وتظل الأحلام لغزا يصعب فك طلاسمه، لكن ماذا لو علمنا أن العديد من الأدوية التي يشاع استخدامها قد تتسبب في أحلام مزعجة أو ربما كوابيس، تلك الأدوية منها ما يستخدم بوصفة طبية ومنها ما هو في متناول الجميع، لكن كيف تؤثر تلك الأدوية على الأحلام؟ وكيف يمكن لها أن تجعلك تحلم؟ كل تلك التساؤلات وأكثر قد تدور ببالك، ولكن للإجابة عليها يجب أن نعرف ما هو الحلم؟
الحلم
الأحلام هي مجموعة من المشاهد أو القصص المصورة التي يراها الإنسان في صورة حية تشعر صاحبها بواقعية شديدة وتثير مشاعر مختلفة ومتباينة من الممكن أن تكون مفرحة أو مرعبة، بعض الأحلام تكون بمثابة بث حي متكامل، وبعضها يكون ومضات ضعيفة، وقد تحدث في أي من مراحل النوم، تعددت الأبحاث التي حاولت الوقوف على أسباب حدوث الأحلام وكيفية حدوثها وانعكاسها على صحة الإنسان.
أجرى باحثون دراسة لمعرفة أهمية الأحلام، قاموا فيها بمنع الحالات من الأحلام بطرق مختلفة، ووجدوا أن أولئك الذين لم يسمح لهم بالحلم تعرضوا لنوبات شديدة من القلق والاكتئاب والتوتر، الأمر الذي أوضح أن ثمة شيئا ما يتحكم في قدرة الإنسان على الحلم، أي أنه يوجد مواد كيميائية تسمح بالحلم أو عدمه.
مضادات الحساسية
رغم أنه من المعروف أن بعض مضادات الحساسية تسبب النعاس، وقد تسرع من عملية الدخول إلى النوم، فإنها في بعض الحالات تؤثر على جودة النوم. ففي دراسة منشورة بمكتبة المعهد القومي الأميركي وجدت أن الأدوية الكلاسيكية من مضادات الحساسية تسبب أحلاما متوترة وقد تصل إلى تقلبات مزاجية على مدار النهار، كما أن تلك الأحلام المتوترة تؤثر على جودة النوم، مما يصيب من يتعرض لتلك الآثار الجانبية للشعور بالإرهاق الشديد على مدار اليوم.
أوضحت الدراسة أن مشاكل النوم والأحلام تظهر من اليوم الأول لتناول العقار وحتى شهر من توقفه، الأمر الذي يفسر إحساس بعض من تناول تلك العقاقير بأنه لم ينم رغم قضائه ساعات يبدو فيها نائمًا لكنه لم يشعر بالاكتفاء بسبب تعرضه لأحلام متوترة تؤثر على جودة نومه.
أدوية البرد والإنفلونزا والسعال
العديد من أدوية البرد والإنفلونزا والسعال قد تتسبب في حدوث أحلام مزعجة، وتزيد حدة إزعاج الأحلام كلما زاد توتر الشخص، بالتوتر العام قد يحول تلك الأحلام إلى كوابيس، وبالعكس إذا كان الشخص هادئا ولا يشعر بالقلق قد يمر بأحلام تشعره بالسعادة والاطمئنان.
أدوية الضغط
بعض الأدوية التي تستخدم في خفض الضغط المرتفع، تعمل عن طريق حصر ومنع بعض المستقبلات العصبية بالمخ، تلك المستقبلات تساهم بشكل أساسي في عملية النوم الطبيعي، لذلك من الشائع تسبب هذه العقاقير في الكوابيس أو الأرق، ولا يتضح كيفية التغلب على هذا العرض الذي يصيب نسبا كبيرة من متناولي بعض أدوية الضغط، بحسب موقع مؤسسة النوم (Sleep Foundation).
الكولسترول
سجلت العديد من الدراسات حالات هلع ليلي وكوابيس لأشخاص يتناولون بعض الأدوية لخفض الكولسترول بالدم، ورغم أنها حالات قليلة فإن المرور بفترات من الأحلام المزعجة والكوابيس أمر وارد لمن يتناول عقار خفض الكولسترول بانتظام، ورغم أن تلك العقاقير تعمل بكفاءة أكثر أثناء الليل، لكن حال حساسية المريض للأحلام التي قد تكون مزعجة من الممكن أن ينصحه الطبيب بتناولها على فترات النهار، أو تبديلها بأدوية أخرى.
قائمة العقاقير التي تسبب أحلاما سواء مفرحة أو مزعجة تطول، فهي تضم مسكنات الآلام العادية ومضادات الاكتئاب والستيرودات التي تستخدم في العديد من الأمراض مثل الربو، لكن على أي حال فإن هناك ثمة أشخاصا أكثر حساسية للآثار الجانبية لتلك العقاقير دون غيرهم، وثمة أشخاص يشعرون بأي تغيرات لها علاقة بالنوم والأحلام.
فإذا كنت من أولئك الأشخاص وتمر بتلك الحالة وتشعر في الصباح أنك لم تأخذ قسطك الكافي من النوم والراحة، رغم أنك قد أمضيت ساعات طويلة بالفعل، فربما يكون السبب في ذلك هو قضاء فترة طويلة من التعرض للأحلام حتى ولو لم تتذكر تلك الأحلام صباحا، فبعض الأحيان لا يتذكر المرء ماذا كان في حلمه، وعدم الشعور بالاكتفاء من النوم سبب كاف لكي تستشير الطبيب لمعرفة السبب سواء كانت الأحلام المنسية أو غيرها.
المصدر: الوكالات