وبحسب ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن مصادر مسؤولة من داخل الحركة ، تعتقد أن الضربة التي استهدفت منشأتي نفط تابعتين لأرامكو قبل أسابيع، اضطرت السعودية إلى قبول الحوار.
وقالت المصادر، إن السعودية، حاولت بعد ضربتي أرامكو، ونجران، شراء مزيد من الوقت، إلا أن الحركة وضعت الرياض أمام خيارين فقط، "إما وقف العمليات ورفع الحصار، أو سوف تكون مضطرة إلى اتخاذ قرارات بقصد إلزام الطرف الآخر بالذهاب نحو حلّ شامل".
مصدر آخر من داخل "الحركة"، قال إن ما يجري حاليا "كلام كثير، لكن الفعل المباشر لا يزال غائبا"، مضيفا أنه في الوقت الراهن يثمن تبادل مبادرات بين الطرفين فقط.
واستدرك بأن "التغيير الفعلي محصور في كون الولايات المتحدة والسعودية قررتا التحدث مباشرة مع الحوثيين وليس عبر وسيط".
وأضاف أن "الضحية الأولى لهذه الوساطات هو فريق الشرعية التابع لعبد ربه منصور هادي أو جماعة الإمارات".
وأوضح أن ضربة أرامكو، خلقت حالة من الضغط العالمي والداخلي أيضا على السعودية، من أجل إيقاف الحرب.
وحول ما قام به الموفد الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قالت مصادر حركة انصار الله، إنه جاء حاملا "أجواء سعودية وأميركية إيجابية تجاه فكرة التهدئة. وهو تحدث عن آليات مفترض اتباعها لتنظيم عملية وقف إطلاق النار. وحمل مقترحات جزئية بشأن الحصار على المطار والمرافئ البحرية، متحدثاً عن إمكانية السماح لبعض ناقلات النفط بإفراغ شحنات في الحديدة، والسماح بتوجه عدة رحلات من مطار صنعاء حصراً إلى مطار القاهرة، على أن تنقل المرضى والجرحى فقط".
ولم تخف "الحركة " خشيتها، من أن يكون قبول الرياض لهذه المبادرات مناورة، من أجل إعطاء نفسها فرصة شراء مضادات دقيقة يمكنها إيقاف الطائرات المسيرة التي أرهقت المملكة خلال الشهور الماضية.
وتابع المصدر: "حركة أنصار الله ترفض بصورة مطلقة منح ابن سلمان أي جائزة على جرائمه، بل هي تحذر من أنه في حال فوّت الفرصة الآن، فسوف يواجه مشكلات أكبر في وقت قريب، وأن المعارك سوف تنتقل هذه المرة إلى داخل العمق السعودي، وعندها لن تنفع كل محاولات التوسّط، وسوف يكون أمام الاختبار الأخير لشعار الحماية التي يتحدث عن توفيرها له من قِبَل واشنطن وعواصم غربية أخرى".
و قال مصدر داخل "الحركة "، إن "أبو ظبي تحاول بصورة متواصلة إقناع إيران بأنها لم تعد في الموقع نفسه. وهي تحاول القيام بخطوات تجاه سوريا، بقصد إظهار استعدادها لمبادرات (حسن نية تجاه محور المقاومة)"، واصفاً ذلك بأنه "بضاعة غير قابلة للتسويق"، مؤكداً أنه "لم يحصل أي تفاهم إيراني-إماراتي في شأن اليمن، وأن طهران تكرّر دعوة الإمارات إلى التحاور مباشرة مع أنصار الله وإلى الإسراع في خطوات عملية على الأرض تظهر صدق نياتها بالخروج من الحرب".
غير أن الوقائع على الأرض تقول عكس تلك النيات، إذ تكشف معلومات لدى الحركة، عن استمرار الإمارات في نقل المقاتلين والعتاد عبر البحر بقصد تعزيز جبهتَي الحديدة وتعز، وأنها تعمل على إيجاد علاج لأزمة الجنوب، المقبلة على تصعيد، مع إعلان السعودية وقف صرف مرتبات الموظفين الذين كانوا يعملون تحت سلطة هادي، بحسب "الأخبار" اللبنانية.