئ؛ بل إلى رحلة إلى عالم الأحلام!
فقد اكتشف بعض الباحثين أنه أثناء مرحلة الأحلام (والمعروفة أيضاً بحركة العين السريعة)، تقل مستويات الهرمونات الكيميائية المرتبطة بالتوتر في الدماغ. وفي هذه المرحلة من النوم أيضاً يحدث هبوطٌ حاد في مستويات هرمون نورإبينفرين (ويعرف أيضاً بإسم: نورأدرينالين)؛ وهو هرمون كيميائي في الدماغ ذو علاقة بالتوتر، وبالتالي عندما تتم معالجة التجارب العاطفية السابقة التي يمر بها الإنسان في هذه البيئة الكيميائية-العصبية الآمنة والتي تتواجد بها مستويات قليلة من هرمون النورإبينفرين أثناء مرحلة الأحلام في النوم، فإننا نستيقظ في اليوم التالي وقد دنت حدة القوة العاطفية في تجاربنا السابقة. وسوف نشعر بشعور أفضل تجاهها، وبقدرتنا على التغلب عليها مستقبلاً.
قد تفسّر هذه النتائج سبب معاناة المصابين بإضطرابات ما بعد الصدمة (post-traumatic stress disorder (PTSD) من الحصول على نومٍ هانئ ومواجهتهم لوقتٍ عصيب في تخطي التجارب المؤلمة ومعاناتهم أيضاً مع الكوابيس المتكررة، وقد تعطينا سببٌ واحد على الأقل لسبب حدوث أحلامنا.
2 – أنت قادر على التحكم بأحلامك:
إن كنت مهتماً بالأحلام الواضحة، فقد يقودك هذا إلى إحتراف ألعاب الفيديو! فكلاهما عبارة عن عالم بديل عن الواقع. بالطبع يوجد هناك اختلافٌ بينهما؛ حيث أنّ جهاز الحاسب الآلي مبرمجٌ ليتحكم باللعبة، في حين أنّ دماغك هو من ينتج هذه الأحلام. ونسبةً إلى جاين جاكنباك، وهي أخصائية نفسية في جامعة “ماك إيوين” في كندا:” إن كنت تقضي ساعاتٍ طويلة في عالم إفتراضي، فإنه يعتبر كتدريب لك”.
بحسب تفسيرها، فإنّ اللاعبين يتحكمون ببيئة اللعبة وبذلك تتم ترجمة هذا التحكم في الحلم، فالأبحاث تقول بأنّ الأشخاص المواظبين على لعب ألعاب الفيديو ستكون لديهم أحلامٌ واضحة أكثر من أولئك غير اللاعبين، بحيث أنهم يستطيعون رؤية أنفسهم خارج أجسادهم.
وأيضاً يكونون قادرين أكثر على التأثير على عالم أحلامهم تماماً كلعبة الفيديو، مما قد يساعد في تحويل الحلم من كابوس دموي إلى حلم هادئ وقد يساعد ذلك أيضاً في علاج إضطرابات ما بعد الصدمة والذي يصاحبه كوابيس متكررة.
3- الرجل والمرأة:
أفادت دراسة مهتمة بأحلام المرأة على وجه الخصوص قامت بها الطبيبة النفسية “جيني باركر” أن الأحلام التي تراود المرأة تدور غالبًا حول عدة محاور؛ “كوابيس الخوف والتهديد” ، و “كوابيس اضطرابية” . وأضافت بأن الكوابيس تراود النساء أكثر من الرجال، وغالبًا ما تكون أحلامهنّ أكثر عاطفية. .
4- الأحلام تساعد على حل الألغاز:
كثيرا ماتساءل العلماء عن سبب الأحلام، وقد كانت إحدى النظريات قد أفادت بأن أحلامنا تحدث لتحقق أمانينا، بينما البعض الآخر اعتقد أنها مجرد حركة للعين أثناء النوم!
وفي دراسة حديثة أفادت بأن الأحلام تساعد على حل الألغاز التي تزعجنا أثناء النهار، وأضافت الدراسة أن الجانبين (البصري واللامنطقي ) هما ما تتميز به الأحلام من تفكير خارج الصندوق والذي يساعد على حل الألغاز.
5_ السهر:
البقاء مستيقظًا ليلًا له بهجته الخاصة ولكن الكوابيس بالتأكيد ليست أحدها! ففي دراسة نُشرت عام 2011، وجد الباحثون أنّ من يسهر يكون أكثرعرضة للكوابيس المزعجة من الذين ينامون مبكراً. وتقول أحد النظريات أنّ هرمون التوتر (الكورتيزول- Cortisol) قد يكون أحد الأسباب ولكن السبب المؤكد يبقى مجهولًا.
6 _الأحلام العنيفة بادئة خطيرة :
قد يكون هناك ما هو أسوأ من الكوابيس؛ كالصراخ والضرب مما قد يؤدي إلى إيذاء النفس أثناء النوم. وهذه العلامات قد تكون من أعراض أمراض الدماغ مثل: باركنسون أو فقدان الذاكرة. وقد نشرت إحدى الدراسات أنّ هذه الأحلام العنيفة قد تسبق المرض بمدة تصل إلى العقود أحيانًا.
7-الأحلام لها مغزى وهدف:
إن راودك حلم بربح جائزة أو تعرضك لـحادث هل يجب عليك أن تستعد؟ الإجابة هي: (نعم)
لقد أجرى الباحثون تجارب متتالية ليستنتجوا أننا نقوم بالحكم على أحلامنا من خلال معتقداتنا الشخصية مما يجعل لها معنى واضح بعكس تلك الأحلام التي تكون مخالفة لأطباعنا. وقال مساعد البروفيسور كاري مورويدج، من جامعة كارنيجي ميلون، أنهم وجدوا أنّ الناس يعتقدون أن أحلامهم تُمدّ أنفسهم وعالمهم بالبصيرة.
ووضعت دراسة أخرى مجموعة من الرحالة قبل يوم رحلتهم في أوضاع مختلفة؛ فقد تخيل البعض أن مستوى التهديد الوطني الإرهابي عالٍ جدا بتصنيف (لون برتقالي), أما البعض فقد تخيلوا أن طائرتهم قد تحطمت, بينما مجموعة أخرى قد راودتهم أحلام بتحطم الطائرة.
وآخر مجموعة تم إعلامهم أن طائرة تحطمت في مسار رحلتهم، ومن ثم تمّ سؤالهم عمّا إذا كانوا مصرّين على الرحلة، فكانت النتيجة أنّ معظم الذين غيروا آرائهم فيما يخص الرحلة كانوا الذين قد حلموا بتحطم الطائرة وأيضاً كان مستوى القلق لديهم بنفس درجة الذين أخبروا أنها تحطمت حقيقة. وفي دراسة أخرى، وجدوا أنّ الإنسان يتذكر أكثر أحلامًا سعيدة لأشخاص يحبهم، و على النقيض تماماً لا يتذكر سوى الأحلام السيئة لأشخاص لا يحبهم أكثر من الأحلام السيئة من الأصدقاء.
المصدر: وكالات