وأضافت المستشرقة الإسرائيلية كاسنيا سيفاتلوفا، التي أعدت تقارير من سوريا ولبنان وليبيا ومصر وتونس والدول العربية في الخليج الفارسي، وتتحدث الإنجليزية والروسية والعبرية والعربية، في مقالها بموقع المونيتور،" أن "عدم وجود سفير إسرائيلي في القاهرة يضر بالعلاقات الثنائية للدولتين، مما يدفع لطرح السؤال: ما الذي حصل من تشويش في هذا التعيين الدبلوماسي المهم، وعدم مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليها؟".
وأشارت إلى أنه "في هذه الأيام تحيي "إسرائيل" ومصر 40 عاما على اتفاق السلام بينهما، ورغم كل الهزات الأرضية التي تعرضت لها المنطقة، لكنه حافظ على بقائه، حتى لو كان سلاما باردا، وأحد معالم هذا السلام هو وجود سفارة إسرائيلية في القاهرة، رغم أن الجماهير المصرية الغاضبة هاجمتها في 2011، وبصعوبة بالغة تم إنقاذ الحراس الإسرائيليين منها، ومن حينها لم تقدم "إسرائيل" طلبا لمصر لإيجاد مبنى بديل لإنجاز مهام السفارة".
ونقلت عضو الكنيست السابقة عن المعسكر الصهيوني، وعضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عن إيلي شاكيد السفير الأسبق في مصر أن "منصب السفير في القاهرة يعدّ رمزا للعلاقة القوية بين البلدين، رغم أنه مقاطع من أوساط واسعة في المجتمع المصري، ويخضع لإجراءات أمنية خطيرة، ولعل عدم وجود سفير لنا في القاهرة يعدّ خبرا سارا للرأي العام المصري الذي لا يحبنا، خاصة عناصر حركة المقاطعة بي دي إس".
واستدرك بالقول بأنه "منذ صعود عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في مصر عام 2013، بات يمكن للسفير الإسرائيلي في القاهرة أن يعمل بصورة أكثر اتساعا، مثل لقاء الوزراء المصريين وشخصيات مصرية بارزة، لكن طالما أنه لا يوجد سفير إسرائيلي، فليس هناك من سيقوم بهذه المهمة".
دبلوماسي إسرائيلي من وزارة الخارجية، قال إن "عدم تعيين أورين، نموذج على كثير من القضايا التي باتت تقلقنا من عدم إبداء الحكومة لاهتمامها الكافي بممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج، وأخشى أن عدم تعيينها يعني إبداء عدم الاهتمام الإسرائيلي الكافي بأكبر دولة عربية في المنطقة، وعلاقاتنا معها تكتسب أهمية فائقة".
وأضاف أننا "دائما ما نتحدث عن ضرورة تطوير اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب، وعدم الاكتفاء بالملف الأمني، لأنه بعد 40 عاما من ذلك الاتفاق، فما زالت علاقات باردة، لكنها مستقرة بين البلدين، ويبدو أن المسؤولين الإسرائيليين الكبار يكتفون بالاتصالات الأمنية، وقد أثبتت السنوات الأخيرة أنها زادت وتيرتها بصورة غير عادية".
وزعم أن "إسرائيل ومصر تعملان بصورة مكثفة ضد الجماعات المسلحة في سيناء، وقوات أمن الجانبين ينسقان خطواتهما وجهودهما الميدانية بشكل غير مسبوق، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحافظ على تواصل دائم مع السيسي".
وكشفت الكاتبة أن "إحدى مداولات لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في 2017 شهدت اعتراف ممثل عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بأن استمرار الاتصالات الأمنية مع مصر، أكثر أهمية لرئيس الحكومة من العلاقات السياسية".
نمرود غورين رئيس معهد ميتافيم للسياسات الخارجية الإقليمية الإسرائيلية، قال إنه "محظور أن يتم التفكير باتجاه حصر العلاقات مع مصر على الجانب العسكري فقط، مع العلم أن العلاقات الأخيرة مع مصر اكتسبت جوانب مدنية لم تكن حاضرة من قبل، مثل اتفاق تصدير الغاز، وظهور محللين مصريين على شاشة التلفزيون الإسرائيلي".