ووفقا للوثائق التي نشرتها اللجان البرلمانية أمس الثلاثاء، قال المبعوث الأميركي السابق لأوكرانيا السفير كيرت فولكر في شهادته إنه حذر محامي الرئيس ترامب من أن ما يتردد بشأن نشاط جو بايدن -المنافس الديمقراطي المحتمل لترامب في الانتخابات المقبلة- ونجله في أوكرانيا هي مزاعم غير موثوقة.
وذكر فولكر أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا عُلقت بشكل غير عادي وأنه لم يحصل على تفسير لهذا الأمر.
ويجري مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- تحقيقا رسميا قد يفضي إلى محاكمة الرئيس برلمانيا ومن ثم عزله على خلفية اتهامه بالضغط على نظيره الأوكراني فولودمير زيلينسكي لحثه على إجراء تحقيق في أنشطة جو بايدن ونجله في أوكرانيا، وهي قضية صارت بعض وسائل الإعلام تطلق عليها "أوكرانيا غيت"، على غرار فضيحة ووترغيت التي أجبرت الرئيس ريتشارد نيكسون على الاستقالة عام 1974.
ويُتهم ترامب بحجب مساعدات أميركية عن كييف لاستخدامها كورقة ضغط لإجراء التحقيق في أنشطة بايدن. لكن الرئيس الأميركي ينفي هذه الاتهامات ويصف تحقيق مجلس النواب بأنه أكبر مطاردة سياسية للرئيس في التاريخ الأميركي.
اعتراف الحليف
وتضمنت الوثائق التي نشرتها اللجان البرلمانية أيضا اعتراف غوردن سوندلاند السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي -وهو حليف للرئيس ترامب- بأنه أخبر مسؤولا أوكرانيا أن المساعدات العسكرية الأميركية لبلاده تعتمد على فتح كييف تحقيقا بشأن جو بايدن.
وأوضح سوندلاند أنه أبلغ مستشارا بارزا للرئيس الأوكراني زيلينسكي بأنه من غير المرجح منح كييف المساعدات العسكرية الأميركية إلا بعد أن توضح أنها ستحقق مع بايدن وعلاقات ابنه مع شركة بوريسما الأوكرانية للطاقة.
في تلك الأثناء، استدعت لجان التحقيق الثلاث في مجلس النواب كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة ميك مولفاني للإدلاء بشهادته في القضية.
وكتب رؤساء لجان المخابرات والشؤون الخارجية والرقابة الحكومية في رسالة إلى مولفاني إنه "استنادا إلى الأدلة التي تم جمعها في التحقيق، نعتقد أن لديك معرفة أولية ومعلومات مهمة ذات صلة بهذا التحقيق".
وقال رئيس لجنة المخابرات آدم شيف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت إنغل، والقائمة بأعمال رئيس لجنة الرقابة الحكومية كارولين مالوني، إن مولفاني "ربما شارك مباشرة في جهود من شأنها أن تصب في المصالح السياسية الشخصية لترامب".
وطلب رؤساء اللجان من مولفاني الحضور للإدلاء بشهادته يوم الجمعة المقبل، لكن البيت الأبيض قال مرارا إنه لن يتعاون في ذلك التحقيق.
واستشهد البرلمانيون الثلاثة بمؤتمر صحفي عقده مولفاني بالبيت الأبيض في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقالوا إنه "اعترف علنا بأن ترامب أوقف المساعدات الأمنية للضغط على أوكرانيا، من أجل المصالح الشخصية والسياسية له بدلا من المصلحة الوطنية".