من اغرب المسرحيات الهزيلة التي تم تجنيد عدد من عبدة الدولار لاخراجها، كانت مسرحية "الطائرة المسيرة التائهة" التي حامت ساعة وقوع الانفجار في ارامكو، على قصر امير الكويت في العاصمة الكويتية.
اول من نقل فصول المسرحية كانت صحيفة "الرأي" الكويتية التي زعمت انها نقلت عن مصادر أمنية تأكيدها أن "طائرة مسيرة من النوع الكبير، يصل طولها إلى نحو 3 أمتار وحجمها بحجم سيارة صغيرة، حامت فوق دار سلوى (قصر الأمير) لفترة، مشعلة كشافاتها الأمامية ثم غادرت"!!.
وأضافت الصحيفة نقلا عن "مصادرها الخاصة"!، أن الطائرة التي هبطت إلى ارتفاع 250 مترا قدمت من جهة البحر، واقتربت من شاطئ البدع، حيث فتحت الكشاف الأمامي لمدة دقيقة واحدة، وبعد ذلك حامت فوق قصر دار سلوى وعادت إلى دوار البدع ثم اتجهت إلى داخل مدينة الكويت!!.
يبدو ان القائمين على امر المسرحية استشعروا بتهافت مسرحيتهم ، الامر الذي اضطرهم ان يسندوها بدليل "قوي" ، فجاء الدليل اكثر تهافتا وضعفا من الخبر نفسه، حيث قاموا ببث مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، زعموا، انه سجله مواطن كويتي، أول أمس السبت يوثق "لحظة مرور طائرات مسيرة من جهة العراق فوق منطقة السالمي بالكويت باتجاه مدينة بقيق!!".
نظرا الى اننا نحترم عقول متصفحينا، سننقل اولا الفيديو، الذي سجله مواطن كويتي من هواة الصيد، والذي حدد بدقة الطائرات المسيرة والصواريخ، والجهة التي انطلقت منها، والجهة التي تريد استهدافها، ولا اكبر خبير في مجال الرادارات والرصد الجوي، بينما كل ما نشاهده هو سماء ظلماء لا اثر فيها لاي شيء يتحرك، الا صوت المواطن الكويتي الذي يرسم لها اشياء لا نراها.
ثانيا، عودا الى خبر صحيفة الراي الكويتية نقلا عن مصادر امنية، نقول، لمَ لم تسقط الدفاعات الجوية الكويتية "الطائرة التائهة"، التي حلقت على علو منخفض فوق قصر امير الكويت؟، لماذا لم تلتقط الرادارات والكاميرات والهواتف النقالة صورة، صورة واحدة، لهذه الطائرة التائهة وهي تحوم على ارتفاع 250 مترا فقط؟، لماذا لم تحاول الطائرة تتخفى مطلقا فكانت مشعلة كشافاتها الامامية هي تحوم في العاصمة؟.
اخيرا، وان كنا نشك في كل المسرحية الهزيلة هذه، الا اننا قد نميل، في حال لو فرضنا جدلا ظهور مثل هذه الطائرة في سماء الكويت، ان تكون هذه طائرة كويتية مسيرة عادية، كانت تحوم في سماء الكويت، بدليل انها عادت ودخلت سماء العاصمة وهبطت من حيث انطلقت.