وجاء في الرسالة :"في يوم الغدير اختار النبي محمد(صلى الله عليه و آله و سلم) بامر من الله تعالى لهذه الأمة من يرعى شؤونها، ويطبق أحكام الشريعة فيها ويسير بها سيرا منظما وحكيما، اذ كان يريد ان يؤول مصير الناس الى رعاية رشيدة ومنصفة وحكيمة، فذكرى الغدير كانت الفيصل لكل التأويلات واختياره (ص) الثامن عشر من ذي الحجة في آخر حجة له والمسماة حجة الوداع كانت حاسمة وواضحة عندما جمع رسول الله (ص) وفود الحجاج قبل ان يتفرقوا في منطقة الجحفة فنادى بهم رسول الله قبل التفرق والوداع قائلا لهم "من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه...." .
ورأى قبلان "ان ذكرى الغدير تستحضر مناقب ومزايا صاحبها الذي قال عنه النبي محمد(ص): "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما يدور"، فامير المؤمنين(عليه السلام) امير الشهداء وامامهم الذي ضحى واستشهد في سبيل اعلاء كلمة الله ونصرة الحق فجاهد ليكون الانسان رساليا مستقيما يتمتع بكامل حقوقه بعيداً عن الظلم والفتن والضلال اذ امرنا الامام ان نحفظ كرامة وحقوق الانسان بوصفه اما اخ في الدين او نظير في الخلق، فهو خليفة الله في الارض لا يجوز ان نظلمه او نعتدي عليه، من هنا كان حفظ الانسان وكرامته هم الامام علي(ع)، فكان صوت العدالة الانسانية التي نفتقدها في زمن نعيش فيه الظلم والاضطهاد والمنكر والفساد، فالامام علي(ع) كان ولا يزال قطب رحى في هذا العالم ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير وعلينا ان نسير بسيره ونعمل بعمله ونتعلم منه العدالة والاستقامة والانصاف والتعاون مع الاخرين لانه كلمة الحق وميزان التقى وعلم الهدى و حجة الله على خلقه".
واشارالى "ان رسالة الغدير تدعونا الى التزام وصية رسول الله بالاقتداء بالامام علي(ع) الذي كان اعظم شخصية عرفتها البشرية بعد رسول الله، فولاية امير المؤمنين(ع) كانت ولا تزال ضمانة للامة الاسلامية من الضياع والانحراف، والتمسك بتعاليم علي خشبة خلاص للامة وسبيل نجاة للانسانية جمعاء، ورسالة الولاية تحتم علينا ان نكون متقين نتسلح بالورع ،عقلاء نتسم بالحكمة، منصفين ورعين عاملين من اجل اقامة العدل بين الناس، مما يستدعي منا ان نجدد ايماننا ونتمسك بالحق ولا نستوحش في طريقه لقلة سالكيه، فنعمل بما يرضي الله ورسوله (ص)".
من هنا نناشد زعماء وقادة العالم الاسلامي الى العودة الى رحاب الغدير فينصفوا شعوبهم ويلتزموا العدالة نهجا للحكم، ويقتدوا بالامام علي الذى ضحى في سبيل حفظ وحدة الامة ورسالتها، مما يستدعي ان يبذلوا الجهد لاعادة الوئام بين الدول الاسلامية من خلال الحوار والتشاور، فينتصروا للحق في فلسطين ويدعموا شعبها في مقاومته وتصديه لغطرسة الاحتلال وعدوانه، فلا يبيعوا دينهم بدنيا غيرهم بالرضوخ لما يسمى صفقة العصر التي نعتبرها مشروع نكبة جديدة للامة الاسلامية تفضي الى تصفية القضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية مقدسة والتخلي عنها خيانة للامة وعملا محرماً و باطلا ينافي القيم الانسانية والتعاليم الدينية. ونحن اذ ندين الارهاب الصهيوني المتمثل بالعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني فاننا نرى في التفجير الارهابي الذي استهدف مدنيين في كابول عملا مدانا ومستنكرا يؤكد ان الارهاب صناعة استعمارية هدفها قتل الشعوب وقهر ارادتها بغية اخضاعها الى هيمنة الاستعمار والانتداب".
وأشاد قبلان بالمواقف الصلبة التي تتسم بها الجمهورية الاسلامية الايرانية برفضها الخضوع للاملاءات الاميركية وصمودها بوجه القوى الاستكبارية في مواجهة الحصار والعقوبات اذ اثبتت ايران انها عصية على المؤامرات ولن ترهبها التهديدات ولم ولن تتخلى عن دعمها للقضايا المحقة للشعوب فهي منحازة للحق تحتضن قضية المسلمين الاولى ولا تتخلى عن واجبها في نصرة فلسطين والوقوف مع شعبها حتى ينال حقوقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس بعد عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم".
وناشد اللبنانيين "ان يعودوا الى رحاب العدالة والحق والمساواة التي كان الامام علي رائدها، فيتمسكوا بالحق الذي نراه في مواجهة المشروع الصهيوني والتكفيري متجسدا في المعادلة التي حفظت لبنان وحررت ارضه وصانت استقراره فيتشبثوا بها ويتضامنوا لحفظ لبنان وابعاد شبح الفتن عنه مما يحتم ان يحصنوا وحدتهم الوطنية ويعززوا عيشهم المشترك ويكونوا كتلة متراصة في الدفاع عن لبنان ودرء الاخطار عنه، وعليهم ان يستلهموا من مناقب الامام علي المفاهيم السامية التي تحفظ مجتمعهم ووطنهم فيلتزموا بالقيم الدينية والاخلاقية ويتعاونوا على البر والتقوى ويحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض ونبذهم للخلافات والمناكفات، وعلى السياسيين ان يعودوا الى رحاب العدالة التي ارسى مفاهيمها و وضع قواعدها الامام علي في مسيرته السياسية، فيكونوا منصفين ورعين فيتقوا الله في شعب لبنان ويوفروا له مقومات العيش الكريم فيحفظوا كرامة المواطن بابعاده عن الجوع والفقر والحاجة الى الاستزلام حتى لا يكون ضحية الفساد والجشع والاحتكار، واولى واجبات المسؤولين في لبنان ان يوفروا الاستقرار السياسي وينهضوا بالاقتصاد الوطني ويجهدوا لاصلاح الادارات والمؤسسات من فساد المرتشين والمستغلين للوظيفة العامة، فالمواطن اللبناني ينتظر من حكومته اداء جديدا يقوم على الشفافية بعيد عن المحاصصة والمحسوبية لاننا نريد ان يستعيد هذا المواطن الثقة بدولته فتقوم بواجباتها من خلال حسن رعايتها لابنائها، لذلك نأمل ان نرى مشاريع جديدة تحد من البطالة المتفشية ولاسيما ان الموازنة قد اقرت بعد جهد وطول انتظار".
المصدر: nna-leb.gov.lb