قدمت السلطات السعودية رواية الأحداث حول مقتل الحارس الشخصي للملك سلمان بن عبد العزيز اللواء عبد العزيز الفغم ونسبته الى شجار مع صديق له. وتعد الرواية صعبة التصديق إذا تم الأخذ بعين الاعتبار طريقة عيش الحارس الشخصي لأي رئيس دولة وخاصة في الدول غير الديمقراطية مثل العربية السعودية.
وتقول الرواية الرسمية التي نشرتها السلطات امس الأحد “في مساء السبت وعندما كان اللواء بالحرس الملكي عبد العزيز بن بداح الفغم، في زيارة لصديقه تركي بن عبد العزيز السبتي، بمنزله بحي الشاطئ بمحافظة جدة، دخل عليهما صديق لهما يدعي ممدوح بن مشعل آل علي”.
وأضافت: “أثناء الحديث تطور النقاش بين اللواء (عبد العزيز الفغم) و(ممدوح آل علي) فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار على اللواء عبد العزيز الفغم رحمه الله، ما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية”.
الرواية الرسمية يشوبها الغموض لأنها لا تتناسب وطريقة عيش الحارس الشخصي خاصة في الدول الدكتاتورية. وقال مصدر عليم بحراسة الملك سلمان ان “اللواء الفغم كان يحرس الملك في غرفته، فغرفة الملوك السعوديين كبيرة، وكان يجلس بجوار الباب، وكان ضمن ثلاثة أشخاص يعرفون شفرة فتح باب غرفة الملك والتي لا يعرفها حتى الأمير محمد بن سلمان، وكان اللواء الفغم بدوره يخضع لحراسة لصيقة 24 ساعة عندما يغادر القصر، ونادرا ما كان يغادر القصر سوى في الحالات الاستثنائية لأنه يعرف الكثير من الأسرار، ولم يكن يسمح له بزيارة أي شخص في منزله، لهذا رواية مقتله في بيت صديق تثير الشكوك”. ويضيف المصدر “اللواء الذي كان يخضع لحراسة لصيقة خلال أوقات مغادرته النادرة للقصر سيتشاجر مع صديق ويعود ذلك الصديق بالسلاح لقتله، هذا هراء لأن حرس اللواء سيعتقله خلال المشاجرة وليس بعد العودة مسلحا”.
ويقول مصدر فرنسي آخر عليم بالحراسة الشخصية للرؤساء والملوك “الحارس الشخصي للملوك أو الرؤساء العرب يمتلكون من الأسرار الشيء الكثير، ولا يسمح لهم نهائيا زيارة الأصدقاء خوفا من تناول الخمر أو المخدرات أو فقط الإفراط في الأكل لأنه يجب أن يكون جاهزا 24 ساعة على 24 ساعة، ويكون هذا الحارس الشخصي مراقبا على مدار الساعة حتى لا يفشي اسرارا وحتى لا يتعرض لسوء بل أن عائلته تكون مقيمة في القصر حتى يكون حاضرا كلما تطلب الأمر”. ويستغرب هذا المصدر من رواية السلطات السعودية حول اللواء الفغمي “الحارس الشخصي يحمل سلاحه دائما لأنه معرض لاختطاف، فكيف منح اللواء الفرصة للقاتل كي يدخل الى المنزل بسلاحه ولا يكون السباق بفتح النار”.
وأمام الشكوك حول الرواية الرسمية للعربية السعودية لا يمكن فصل ما جرى عن حدثين، قد تكون عملية الاغتيال مرتبطة بالأمير محمد بن سلمان أو بالتطورات الخطيرة لمقتل وأسر آلاف الجنود السعوديين من طرف الحوثيين في محافظة نجران.
المصدر: رأي اليوم