فالإمام الحسين عليه السلام لم يخرج للشهادة من اجل الشهادة، بل لتغيير واقع مأساوي ومن ثم كان يهدف لإسقاط المشروع الأموي الذي بدأ من ابي سفيان وتحول في زمن معاوية إلى سلطة الملك العضوض، وكان المقصد الأعلى من هذه النهضة هو تغيير الفكر والعقيدة والثقافة والسلوك والهوية والأنظمة الاجتماعية التي حرفت وشوهت من قبل الملوك وأذنابهم آنذاك، إسلام الرحمة والعدالة والقيم الانسانية تبدلت على أيدي الأمويين إلى الانحراف والفساد والشر والوحشية والفساد الاقتصادي وتكديس الثروات اللامشروعة، وسحق الفقراء والمساكين فتحولت الخلافة لقيصرية وترفيه فكانت ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة المحرومين وهكذا فضحت واقعة كربلاء المشروع الاموي والاسلام المزيف وسجلت للتاريخ والأجيال ان اسلام المترفين هو اسلام لايمثل الدين وأن اسلام المحرومين هو الدين المحمدي الأصيل .